1 فِي السَّنَةِ الأُولَى لِحُكْمِ كُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ، وَإِتْمَاماً لِكَلامِ الرَّبِّ الَّذِي نَطَقَ بِهِ عَلَى لِسَانِ إِرْمِيَا، نَبَّهَ الرَّبُّ رُوحَ كُورَشَ فَأَصْدَرَ نِدَاءً مَكْتُوباً فِي كُلِّ أَرْجَاءِ مَمْلَكَتِهِ وَرَدَ فِيهِ: 2 «هَذَا مَا يَقُولُهُ كُورَشُ مَلِكُ فَارِسَ: لَقَدْ وَهَبَنِي الرَّبُّ إِلَهُ السَّمَاءِ جَمِيعَ مَمَالِكِ الأَرْضِ، وَأَوْصَانِي أَنْ أُشَيِّدَ لَهُ هَيْكَلاً فِي أُورُشَلِيمَ فِي مَمْلَكَةِ يَهُوذَا، 3 فَعَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ أَبْنَاءِ شَعْبِهِ، لِيَكُنِ الرَّبُّ مَعَهُ، أَنْ يَصْعَدَ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي أَرْضِ يَهُوذَا فَيَبْنِيَ هَيْكَلَ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ. إِنَّه اللهُ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ. 4 وَعَلَى أَهْلِ الْمَوَاضِعِ الَّتِي يُقِيمُ فِيهَا الآنَ الْمَسْبِيُّونَ الْمُتَغَرِّبُونَ أَنْ يَمُدُّوهُمْ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالدَّوَابِ، فَضْلاً عَمَّا يَتَبَرَّعُونَ بِهِ لِبِنَاءِ هَيْكَلِ الرَّبِّ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ».
5 فَهَبَّ رُؤَسَاءُ بُيُوتِ يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ، وَالْكَهَنَةُ وَاللّاوِيُّونَ، كُلُّ مَنْ نَبَّهَ الرَّبُّ قَلْبَهُ لِيَرْجِعَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِبِنَاءِ هَيْكَلِ الرَّبِّ هُنَاكَ. 6 وَأَمَدَّهُمْ جِيرَانُهُمْ بِآنِيَةِ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ وَبِأَمْتِعَةٍ وَبَهَائِمَ وَتُحَفٍ، فَضْلاً عَمَّا تَبَرَّعُوا بِهِ.
7 وَأَخْرَجَ الْمَلِكُ كُورَشُ آنِيَةَ بَيْتِ الرَّبِّ الَّتِي كَانَ الْمَلِكُ نَبُوخَذْنَصَّرُ قَدْ غَنِمَهَا مِنْ هَيْكَلِ أُورُشَلِيمَ، وَوَضَعَهَا فِي مَعْبَدِ آلِهَتِهِ. 8 وَأَمَرَ مِثْرَدَاثَ الْخَازِنَ أَنْ يَعُدَّهَا لِشِيشْبَصَّرَ رَئِيسِ يَهُوذَا، 9 فَكَانَتْ فِي جُمْلَتِهَا ثَلاثِينَ طَسْتاً مِنْ ذَهَبٍ، وَأَلْفَ طَسْتٍ مِنْ فِضَّةٍ، وَتِسْعَةً وَعِشْرِينَ سِكِّيناً 10 وَثَلاثِينَ قَدَحاً مِنْ ذَهَبٍ، وَأَرْبَعَ مِئَةٍ وَعَشْرَةً مِنَ الأَقْدَاحِ الْفِضِّيَّةِ، وَأَلْفاً مِنَ الآنِيَةِ الأُخْرَى. 11 فَكَانَ مَجْمُوعُ آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ خَمْسَةَ آلافٍ وَأَرْبَعَ مِئَةٍ، حَمَلَهَا شِيشْبَصَّرُ كُلَّهَا مَعَهُ عِنْدَ إِطْلاقِ سَرَاحِ الْمَسْبِيِّينَ مِنْ بَابِلَ وَرُجُوعِهِمْ إِلَى أُورُشَلِيمَ.
1 وَهَؤُلاءِ هُمْ أَهْلُ الْبِلادِ الَّذِينَ عَادُوا مِنَ السَّبْيِ، مِمَّنْ سَبَاهُمْ نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ إِلَى بَابِلَ، وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا، لِيُقِيمَ كُلُّ وَاحِدٍ فِي مَدِينَتِهِ. 2 وَقَدْ جَاءُوا بِقِيَادَةِ زَرُبَّابِلَ، وَيَشُوعَ، وَنَحَمْيَا، وَسَرَايَا، وَرَعْلايَا، وَمُرْدَخَايَ، وَبِلْشَانَ، وَمِسْفَارَ، وَبِغْوَايَ وَرَحُومَ، وَبَعْنَةَ. وَهَذَا بَيَانٌ بِالْعَائِدِينَ مِنْ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ: 3 بَنُو فَرْعُوشَ: أَلْفَانِ وَمِئَةٌ وَاثْنَانِ وَسَبْعُونَ. 4 بَنُو شَفَطْيَا: ثَلاثُ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَسَبْعُونَ. 5 بَنُو آرَحَ: سَبْعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ. 6 بَنُو فَحَثَ مُوآبَ مِنْ نَسْلِ يَشُوعَ وَيُوآبَ: أَلْفَانِ وَثَمَانِي مِئَةٍ وَاثْنَا عَشَرَ. 7 بَنُو عِيلامَ: أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَأَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ. 8 بَنُو زَتُّو: تِسْعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ. 9 بَنُو زَكَّايَ: سَبْعُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ. 10 بَنُو بَانِي: سِتُّ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ. 11 بَنُو بَابَايَ: سِتُّ مِئَةٍ وَثَلاثَةٌ وَعِشْرُونَ. 12 بَنُو عَزْجَدَ: أَلْفٌ وِمِئَتَانِ وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ. 13 بَنُو أَدُونِيقَامَ: سِتُّ مِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَسِتُّونَ. 14 بَنُو بِغْوَايَ: أَلْفَانِ وَسِتَّةٌ وَخَمْسُونَ. 15 بَنُو عَادِينَ: أَرْبَعُ مِئَةٍ وَأَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ. 16 بَنُو آطِيرَ مِنْ نَسْلِ يَحَزَقِيَّا: ثَمَانِيَةٌ وَتِسْعُونَ. 17 بَنُو بِيصَايَ: ثَلاثُ مِئَةٍ وَثَلاثَةٌ وَعِشْرُونَ. 18 بَنُو يُورَةَ: مِئَةٌ وَاثْنَا عَشَرَ. 19 بَنُو حَشُومَ: مِئَتَانِ وَثَلاثَةٌ وَعِشْرُونَ.
20 بَنُو جِبَّارَ: خَمْسَةٌ وَتِسْعُونَ. (وَقَدْ عَادَ مِنَ الْمُدُنِ التَّالِيَةِ الَّتِي عَاشَ آبَاؤُهُمْ فِيهَا): 21 مِنْ أَهْلِ بَيْتِ لَحْمٍ: مِئَةٌ وَثَلاثَةٌ وَعِشْرُونَ. 22 مِنْ أَهْلِ نَطُوفَةَ: سِتَّةٌ وَخَمْسُونَ. 23 مِنْ أَهْلِ رِجَالِ عَنَاثُوثَ: مِئَةٌ وَثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ. 24 مِنْ أَهْلِ عَزْمُوتَ: اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ. 25 مِنْ أَهْلِ قَرْيَةِ عَارِيمَ كَفِيرَةَ وَبَئِيرُوتَ: سَبْعُ مِئَةٍ وَثَلاثَةٌ وَأَرْبَعُونَ. 26 مِنْ أَهْلِ الرَّامَةِ وَجَبَعَ: سِتُّ مِئَةٍ وَوَاحِدٌ وَعِشْرُونَ. 27 مِنْ أَهْلِ مِخْمَاسَ: مِئَةٌ وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ. 28 مِنْ رِجَالِ بَيْتِ إِيلَ وَعَايَ: مِئَتَانِ وَثَلاثَةٌ وَعِشْرُونَ. 29 مِنْ أَهْلِ نَبُو: اثْنَانِ وَخَمْسُونَ. 30 مِنْ أَهْلِ مَغْبِيشَ: مِئَةٌ وَسِتَّةٌ وَخَمْسُونَ. 31 مِنْ أَهْلِ عِيلامَ الآخَرِ: أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَأَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ. 32 مِنْ أَهْلِ حَارِيمَ: ثَلاثُ مِئَةٍ وَعِشْرُونَ. 33 مِنْ أَهَالِي لُودٍ وَحَادِيدَ وَأُونُو: سَبْعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ. 34 مِنْ أَهْلِ أَرِيحَا: ثَلاثُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ. 35 مِنْ أَهْلِ سَنَاءَةَ: ثَلاثَةُ آلافٍ وَسِتُّ مِئَةٍ وَثَلاثُونَ.
36 أَمَّا الْكَهَنَةُ الرَّاجِعُونَ: فَبَنُو يَدْعِيَا مِنْ عَائِلَةِ يَشُوعَ: تِسْعُ مِئَةٍ وَثَلاثَةٌ وَسَبْعُونَ. 37 بَنُو إِمِّيرَ: أَلْفٌ وَاثْنَانِ وَخَمْسُونَ. 38 بَنُو فَشْحُورَ: أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَسَبْعَةٌ وَأَرْبَعُونَ. 39 بَنُو حَارِيمَ: أَلْفٌ وَسَبْعَةَ عَشَرَ.
40 وَهَذَا بَيَانٌ بِاللَّاوِيِّينَ الْعَائِدِينَ مِنَ السَّبْيِ: بَنُو يَشُوعَ وَقَدْمِيئِيلَ مِنْ نَسْلِ هُودُويَا: أَرْبَعَةٌ وَسَبْعُونَ.
41 الْمُغَنُّونَ مِنْ بَنِي آسَافَ: مِئَةٌ وَثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ. 42 بَنُو حُرَّاسِ أَبْوَابِ الْهَيْكَلِ مِنْ نَسْلِ شَلُّومَ وَآطِيرَ وَطَلْمُونَ وَعَقُّوبَ وَحَطِيطَا وَشُوبَايَ: مِئَةٌ وَتِسْعَةٌ وَثَلاثُونَ.
43 وَمِنْ خَدَمِ الْهَيْكَلِ بَنُو صِيحَا وَحَسُوفَا وَطَبَاعُوتَ، 44 وَبَنُو قِيرُوسَ وَسِيعَهَا وَفَادُونَ، 45 وَلَبَانَةَ وَحَجَابَةَ وَعَقُّوبَ، 46 وَحَاجَابَ وَشَمُلايَ وَحَانَانَ، 47 بَنُو جَدِيلَ وَحَجَرَ وَرَآيَا، 48 وَرَصِينَ وَنَقُودَا وَجَزَّامَ، 49 وَعُزَّا وَفَاسِيحَ وَبِيسَايَ، 50 وَبَنُو أَسْنَةَ وَمَعُونِيمَ وَنَفُوسِيمَ، 51 وَبَنُو بَقْبُوقَ وَحَقُوفَا وَحَرْحُورَ، 52 وَبَنُو بَصْلُوتَ وَمَحِيدَا وَحَرْشَا، 53 وَبَنُو بَرْقُوسَ وَسِيسَرَا وَثَامَحَ، 54 وَبَنُو نَصِيحَ وَحَطِيفَا.
55 وَعَادَ مِنَ السَّبْيِ مِنْ نَسْلِ خُدَّامِ سُلَيْمَانَ بَنُو سَوْطَايَ وَهَسُّوفَرَثَ وَفَرُودَا، 56 وَبَنُو يَعْلَةَ وَدَرْقُونَ وَجَدِّيلَ، 57 وَشَفَطْيَا وَحَطِّيلَ وَفُوخَرَةَ الظِّبَاءِ وَآمِي. 58 فَكَانَتْ جُمْلَةُ الْعَائِدِينَ مِنْ خُدَّامِ الْهَيْكَلِ وَبَنِي عَبِيدِ سُلَيْمَانَ ثَلاثَ مِئَةٍ وَاثْنَيْنِ وَتِسْعِينَ.
59 وَهَذَا بَيَانٌ بِالَّذِينَ قَدِمُوا مِنْ تَلِّ مِلْحٍ وَتَلِّ حَرْشَا وَكَرُوبَ وَأَدَّانَ وَإِمِّيرَ، مِمَّنْ عَجَزُوا عَنْ إِثْبَاتِ انْتِمَاءِ عَائِلاتِهِمْ إِلَى نَسْلِ إِسْرَائِيلَ: 60 بَنُو دَلايَا وَطُوبِيَّا وَنَقُودَا، وَجُمْلَتُهُمْ سِتُّ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَخَمْسُونَ. 61 وَمِنْ بَنِي الْكَهَنَةِ: بَنُو حَبَايَا وَهَقُّوصَ وَبَرْزِلّايَ الَّذِي تَزَوَّجَ إِحْدَى بَنَاتِ بَرْزِلّايَ الْجِلْعَادِيِّ، وَتَسَمَّى بِاسْمِهِمْ. 62 وَقَدْ بَحَثَ هَؤُلاءِ عَنْ أَسْمَاءِ عَائِلاتِهِمْ فِي سِجِلَّاتِ أَنْسَابِ الْكَهَنَةِ فَلَمْ يَعْثُرُوا عَلَيْهَا فَمُنِعُوا مِنْ خِدْمَةِ الْكَهَنُوتِ، 63 وَحَرَّمَ عَلَيْهِمِ الْحَاكِمُ الأَكْلَ مِنْ طَعَامِ الْكَهَنَةِ إِلَى أَنْ يَحْضُرَ كَاهِنٌ يَقْدِرُ أَنْ يَسْتَخْدِمَ الأُورِيمَ وَالتُّمِّيمَ (لِيُعْلِنَ لَهُ الرَّبُّ صِحَّةَ نَسَبِهِمْ إِلَى الْكَهَنَةِ). 64 فَكَانَ مَجْمُوعُ الرَّاجِعِينَ مِنَ السَّبْيِ: اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ أَلْفاً وَثَلاثَ مِئَةٍ وَسِتِّينَ. 65 فَضْلاً عَنْ عَبِيدِهِمْ وَإِمَائِهِمْ وَعَدَدُهُمْ سَبْعَةُ آلافٍ وَثَلاثُ مِئَةٍ وَسَبْعَةٌ وَثَلاثُونَ بِالإِضَافَةِ إِلَى مِئَتَيْنِ مِنَ الْمُغَنِّينَ وَالْمُغَنِّيَاتِ. 66 وَكَانَ مَعَهُمْ مِنَ الْخَيْلِ سَبْعُ مِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَثَلاثُونَ، وَمِنَ الْبِغَالِ مِئَتَانِ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ، 67 وَمِنَ الْجِمَالِ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَثَلاثُونَ، وَمِنَ الْحَمِيرِ سِتَّةُ آلافٍ وَسَبْعُ مِئَةٍ وَعِشْرُونَ.
68 وَتَبَرَّعَ بَعْضُ رُؤَسَاءِ الْعَائِلاتِ لَدَى وُصُولِهِمْ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِبِنَاءِ بَيْتِ الرَّبِّ فِي مَوْقِعِهِ الأَصْلِيِّ، 69 فَقَدَّمَ كُلٌّ مِنْهُمْ حَسَبَ طَاقَتِهِ لِخِزَانَةِ الْعَمَلِ، فَبَلَغَتْ تَبَرُّعَاتُهُمْ وَاحِداً وَسِتِّينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ مِنَ الذَّهَبِ (نَحْوَ خَمْسِ مِئَةِ كِيلُو جِرَامٍ) وَخَمْسَةَ آلافٍ منّاً مِنَ الْفِضَّةِ (نَحْوَ ثَلاثَةِ أَطْنَانٍ) وَمِئَةَ قَمِيصٍ لِلْكَهَنَةِ. 70 فَاسْتَوْطَنَ الْكَهَنَةُ وَاللّاوِيُّونَ وَبَعْضُ الشَّعْبِ وَالْمُغَنُّونَ وَحُرَّاسُ أَبْوَابِ الْهَيْكَلِ وَخُدَّامُهُ فِي مُدُنِهِمِ الْخَاصَّةِ بِهِمْ. أَمَّا بَقِيَّةُ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ فَتَوَزَّعُوا عَلَى مُدُنِهِمْ.
1 وَمَا إِنْ أَهَلَّ الشَّهْرُ السَّابِعُ (أَيْلُولَ – سِبْتَمْبَر)، وَكَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ قَدِ اسْتَقَرُّوا فِي مُدُنِهِمْ، حَتَّى اجْتَمَعُوا فِي أُورُشَلِيمَ، 2 فَهَبَّ يَشُوعُ بْنُ يُوصَادَاقَ وَأَقْرِبَاؤُهُ الْكَهَنَةُ، وَزَرُبَّابِلُ بْنُ شَأَلْتِئِيلَ وَأَقْرِبَاؤُهُ، وَبَنَوْا مَذْبَحَ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ، لِيُقَرِّبُوا عَلَيْهِ مُحْرَقَاتٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى رَجُلِ اللهِ. 3 وَعَلَى الرَّغْمِ مِمَّا كَانَ يَعْتَرِيهِمْ مِنْ خَوْفٍ مِنْ شُعُوبِ الأَرْضِ الْمُحِيطَةِ بِهِمْ، فَإِنَّهُمْ شَيَّدُوا الْمَذْبَحَ فِي مَوْقِعِهِ، وَأَصْعَدُوا عَلَيْهِ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ صَبَاحاً وَمَسَاءً، 4 وَاحْتَفَلُوا بِعِيدِ الْمَظَالِّ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ، مُقَرِّبِينَ مُحْرَقَاتِ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ وَفْقاً لِلْعَدَدِ الْمَطْلُوبِ. 5 ثُمَّ وَاظَبُوا عَلَى إِصْعَادِ الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ، وَمُحْرَقَاتِ أَوَائِلِ الشُّهُورِ، وَمَوَاسِمِ أَعْيَادِ الرَّبِّ الْمُقَدَّسَةِ، كَمَا أَتَوْا بِالتَّقْدِمَاتِ الطَّوْعِيَّةِ لِلرَّبِّ. 6 وَشَرَعُوا مُنْذُ الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ السَّابِعِ يُقَرِّبُونَ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ، فَلَمْ يَكُنْ قَدْ أُعِيدَ تَأْسِيسُ الْهَيْكَلِ بَعْدُ.
7 ثُمَّ تَبَرَّعُوا بِفِضَّةٍ لاِسْتِئْجَارِ نَحَّاتِينَ وَنَجَّارِينَ، وَقَدَّمُوا طَعَاماً وَمَشْرُوبَاتٍ وَزَيْتاً لِلصَّيْدُونِيِّينَ وَالصُّورِيِّينَ، لِيَنْقُلُوا لَهُمْ خَشَبَ أَرْزٍ مِنْ لُبْنَانَ إِلَى سَاحِلِ يَافَا، بِتَرْخِيصٍ مِنْ كُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ.
8 وَفِي الشَّهْرِ الثَّانِي مِنَ السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ رُجُوعِهِمْ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى بَيْتِ اللهِ، ابْتَدَأَ زَرُبَّابِلُ بْنُ شَأَلْتِئِيلَ ويَشُوعُ بْنُ يُوصَادَاقَ، وَبَقِيَّةُ أَقْرِبَائِهِمْ مِنَ الْكَهَنَةِ وَاللّاوِيِّينَ، وَسَائِرُ الْقَادِمِينَ مِنَ السَّبْيِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، بِالْعَمَلِ فِي بِنَاءِ الْهَيْكَلِ، فَأَقَامُوا اللّاوِيِّينَ، الْبَالِغِينَ مِنَ الْعُمْرِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، لِلإِشْرَافِ عَلَى الْعَمَلِ فِي هَيْكَلِ الرَّبِّ. 9 فَأَشْرَفَ يَشُوعُ وَأَبْنَاؤُهُ وَإخْوَتُهُ وَقَدْمِيئِيلُ وَأَبْنَاؤُهُ مِنْ ذُرِّيَّةِ يَهُوذَا، وَكَذَلِكَ أَبْنَاءُ عَشِيرَةِ حِينَادَادَ مَعَ بَنِيهِمْ وَأَقْرِبَائِهِمْ مِنَ اللّاوِيِّينَ، عَلَى الْعُمَّالِ فِي بَيْتِ الرَّبِّ. 10 وَلَمَّا أَرْسَى الْبَنَّاؤونَ أَسَاسَ هَيْكَلِ الرَّبِّ، أَخَذَ الْكَهَنَةُ أَمَاكِنَهُمْ، بَعْدَ أَنِ ارْتَدَوْا مَلابِسَهُمُ الرَّسْمِيَّةَ، وَحَمَلُوا الأَبْوَاقَ، وَكَذَلِكَ وَقَفَ اللّاوِيُّونَ مِنْ بَنِي آسَافَ حَامِلِينَ الصُّنُوجَ لِتَسْبِيحِ الرَّبِّ، وَفْقاً لِمَا رَتَّبَهُ دَاوُدُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ، 11 وَتَرَنَّمُوا بِالتَّسْبِيحِ وَالْحَمْدِ لِلرَّبِّ، لأَنَّهُ صَالِحٌ وَلأَنَّ رَحْمَتَهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ عَلَى إِسْرَائِيلَ. وَهَتَفَ الشَّعْبُ كُلُّهُ هُتَافاً عَظِيماً، تَسْبِيحاً لِلرَّبِّ مِنْ أَجْلِ إِرْسَاءِ أَسَاسِ بَيْتِ الرَّبِّ. 12 وَلَكِنَّ كَثِيرِينَ مِنَ الْكَهَنَةِ وَاللّاوِيِّينَ وَكِبَارِ الرُّؤَسَاءِ، الَّذِينَ شَاهَدُوا الْهَيْكَلَ الأَوَّلَ الَّذِي بَنَاهُ سُلَيْمَانُ، رَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالْبُكَاءِ عِنْدَ إِرْسَاءِ أَسَاسِ هَذَا الْهَيْكَلِ بَيْنَمَا رَاحَ بَقِيَّةُ الشَّعْبِ يُطْلِقُونَ هُتَافَاتِ الْبَهْجَةِ وَالْفَرَحِ 13 وَلَمْ يَسْتَطِعِ الشَّعْبُ أَنْ يُمَيِّزَ هُتَافَ الْفَرَحِ مِنْ صَوْتِ الْبُكَاءِ، لأَنَّ هُتَافَ الشَّعْبِ كَانَ مُدَوِّياً، حَتَّى كَانَ يُسْمَعُ مِنْ بَعِيدٍ.
1 وَعِنْدَمَا عَرَفَ أَعْدَاءُ يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ أَنَّ الْمَسْبِيِّينَ الْعَائِدِينَ شَرَعُوا فِي بِنَاءِ هَيْكَلٍ لِلرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ، 2 أَقْبَلُوا إِلَى زَرُبَّابِلَ وَرُؤَسَاءِ الْعَشَائِرِ قَائِلِينَ لَهُمْ: «دَعُونَا نَبْنِي مَعَكُمْ، لأَنَّنَا مِثْلُكُمْ نَعْبُدُ إِلَهَكُمْ، وَلَهُ قَرَّبْنَا الذَّبَائِحَ مُنْذُ أَيَّامِ الْمَلِكِ أَسَرْحَدُّونَ مَلِكِ أَشُّورَ، الَّذِي أَتَى بِنَا إِلَى هَذِهِ الأَرْضِ». 3 فَأَجَابَهُمْ زَرُبَّابِلُ وَيَشُوعُ وَسَائِرُ رُؤَسَاءِ عَشَائِرِ إِسْرَائِيلَ: «لا شَأْنَ لَكُمْ مَعَنَا فِي بِنَاءِ هَيْكَلِ إِلَهِنَا، وَإِنَّمَا نَحْنُ وَحْدَنَا نَبْنِي هَيْكَلَ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ، بِمُوْجِبِ أَمْرِ الْمَلِكِ كُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ». 4 وَرَاحَ شَعْبُ الأَرْضِ يُثَبِّطُونَ عَزِيمَةَ أَبْنَاءِ يَهُوذَا وَيُرْعِبُونَهُمْ، لِيَصُدُّوهُمْ عَنْ مُتَابَعَةِ الْبِنَاءِ، 5 وَدَفَعُوا رَشَاوَى لِبَعْضِ مُشِيرِي الْمَلِكِ الْفَارِسِيِّ، لِيَعْمَلُوا ضِدَّهُمْ طَوَالَ حُكْمِ كُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ حَتَّى مُلْكِ دَارِيُوسَ.
6 وَفِي مُسْتَهَلِّ وِلايَةِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ رَفَعُوا شَكْوَى ضِدَّ سُكَّانِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ.
7 وَفِي عَهْدِ أَرْتَحْشَشْتَا، كَتَبَ بِشْلامُ وَمِثْرَدَاثُ وَطَبْئِيلُ وَسَائِرُ رُفَقَائِهِمْ، رِسَالَةً بِاللُّغَةِ الأَرَامِيَّةِ رُفِعَتْ إِلَى أَرْتَحْشَشْتَا الْمَلِكِ مُتَرْجَمَةً، 8 كَمَا كَتَبَ رَحُومُ الْمُتَوَلِّي شُؤُونَ الْقَضَاءِ، وَشِمْشَايُ الْكَاتِبُ رِسَالَةً ضِدَّ أُورُشَلِيمَ، عُرِضَتْ عَلَى الْمَلِكِ أَرْتَحْشَشْتَا جَاءَ فِيهَا: 9 «مِنْ رَحُومَ الْوَالِي، وَشِمْشَايَ الْكَاتِبِ وَسَائِرِ رُفَقَائِهِمَا الْقُضَاةِ وَالأَفَرَسِتْكِيِّينَ وَالطَّرْفَلِيِّينَ وَالأَفْرَسِيِّينَ وَالأَرَكْوِيِّينَ وَالْبَابِلِيِّينَ والشُّوشَنِيِّينَ وَالدَّهْوِيِّينَ وَالْعِيلامِيِّينَ، 10 وَبَقِيَّةِ الأُمَمِ الَّذِينَ أَجْلاهُمْ أُسْنَفَّرُ الْعَظِيمُ النَّبِيلُ، وَأَسْكَنَهُمْ فِي مُدُنِ السَّامِرَةِ، وَسَائِرِ الَّذِينَ يُقِيمُونَ فِي عَبْرِ نَهْرِ الْفُرَاتِ». 11 وَهَذَا نَصُّ الرِّسَالَةِ الَّتِي رَفَعُوهَا إِلَى أَرْتَحْشَشْتَا الْمَلِكِ: «مِن عَبِيدِكَ الرَّعَايَا الْمُقِيمِينَ فِي عَبْرِ نَهْرِ الْفُرَاتِ، 12 لِيَعْلَمِ الْمَلِكُ أَنَّ الْيَهُودَ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَيْنَا مِنْ عِنْدِكَ، جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ وَانْهَمَكُوا فِي بِنَاءِ الْمَدِينَةِ الْمُتَمَرِّدَةِ الشِّرِّيرَةِ، وَقَدِ اسْتَكْمَلُوا بِنَاءَ أَسْوَارِهَا وَرَمَّمُوا أَسَاسَاتِهَا. 13 فَلْيُحَطِ الْمَلِكُ عِلْماً أَنَّهُ إِذَا تَمَّ بِنَاءُ هَذِهِ الْمَدِينَةِ وَاسْتُكْمِلَتْ أَسْوَارُهَا، فَإِنَّ أَهْلَهَا لَنْ يُؤَدُّوا جِزْيَةً وَلا خَرَاجاً وَلا خَفَارَةً مِمَّا يُضِيرُ خَزِينَةَ قَصْرِ الْمَلِكِ. 14 وَمِنْ حَيْثُ أَنَّنَا نَقْتَاتُ مِنْ خَيْرِ الْمَلِكِ، فَلا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نَرَى مَا يُصِيبُ الْمَلِكَ مِنْ ضَرَرٍ وَنَسْكُتَ عَنْهُ، لِذَلِكَ أَرْسَلْنَا نُبَلِّغُكَ، 15 لِكَيْ تُنَقِّبَ فِي سِجِلاتِ تَوَارِيخِ آبَائِكَ فَتَتَبَيَّنَ أَنَّ هَذِهِ الْمَدِينَةَ كَانَتْ مَدِينَةً مُتَمَرِّدَةً أَضَرَّتْ بِالْمُلُوكِ وَالْبِلادِ وَعَصَتْ مُنْذُ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ، لِذَلِكَ حَلَّ بِها الْخَرَابُ. 16 وَنَحْنُ نُحَذِّرُ الْمَلِكَ أَنَّهُ إِذَا أُعِيدَ بِنَاءُ هَذِهِ الْمَدِينَةِ، وَاسْتُكْمِلَتْ أَسْوَارُهَا، فَإِنَّكَ تَفْقِدُ كُلَّ مَا تَمْلِكُ عَلَيْهِ فِي عَبْرِ نَهْرِ الْفُرَاتِ».
17 فَبَعَثَ الْمَلِكُ جَوَاباً إِلَى رَحُومَ الْوَالِي وَشِمْشَايَ الْكَاتِبِ وَسَائِرِ رُفَقَائِهِمَا الْمُقِيمِينَ فِي السَّامِرَةِ وَإِلَى بَاقِي الْقَاطِنِينَ فِي عَبْرِ نَهْرِ الْفُرَاتِ، قَالَ فِيهَا: «سَلامٌ وَبَعْدُ، 18 لَقَدْ تُرْجِمَتْ رِسَالَتُكُمْ وَقُرِئَتْ أَمَامِي، 19 فَأَصْدَرْتُ أَمْرِي بِالْبَحْثِ عَنْ تَارِيخِ هَذِهِ الْمَدِينَةِ، فَوَجَدْتُ أَنَّهَا كَانَتْ مُنْذُ الأَيَّامِ الْغَابِرَةِ دَائِمَةَ الثَّوْرَةِ عَلَى الْمُلُوكِ وَمَهْداً لِلتَّمَرُّدِ وَالْعِصْيَانِ، 20 وَقَدْ تَوَلَّى عَرْشَ أُورُشَلِيمَ مُلُوكٌ مُقْتَدِرُونَ تَسَلَّطُوا عَلَى جَمِيعِ مِنْطَقَةِ عَبْرِ النَّهْرِ، الَّتِي أَدَّى أَهْلُهَا لَهُمْ جِزْيَةً وَخَرَاجاً وَخَفَارَةً. 21 وَالآنَ أَصْدِرُوا أَمْراً إِلَى هَؤُلاءِ بِالْكَفِّ عَنْ بِنَاءِ هَذِهِ الْمَدِينَةِ حَتَّى يَصْدُرَ أَمْرٌ مِنِّي. 22 وَحَذَارِ أَنْ تَتَرَاخَوْا فِي تَنْفِيذِ هَذَا الأَمْرِ، إِذْ لِمَاذَا يَزْدَادُ الأَذَى، فَيُسَبِّبَ أَضْرَاراً تُلْحِقُ خَسَارَةً بِمَصَالِحِ الْمُلُوكِ؟»
23 وَمَا إِنْ تُلِيَتْ رِسَالَةُ أَرْتَحْشَشْتَا الْمَلِكِ أَمَامَ رَحُومَ وَشِمْشَايَ الْكَاتِبِ وَرُفَقَائِهِمْ، حَتَّى انْطَلَقُوا مُسْرِعِينَ إِلَى الْيَهُودِ فِي أُورُشَلِيمَ وَمَنَعُوهُمْ بِالْقُوَّةِ مِنْ مُتَابَعَةِ الْبِنَاءِ. 24 حِينَئِذٍ تَوَقَّفَ الْعَمَلُ فِي بِنَاءِ هَيْكَلِ الرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ حَتَّى السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ تَوَلِّي الْمَلِكِ دَارِيُوسَ عَرْشَ مَمْلَكَةِ فَارِسَ.
1 فِي ذَلِكَ الْحِينِ تَنَبَّأَ النَّبِيَّانِ حَجَّي وَزَكَرِيَّا بْنُ عِدُّوَ لِلْيَهُودِ الْمُقِيمِينَ فِي أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا بِاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ الْمُهَيْمِنِ عَلَيْهِمْ. 2 فَقَامَ زَرُبَّابِلُ بْنُ شَأَلْتِيئِيلَ وَيَشُوعُ بْنُ يُوصَادُوقَ، وَشَرَعَا فِي اسْتِكْمَالِ بِنَاءِ هَيْكَلِ اللهِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ، بِمَعُونَةِ نَبِيَّيِ اللهِ، 3 فَجَاءَهُمْ تَتْنَايُ وَالِي عَبْرِ النَّهْرِ وَشَتَرْبُوزْنَايُ وَرُفَقَاؤُهُمَا وَسَأَلُوهُمْ: «مَنْ أَمَرَكُمْ بِإِعَادَةِ بِنَاءِ هَذَا الْهَيْكَلِ وَاسْتِكْمَالِ السُّورِ؟» 4 ثُمَّ طَلَبُوا قَائِمَةً بِأَسْمَاءِ الرِّجَالِ الْمُسَاهِمِينَ فِي بِنَاءِ الْهَيْكَلِ. 5 وَلَكِنْ كَانَتْ عَيْنُ إِلَهِ قَادَةِ الْيَهُودِ تَرْعَاهُمْ، فَلَمْ يُوْقِفُوهُمْ عَنِ الْعَمَلِ حَتَّى يَتِمَّ رَفْعُ الأَمْرِ إِلَى دَارِيُوسَ وَيَتَلَقَّوْا رَدَّهُ عَلَيْهَا.
6 وَهَذَا هُوَ نَصُّ الرِّسَالَةِ الَّتِي بَعَثَ بِها تَتْنَايُ وَالِي عَبْرِ النَّهْرِ وَشَتَرْبُوزْنَايُ وَرُفَقَاؤُهُمَا الأَفَرْسَكِيُّونَ الْمُقِيمُونَ فِي عَبْرِ النَّهْرِ إِلَى دَارِيُوسَ الْمَلِكِ. 7 وَقَدْ وَرَدَ فِي هَذِهِ الرِّسَالَةِ:
«إِلَى الْمَلِكِ دَارِيُوسَ كُلُّ سَلامٍ. 8 نَوَدُّ أَنْ نُحِيطَكُمْ عِلْماً بِأَنَّنَا ذَهَبْنَا إِلَى بِلادِ يَهُوذَا، حَيْثُ مَعْبَدُ الإِلَهِ الْعَظِيمِ، فَوَجَدْنَا الْهَيْكَلَ يُبْنَى بِحِجَارَةٍ عَظِيمَةٍ وَجُدْرَانَهُ تُدْعَمُ بِالْخَشَبِ، وَالْعَمَلَ يَسِيرُ بِأَقْصَى سُرْعَةٍ وَيَتِمُّ إِنْجَازُهُ عَلَى أَيْدِيهِمْ بِنَجَاحٍ بَاهِرٍ. 9 وَقَدْ سَأَلْنَا هَؤُلاءِ الْقَادَةَ: مَنْ أَمَرَكُمْ بِإِعَادَةِ بِنَاءِ هَذَا الْبَيْتِ وَاسْتِكْمَالِ هَذِهِ الأَسْوَارِ؛ 10 وَطَلَبْنَا قَائِمَةً بِأَسْمَائِهِمْ، فَدَوَّنَّا أَسْمَاءَ قَادَتِهِمْ لِنُطْلِعَكَ عَلَيْهَا. 11 وَقَدْ أَجَابُونَا قَائِلِينَ: نَحْنُ عَبِيدُ إِلَهِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَنُعِيدُ بِنَاءَ هَذَا الْهَيْكَلِ الَّذِي تَمَّ إِنْشَاؤُهُ مُنْذُ سِنيِنَ كَثِيرَةٍ عَلَى يَدِ مَلِكٍ إِسْرَائِيلِيٍّ عَظِيمٍ. 12 وَلَكِنْ بَعْدَ أَنْ أَثَارَ آبَاؤُنَا غَضَبَ إِلَهِ السَّمَاءِ، أَسْلَمَهُمْ لِيَدِ نَبُوخَذْنَصَّرَ الْكِلْدَانِيِّ، الَّذِي هَدَمَ الْهَيْكَلَ وَسَبَى الشَّعْبَ إِلَى بَابِلَ. 13 غَيْرَ أَنَّهُ فِي السَّنَةِ الأُولَى لِتَوَلِّي كُورَشَ مُلْكَ بَابِلَ، أَصْدَرَ أَمْراً بِبِنَاءِ هَيْكَلِ اللهِ هَذَا، 14 وَأَمَرَ بِرَدِّ آنِيَتِهِ الذَّهَبِيَّةِ وَالْفِضِّيَّةِ الَّتِي غَنِمَهَا نَبُوخَذْنَصَّرُ مِنْ هَيْكَلِ أُورُشَلِيمَ، وَوَضَعَهَا فِي هَيْكَلِ بَابِلَ، فَأَخْرَجَهَا الْمَلِكُ كُورَشُ مِنْ هَيْكَلِ بَابِلَ وَسَلَّمَهَا لِوَاحِدٍ يُدْعَى شِيشْبَصَّرَ الَّذِي أَقَامَهُ وَالِياً. 15 وَقَالَ لَهُ: خُذْ هَذِهِ الآنِيَةَ وَانْقُلْهَا إِلَى هَيْكَلِ أُورُشَلِيمَ وَأَعِدْ بِنَاءَهُ فِي نَفْسِ مَوْقِعِهِ. 16 حِينَئِذٍ قَدِمَ شِيشْبَصَّرُ هَذَا وَأَرْسَى أَسَاسَ هَيْكَلِ اللهِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ، وَمِنْ ذَلِكَ الوَقْتِ شَرَعَ الشَّعْبُ فِي بِنَاءِ الْهَيْكَلِ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكْتَمِلْ بَعْدُ. 17 فَالآنَ، إِنْ رَاقَ لَدَى الْمَلِكِ فَلْيَبْحَثْ فِي سِجِلّاتِ الْمَمْلَكَةِ فِي بَابِلَ، لِيَرَى إِنْ كَانَ حَقّاً قَدْ صَدَرَ مَرْسُومٌ مِنْ كُورَشَ الْمَلِكِ بِإِعَادَةِ بِنَاءِ هَيْكَلِ اللهِ هَذَا فِي أُورُشَلِيمَ. وَلْيَبْعَثْ لَنَا الْمَلِكُ بِمَا يَسْتَقِرُّ عَلَيْهِ رَأْيُهُ».
1 عِنْدَئِذٍ أَصْدَرَ دَارِيُوسُ الْمَلِكُ مَرْسُوماً بِالْبَحْثِ فِي دَارِ الْمَحْفُوظَاتِ فِي بَابِلَ، حَيْثُ تُحْفَظُ الْوَثَائِقُ، 2 فَعَثَرُوا فِي قَصْرِ أَحْمَثَا، عَاصِمَةِ إِقْلِيمِ مَادِي، عَلَى مَرْسُومٍ هَذَا نَصُّهُ: «مُذَكِّرَةٌ. 3 أَصْدَرَ الْمَلِكُ كُورَشُ فِي السَّنَةِ الأُولَى لِحُكْمِهِ مَرْسُوماً بِشَأْنِ هَيْكَلِ اللهِ فِي أُورُشَلِيمَ، جَاءَ فِيهِ: لِيُعَدْ بِنَاءُ الْهَيْكَلِ الَّذِي يُقَرِّبُونَ فِيهِ الذَّبَائِحَ، وَلْتُرْسَ أُسُسُهُ بِحَيْثُ يَكُونُ ارْتِفَاعُهُ سِتِّينَ ذِرَاعاً (نَحْوَ ثَلاثِينَ مِتْراً) وَعَرْضُهُ سِتِّينَ ذِرَاعاً 4 عَلَى أَنْ يَتَكَوَّنَ مِنْ ثَلاثَةِ صُفُوفٍ مِنْ حِجَارَةٍ عَظِيمَةٍ، وَصَفٍّ رَابِعٍ مِنْ خَشَبٍ جَدِيدٍ. وَتَتَكَفَّلُ خَزِينَةُ الْمَلِكِ بِنَفَقَةِ الْبِنَاءِ. 5 كَمَا يَتَحَتَّمُ رَدُّ آنِيَةِ هَيْكَلِ اللهِ الذَّهَبِيَّةِ وَالْفِضِّيَّةِ الَّتِي غَنِمَهَا نَبُوخَذْنَصَّرُ مِنْ هَيْكَلِ أُورُشَلِيمَ وَنَقَلَهَا إِلَى بَابِلَ، إِلَى مَوْضِعِهَا فِي هَيْكَلِ اللهِ فِي أُورُشَلِيمَ.
6 وَالآنَ يَا تَتْنَايُ وَالِي عَبْرِ النَّهْرِ وَشَتَرْبُوزْنَايُ وَسَائِرَ رِفَاقِكُمَا الأَفَرْسَكِيِّينَ الْمُقِيمِينَ فِي عَبْرِ النَّهْرِ: ابْتَعِدُوا مِنْ هُنَاكَ. 7 لَا تَتَدَخَّلُوا فِي سَيْرِ عَمَلِ بِنَاءِ هَيْكَلِ اللهِ هَذَا؛ وَلْيُتَابِعْ وَالِي الْيَهُودِ وَشُيُوخُهُمْ بِنَاءَهُ فِي ذَاتِ مَوْقِعِهِ السَّابِقِ. 8 وَقَدْ صَدَرَ مِنِّي أَمْرٌ بِمَا تَصْنَعُونَ مَعَ شُيُوخِ الْيَهُودِ هَؤُلاءِ بِصَدَدِ بِنَاءِ هَيْكَلِ اللهِ: عَلَيْكُمْ أَنْ تَدْفَعُوا عَاجِلاً لِهَؤُلاءِ نَفَقَاتِ الْبِنَاءِ مِنْ مَالِ الْمَلِكِ مِنَ الْجِزْيَةِ الَّتِي تُجْبَى مِنْ عَبْرِ النَّهْرِ، لِئَلّا يَتَعَطَّلُوا عَنِ الْعَمَلِ. 9 وَكَذَلِكَ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنَ الثِّيرَانِ وَالْكِبَاشِ وَالْخِرَافِ لِتَكُونَ قَرَابِينَ لإِلَهِ السَّمَاءِ. وَقَدِّمُوا لَهُمْ حِنْطَةً وَمِلْحاً وَخَمْراً وَزَيْتاً بِمُوْجِبِ طَلَبِ كَهَنَةِ أُورُشَلِيمَ كُلَّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ مِنْ غَيْرِ مُمَاطَلَةٍ، 10 لِيُوَاظِبُوا عَلَى تَقْرِيبِ ذَبَائِحِ سُرُورٍ لإِلَهِ السَّمَاءِ، وَيُثَابِرُوا عَلَى الصَّلاةِ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْمَلِكِ وَأَبْنَائِهِ. 11 وَقَدْ أَمَرْتُ أَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ يُغَيِّرُ مِنْ هَذَا الْمَرْسُومِ تُسْحَبُ خَشَبَةٌ مِنْ بَيْتِهِ تَصْلِبُونَهُ عَلَيْهَا مُعَلَّقاً، وَيَتَحَوَّلُ بَيْتُهُ إِلَى كَوْمَةٍ مِنَ الأَطْلالِ جَزَاءَ جَرِيمَتِهِ. 12 وَلْيُهْلِكِ اللهُ، الَّذِي وَضَعَ اسْمَهُ هُنَاكَ، كُلَّ مَلِكٍ أَوْ شَعْبٍ يَسْعَى لِتَغْيِيرِ هَذَا الْمَرْسُومِ، أَوْ لِهَدْمِ هَيْكَلِ اللهِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ. أَنَا دَارِيُوسُ قَدْ أَمَرْتُ فَلْيُجْرَ تَنْفِيذُ هَذَا الْمَرْسُومِ عَلَى الْفَوْرِ».
13 حِينَئِذٍ أَسْرَعَ تَتْنَايُ وَالِي عَبْرِ النَّهْرِ، وَشَتَرْبُوزْنَايُ وَرِفَاقُهُمَا بِتَنْفِيذِ أَمْرِ الْمَلِكِ دَارِيُوسَ بِدِقَّةٍ. 14 وَهَكَذَا تَابَعَ شُيُوخُ الْيَهُودِ الْبِنَاءَ بِنَجَاحٍ، تَتْمِيماً لِنُبُوءَةِ حَجَّيِ النَّبِيِّ وَزَكَرِيَّا بْنِ عِدُّو، فَاسْتَكْمَلُوا الْبِنَاءَ حَسَبَ أَمْرِ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ وَأَمْرِ كُورَشَ وَدَارِيُوسَ وَأَرْتَحْشَشْتَا مُلُوكِ فَارِسَ. 15 وَتَمَّ بِنَاءُ الْهَيْكَلِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ مِنْ شَهْرِ آذَارَ، فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ مِنْ مُلْكِ دَارِيُوسَ الْمَلِكِ. 16 وَدَشَّنَ كَهَنَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَاللاوِيُّونَ وَبَقِيَّةُ الْمَسْبِيِّينَ الْعَائِدِينَ هَيْكَلَ اللهِ بِفَرَحٍ. 17 وَقَرَّبُوا احْتِفَالاً بِتَدْشِينِ هَيْكَلِ اللهِ: مِئَةَ ثَوْرٍ وَمِئَتَيْ كَبْشٍ وَأَرْبَعَ مِئَةِ خَرُوفٍ؛ وَاثْنَيْ عَشَرَ تَيْسَ مِعْزَى، لِتَكُونَ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ عَنْ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ، بِحَسَبِ عَدَدِ أَسْبَاطِهِمْ. 18 وَتَوَزَّعَ الْكَهَنَةُ وَاللّاوِيُّونَ حَسَبَ فِرَقِهِمِ الْمُخْتَلِفَةِ لِيَقُومُوا بِخِدْمَةِ الرَّبِّ، كَمَا هُوَ مَنْصُوصٌ عَلَيْهِ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى.
19 وَاحْتَفَلَ الْعَائِدُونَ مِنَ السَّبْيِ بِالْفِصْحِ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ، 20 إِذْ كَانَ الْكَهَنَةُ وَاللّاوِيُّونَ قَدْ تَطَهَّرُوا جَمِيعاً، فَذَبَحُوا حُمْلانَ الْفِصْحِ لِجَمِيعِ الْمَسْبِيِّينَ الْعَائِدِينَ وَلإِخْوَتِهِمِ الْكَهَنَةِ وَلأَنْفُسِهِمْ. 21 وَأَكَلَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ الرَّاجِعُونَ مِنَ السَّبْيِ الْفِصْحَ، مَعَ سَائِرِ الَّذِينَ انْفَصَلُوا عَنْ مُمَارَسَةِ رَجَاسَاتِ أُمَمِ الأَرْضِ. وَجَاءُوا لِيَعْبُدُوا الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ. 22 وَاحْتَفَلُوا بِعِيدِ الْفَطِيرِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ بِفَرَحٍ، لأَنَّ الرَّبَّ مَلأَهُمْ بِالْغِبْطَةِ، إِذْ جَعَلَ قَلْبَ مَلِكِ أَشُّورَ يَمِيلُ نَحْوَهُمْ، فَشَدَّ أَزْرَهُمْ لِمُتَابَعَةِ الْعَمَلِ فِي بِنَاءِ هَيْكَلِ اللهِ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ.
1 وَبَعْدَ هَذِهِ الأُمُورِ فِي أَثْنَاءِ حُكْمِ أَرْتَحْشَشْتَا مَلِكِ فَارِسَ، رَجَعَ مِنْ بَابِلَ رَجُلٌ اسْمُهُ عِزْرَا بْنُ سَرَايَا بْنِ عَزَرْيَا بْنِ حِلْقِيَّا 2 بْنِ شَلُّومَ بْنِ صَادُوقَ بْنِ أَخِيطُوبَ، 3 بْنِ أَمَرْيَا بْنِ عَزَرْيَا بْنِ مَرَايُوثَ، 4 بْنِ زَرَحْيَا بْنِ عُزِّي بْنِ بُقِّي، 5 بْنِ أَبِيشُوعَ بْنِ فِينْحَاسَ بْنِ أَلْعَازَارَ بْنِ هرُونَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، 6 وَكَانَ عِزْرَا كَاتِباً مَاهِراً فِي شَرِيعَةِ مُوسَى الَّتِي أَعْلَنَهَا الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ؛ وَقَدْ مَنَحَهُ الْمَلِكُ كُلَّ سُؤْلِهِ بِفَضْلِ الرَّبِّ إِلَهِهِ. 7 وَرَجَعَ مَعَهُ بَعْضُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَبَعْضُ الْكَهَنَةِ وَاللّاوِيِّينَ وَالْمُغَنِّينَ وَحُرَّاسِ الْهَيْكَلِ وَخُدَّامِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ مِنْ وِلايَةِ الْمَلِكِ أَرْتَحْشَشْتَا، 8 فَوَصَلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي الشَّهْرِ الْخَامِسِ (آب – أُغُسْطُسَ) مِنَ السَّنَةِ السَّابِعَةِ لِحُكْمِ الْمَلِكِ. 9 إِذْ بَدَأَ رِحْلَتَهُ مِنْ بَابِلَ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ (آذَارَ – مَارِسَ)، وَوَصَلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي الشَّهْرِ الْخَامِسِ، بِفَضْلِ يَدِ اللهِ الصَّالِحَةِ الَّتِي رَعَتْهُ، 10 لأَنَّ عِزْرَا أَخْلَصَ نِيَّتَهُ لِطَلَبِ شَرِيعَةِ الرَّبِّ وَمُمَارَسَتِهَا، وَتَعْلِيمِ الشَّعْبِ فَرَائِضَهَا وَأَحْكَامَهَا.
11 وَهَذَا نَصُّ الرِّسَالَةِ الَّتِي سَلَّمَهَا الْمَلِكُ أَرْتَحْشَشْتَا لِعِزْرَا الْكَاهِنِ الْكَاتِبِ، الْعَالِمِ بِكَلامِ وَصَايَا الرَّبِّ وَفَرَائِضِهِ الَّتِي أَبْلَغَهَا لإِسْرَائِيلَ:
12 «مِنْ أَرْتَحْشَشْتَا مَلِكِ الْمُلُوكِ إِلَى عِزْرَا الْكَاهِنِ كَاتِبِ شَرِيعَةِ إِلَهِ السَّمَاءِ، سَلامٌ، وَبَعْدُ.
13 لَقَدْ صَدَرَ مِنِّي أَمْرٌ بِالسَّمَاحِ لِكُلِّ مَنْ أَرَادَ فِي مَمْلَكَتِي مِنْ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ وَكَهَنَتِهِ وَاللّاوِيِّينَ أَنْ يَرْجِعَ مَعَكَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، 14 فَأَنْتَ مُرْسَلٌ مِنْ قِبَلِ الْمَلِكِ وَمُسْتَشَارِيهِ السَّبْعَةِ لِلاطِّلاعِ عَلَى مَدَى تَطْبِيقِ أَبْنَاءِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ لِشَرِيعَةِ إِلَهِكَ الَّتِي بَيْنَ يَدَيْكَ، 15 وَلِحَمْلِ مَا يَتَبَرَّعُ بِهِ الْمَلِكُ وَمُسْتَشَارُوهُ مِنْ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ لإِلَهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي مَسْكَنُهُ فِي أُورُشَلِيمَ. 16 فَضْلاً عَمَّا تَحْصُلُ عَلَيْهِ مِنْ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ مِنْ إِقْلِيمِ بَابِلَ، وَمَا تَجْمَعُهُ مِنْ تَبَرُّعَاتِ الشَّعْبِ وَالْكَهَنَةِ لِهَيْكَلِ إِلَهِهِمْ فِي أُورُشَلِيمَ، 17 لِتَجِدَّ فِي شِرَاءِ ثِيرَانٍ وَكِبَاشٍ وَخِرَافٍ مَعَ تَقْدِمَاتِهَا وَسَكَائِبِ خَمْرِهَا بِهَذِهِ الْفِضَّةِ، لِتُقَرِّبَهَا عَلَى مَذْبَحِ هَيْكَلِ إِلَهِكُمْ فِي أُورُشَلِيمَ. 18 أَمَّا مَا يَتَبَقَّى مِنَ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ، فَتَتَصَرَّفُ فِيهِ أَنْتَ وَسَائِرُ الْكَهَنَةِ حَسَبَ مَا تَرَاهُ بِمُقْتَضَى إِرَادَةِ إِلَهِكُمْ. 19 كَذَلِكَ سَلِّمْ أَمَامَ إِلَهِ أُورُشَلِيمَ مَا أُعْطِيتَ مِنْ آنِيَةٍ لِتُسْتَخْدَمَ فِي هَيْكَلِ إِلَهِكَ، 20 ثُمَّ خُذْ مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمَلِكِ مَا تَرَى الْهَيْكَلَ فِي حَاجَةٍ إِلَيْهِ. 21 وَقَدْ أَصْدَرْتُ أَمْراً، أَنَا أَرْتَحْشَشْتَا الْمَلِكُ، إِلَى جَمِيعِ أُمَنَاءِ أَمْوَالِ الْمَلِكِ فِي عَبْرِ نَهْرِ الْفُرَاتِ أَنْ يُلَبُّوا عَلَى وَجْهِ السُّرْعَةِ كُلَّ مَطَالِبِ عِزْرَا الْكَاهِنِ كَاتِبِ شَرِيعَةِ إِلَهِ السَّمَاءِ، 22 إِلَى مِئَةِ وَزْنَةٍ (نَحْوَ ثَلاثَةِ آلافٍ وَسِتِّ مِئَةِ كِيلُو جِرَامٍ) مِنَ الْفِضَّةِ وَمِئَةِ كُرٍّ مِنَ الْقَمْحِ (نَحْوَ أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ لِتْرٍ) وَمِئَةِ بَثٍّ مِنَ النَّبِيذِ (نَحْوَ أَلْفَيْنِ وَأَرْبَعِ مِئَةِ لِتْرٍ) وَمِئَةِ بَثٍّ مِنَ الزَّيْتِ، وَمِنَ الْمِلْحِ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنْ غَيْرِ حَدٍّ. 23 وَلْيُنَفَّذْ بِأَسْرَعِ وَقْتٍ كُلُّ مَا يَأْمُرُ بِهِ إِلَهُ السَّمَاءِ بِشَأْنِ هَيْكَلِهِ، لأَنَّهُ لِمَاذَا يَحُلُّ غَضَبُهُ عَلَى دِيَارِ الْمَلِكِ وَأَبْنَائِهِ؟ 24 نُفِيدُكُمْ أَنَّ جَمِيعَ الْكَهَنَةِ وَاللّاوِيِّينَ وَالْمُغَنِّينَ وَحُرَّاسِ الْهَيْكَلِ وَخُدَّامِهِ وَالْعَامِلِينَ فِيهِ، مُعْفَوْنَ مِنْ أَيَّةِ جِزْيَةٍ أَوْ خَرَاجٍ أَو خَفَارَةٍ. 25 أَمَّا أَنْتَ يَا عِزْرَا فَبِمُقْتَضَى مَا تَتَمَتَّعُ بِهِ مِنْ حِكْمَةِ إِلَهِكَ، عَيِّنْ حُكَّاماً وَقُضَاةً مِنَ الْعَارِفِينَ بِشَرَائِعِ إِلَهِكَ، يَقْضُونَ بَيْنَ الشَّعْبِ الْمُقِيمِ فِي عَبْرِ نَهْرِ الْفُرَاتِ، وَلْيُعَلِّمُوا الْجَاهِلِينَ بِها. 26 وَلْيُحْكَمْ عَلَى كُلِّ مَنْ لَا يُطَبِّقُ شَرِيعَةَ إِلَهِكَ وَشَرِيعَةَ الْمَلِكِ بِالْمَوْتِ أَوِ النَّفْيِ أَوْ بِغَرَامَةٍ مَالِيَّةٍ أَوْ بَالسَّجْنِ».
27 فَقَالَ عِزْرَا: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَهُ آبَائِنَا الَّذِي وَضَعَ مِثْلَ هَذَا فِي قَلْبِ الْمَلِكِ لِتَكْرِيمِ هَيْكَلِ الرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ، 28 وَقَدْ ظَلَّلَنِي بِالرَّحْمَةِ أَمَامَ الْمَلِكِ وَمُسْتَشَارِيهِ، وَأَمَامَ جَمِيعِ قَادَتِهِ الْمُقْتَدِرِينَ؛ وَبِفَضْلِ يَدِ الرَّبِّ الَّتِي رَعَتْنِي تَشَدَّدْتُ وَجَمَعْتُ بَعْضَ رُؤَسَاءِ إِسْرَائِيلَ لِيَرْجِعُوا مَعِي».
1 وَهَذَا بَيَانٌ بِأَسْمَاءِ رُؤَسَاءِ عَائِلاتِ إِسْرَائِيلَ، مِمَّنْ رَجَعُوا مَعِي مِنْ بَابِلَ فِي عَهْدِ أَرْتَحْشَشْتَا الْمَلِكِ: 2 مِنْ بَنِي فِينْحَاسَ: جِرْشُومُ. مِنْ بَنِي إِيْثَامَارَ: دَانِيَالُ. مِنْ بَنِي دَاوُدَ: حَطُّوشُ. 3 مِنْ بَنِي شَكَنْيَا مِنْ نَسْلِ فَرْعُوشَ: زَكَرِيَّا وَمَعَهُ مِئَةٌ وَخَمْسُونَ مِنَ الرِّجَالِ الْمُنْتَسِبِينَ إِلَى عَشِيرَتِهِ. 4 مِنْ بَنِي فَحَثَ مُوآبَ: أَلِيهُوعِينَايُ بْنُ زَرَحْيَا وَمَعَهُ مِئَتَانِ مِنَ الذُّكُورِ. 5 مِنْ بَنِي شَكَنْيَا: ابْنُ يَحْزِيئِيلَ وَمَعَهُ ثَلاثُ مِئَةٍ مِنَ الذُّكُورِ. 6 مِنْ بَنِي عَادِينَ: عَابِدُ بْنُ يُونَاثَانَ وَمَعَهُ خَمْسُونَ مِنَ الذُّكُورِ. 7 مِنْ بَنِي عِيلامَ: يَشْعِيَا بْنُ عَثَلِيَا وَمَعَهُ سَبْعُونَ مِنَ الذُّكُورِ. 8 مِنْ بَنِي شَفَطْيَا: زَبَدْيَا بْنُ مِيخَائِيلَ وَمَعَهُ ثَمَانُونَ مِنَ الذُّكُورِ. 9 مِنْ بَنِي يُوآبَ: عُوبَدْيَا بْنُ يَحِيئِيلَ وَمَعَهُ مِئَتَانِ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِنَ الذُّكُورِ. 10 مِنْ بَنِي شَلُومِيثَ: ابْنُ يُوشَفْيَا وَمَعَهُ مِئَةٌ وَسِتُّونَ مِنَ الذُّكُورِ. 11 مِنْ بَنِي بَابَايَ: زَكَرِيَّا بْنُ بَابَايَ وَمَعَهُ ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ مِنَ الذُّكُورِ. 12 مِنْ بَنِي عَزْجَدَ: يُوحَانَانُ بْنُ هِقَّاطَانَ وَمَعَهُ مِئَةٌ وَعَشَرَةٌ مِنَ الذُّكُورِ، 13 مِنْ بَنِي أَدُونِيقَامَ الآوَاخِرِ: أَلِيفَلْطُ، وَيَعِيئِيلُ، وَشَمْعِيَا، وَمَعَهُمْ سِتُّونَ مِنَ الذُّكُورِ. 14 وَمِنْ بَنِي بِغْوَايَ: عُوتَايُ وَزَبُّودُ وَمَعَهُمَا سَبْعُونَ مِنَ الذُّكُورِ.
15 وَلَقَدْ جَمَعْتُ هَؤُلاءِ إِلَى النَّهْرِ الْجَارِي نَحْوَ أَهْوَا، حَيْثُ مَكَثْنَا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ. وَبَعْدَ أَنْ فَحَصْتُ الشَّعْبَ وَالْكَهَنَةَ لَمْ أَجِدْ بَيْنَهُمْ أَحَداً مِنَ اللّاوِيِّينَ، 16 فَاسْتَدْعَيْتُ الرُّؤَسَاءَ أَلِيعَزَرَ وَأَرِيئِيلَ وَشَمْعِيَا وَأَلْنَاثَانَ وَيَارِيبَ وَأَلْنَاثَانَ وَنَاثَانَ وَزَكَرِيَّا وَمَشُلّامَ، وَالْحَكِيمَيْنِ يُويَارِيبَ وَأَلْنَاثَانَ. 17 وَأَرْسَلْتُهُمْ إِلَى الرَّئِيسِ إِدُّو السَّاكِنِ فِي كَسِفْيَا، بَعْدَ أَنْ لَقَّنْتُهُمْ مَا يُخَاطِبُونَ بِهِ إِدُّو وَأَقْرِبَاءَهُ خُدَّامَ الْهَيْكَلِ الْمُقِيمِينَ فِي كَسِفْيَا، لِيَأْتُوا لَنَا بِخُدَّامٍ يَقُومُونَ بِأَعْمَالِ خِدْمَةِ هَيْكَلِ إِلَهِنَا. 18 وَبِفَضْلِ رِعَايَةِ اللهِ الصَّالِحَةِ لَنَا رَجَعَ هَؤُلاءِ إِلَيْنَا، وَمَعَهُمْ رَجُلٌ فَطِنٌ مِنْ بَنِي مَحْلِي بْنِ لاوِي بْنِ إِسْرَائِيلَ، وَشَرَبْيَا وَأَبْنَاؤُهُ وَإخْوَتُهُ، وَهُمْ فِي جُمْلَتِهِمْ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ رَجُلاً، 19 وَحَشَبْيَا وَمَعَهُ يَشَعْيَا مِنْ بَنِي مَرَارِي وَإخْوَتُهُ وَأَبْنَاؤُهُمْ، وَهُمْ فِي جُمْلَتِهِمْ عِشْرُونَ رَجُلاً. 20 وَمِنْ خُدَّامِ الْهَيْكَلِ الَّذِينَ عَيَّنَهُمْ دَاوُدُ مَعَ الرُّؤَسَاءِ لِخِدْمَةِ اللّاوِيِّينَ الْعَامِلِينَ فِي الْهَيْكَلِ مِئَتَانِ وَعِشْرُونَ، تَعَيَّنُوا بِأَسْمَائِهِمْ.
21 وَنَادَيْتُ عِنْدَ نَهْرِ أَهْوَا بِصَوْمٍ لِنَتَذَلَّلَ أَمَامَ إِلَهِنَا لِيَشْمَلَنَا بِرِعَايَتِهِ نَحْنُ وَأَطْفَالَنَا وَأَمْوَالَنَا فِي أَثْنَاءِ رِحْلَتِنَا، 22 لأَنَّنِي خَجِلْتُ أَنْ أَطْلُبَ مِنَ الْمَلِكِ أَنْ يُنْجِدَنَا بِجَيْشٍ وَفُرْسَانٍ لِحِمَايَتِنَا فِي الطَّرِيقِ مِنَ الأَعْدَاءِ، لأَنَّنَا كُنَّا قَدْ قُلْنَا لِلْمَلِكِ: إِنَّ يَدَ إِلَهِنَا تَرْعَى طَالِبِيهِ لِلْخَيْرِ، وَيَنْصَبُّ سُخْطُهُ الْعَظِيمُ عَلَى كُلِّ مَنْ يَتْرُكُهُ. 23 وَبَعْدَ أَنْ صُمْنَا وَابْتَهَلْنَا إِلَى إِلَهِنَا اسْتَجَابَ لَنَا. 24 فَاخْتَرْتُ مِنْ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ اثْنَيْ عَشَرَ كَاهِناً هُمْ: شَرَبْيَا وَحَشَبْيَا وَمَعَهُمَا عَشَرَةٌ مِنْ أَقْرِبَائِهِمَا، 25 وَأَوْدَعْتُهُمُ الْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ وَالآنِيَةَ الْمُقَدَّمَةَ لِهَيْكَلِ إِلَهِنَا، الَّتِي تَبَرَّعَ بِها الْمَلِكُ وَمُسْتَشَارُوهُ وَقَادَتُهُ وَسَائِرُ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، 26 فَكَانَتْ جُمْلَةُ مَا أَوْدَعْتُهُ عِنْدَهُمْ سِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ وَزْنَةً (نَحْوَ ثَلاثَةٍ وَعِشْرِينَ أَلْفاً وَأَرْبَعِ مِئَةِ كِيلُو جِرَامٍ) مِنَ الْفِضَّةِ، ومِئَةَ وَزْنَةٍ (نَحْوَ ثَلاثَةِ آلافٍ وَسِتِّ مِئَةِ كِيلُو جِرَامٍ) مِنْ آنِيَةِ الْفِضَّةِ، وَمِئَةَ وَزْنَةٍ (نَحْوَ ثَلاثَةِ آلافٍ وَسِتِّ مِئَةِ كِيلُو جِرَامٍ) مِنَ الذَّهَبِ، 27 وَعِشْرِينَ قَدَحاً مِنَ الذَّهَبِ قِيمَتُهَا أَلْفُ دِرْهَمٍ، وَإِنَاءَيْنِ مِنْ نُحَاسٍ مَصْقُولٍ لَا تَقِلُّ قِيمَتُهُمَا عَنِ الذَّهَبِ الثَّمِينِ، 28 وَقُلْتُ لَهُمْ: «أَنْتُمْ مُقَدَّسُونَ لِلرَّبِّ وَكَذَلِكَ الآنِيَةُ مُقَدَّسَةٌ، أَمَّا الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ فَقَدْ تَمَّ التَّبَرُّعُ بِها لِلرَّبِّ إِلَهِ آبَائِكُمْ، 29 فَاحْرُسُوهَا وَحَافِظُوا عَلَيْهَا إِلَى أَنْ يَتِمَّ وَزْنُهَا أَمَامَ الْكَهَنَةِ وَاللّاوِيِّينَ وَرُؤَسَاءِ عَائِلاتِ إِسْرَائِيلَ فِي مَخَادِعِ هَيْكَلِ الرَّبِّ». 30 فَتَسَلَّمَ الْكَهَنَةُ وَاللّاوِيُّونَ الْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ وَالآنِيَةَ الْمَوْزُونَةَ لِيَحْمِلُوهَا إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى هَيْكَلِ إِلَهِنَا.
31 ثُمَّ ارْتَحَلْنَا مِنْ عِنْدِ نَهْرِ أَهْوَا فِي الْيَوْمِ الثَّانِي عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ (آذَارَ – مَارِسَ) لِنَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. فَكَانَتْ عِنَايَةُ الرَّبِّ تَرْعَانَا فَأَنْقَذَتْنَا مِنْ يَدِ الْعَدُوِّ الْمُتَرَصِّدِ لَنَا عَلَى الطَّرِيقِ، 32 إِلَى أَنْ وَصَلْنَا أُورُشَلِيمَ وَأَقَمْنَا هُنَاكَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ. 33 ثُمَّ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ قَامَ مَرِيمُوثُ بْنُ أُورِيَّا الْكَاهِنِ، وَأَلِعَازَارُ بْنُ فِينْحَاسَ وَمَعَهُمَا اثْنَانِ مِنَ اللّاوِيِّينَ هُمَا يُوزَابَادُ بْنُ يَشُوعَ، وَنُوعَدْيَا بْنُ بَنُّويَ، بِوَزْنِ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ وَالآنِيَةِ فِي بَيْتِ إِلَهِنَا. 34 وَتَمَّ تَسْجِيلُ عَدَدِهَا وَوَزْنِهَا فِي ذَلِكَ الْحِينِ. 35 وَقَرَّبَ الْمَسْبِيُّونَ الْقَادِمُونَ مُحْرَقَاتٍ لإِلَهِ إِسْرَائِيلَ: اثْنَيْ عَشَرَ ثَوْراً عَنْ كُلِّ إِسْرَائِيلَ، وَسِتَّةً وَتِسْعِينَ كَبْشاً وَسَبْعَةً وَسَبْعِينَ خَرُوفاً وَاثْنَيْ عَشَرَ تَيْساً ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، فَأُصْعِدَتْ كُلُّهَا مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ. 36 وَسَلَّمُوا أَوَامِرَ الْمَلِكِ لِوُلاةِ الْمَلِكِ فِي عَبْرِ نَهْرِ الْفُرَاتِ، فَأَعَانُوا الشَّعْبَ وَوَفَّرُوا مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ بِنَاءُ هَيْكَلِ الرَّبِّ.
1 وَبَعْدَ أَنْ كَمَلَتْ هَذِهِ الأُمُورُ جَاءَنِي رُؤَسَاءُ الْيَهُودِ قَائِلِينَ: «إِنَّ شَعْبَ إِسْرَائِيلَ وَالْكَهَنَةَ وَاللّاوِيِّينَ مَا بَرِحُوا مُنْغَمِسِينَ فِي رَجَاسَاتِ أُمَمِ الأَرْضِ كَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ وَالْعَمُّونِيِّينَ وَالْمُوآبِيِّينَ وَالْمِصْرِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ، وَلَمْ يَنْفَصِلُوا عَنْهُمْ، 2 لأَنَّهُمْ تَزَوَّجَوا هُمْ وَأَبْنَاؤُهُمْ مِنْ بَنَاتِهِمْ، فَاخْتَلَطَ النَّسْلُ الْمُقَدَّسُ بِأُمَمِ الأَرَاضِي، وَقَدْ كَانَ الرُّؤَسَاءُ وَالْوُلاةُ أَوَّلَ مَنِ ارْتَكَبَ هَذِهِ الْخِيَانَةَ». 3 وَعِنْدَمَا سَمِعْتُ ذَلِكَ مَزَّقْتُ ثِيَابِي وَرِدَائِي، وَنَتَّفْتُ شَعْرَ رَأْسِي وَذَقْنِي، وَجَلَسْتُ حَائِراً. 4 وَالْتَفَّ حَوْلِي كُلُّ مَنْ أَرْعَبَهُ قَضَاءُ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَجْلِ مَا ارْتَكَبَهُ الْمَسْبِيُّونَ مِنْ خِيَانَةٍ. أَمَّا أَنَا فَبَقِيتُ جَالِساً غَارِقاً فِي حَيْرَتِي إِلَى تَقْدِمَةِ الْمَسَاءِ. 5 حِينَئِذٍ قُمْتُ مِنْ تَذَلُّلِي، وَأَنَا مَازِلْتُ مُرْتَدِياً رِدَائِي وثِيَابِي الْمُمَزَّقَةَ، وَجَثَوْتُ عَلَى رُكْبَتَيَّ وَبَسَطْتُ يَدَيَّ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِي، 6 قَائِلاً: «الَّلهُمَّ، إِنِّي أَخْجَلُ وَأَخْزَى مِنْ أَنْ أَرْفَعَ وَجْهِي نَحْوَكَ، لأَنَّ آثَامَنَا قَدْ تَكَاثَرَتْ فَوْقَ رُؤُوسِنَا، وَمَعَاصِينَا قَدْ تَعَاظَمَتْ فَبَلَغَتْ عَنَانَ السَّمَاءِ، 7 فَإِنَّنَا مُنْذُ عَهْدِ آبَائِنَا وَإِلَى هَذَا الْيَوْمِ غَارِقُونَ فِي إِثْمٍ عَظِيمٍ. وَمِنْ جَرَّاءِ مَعَاصِينَا سَطَا عَلَيْنَا وَعَلَى مُلُوكِنَا وَكَهَنَتِنَا سَيْفُ الأُمَمِ الْمُحِيطَةِ بِنَا، وَتَعَرَّضْنَا لِلسَّبْيِ وَالنَّهْبِ وَالْعَارِ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. 8 وَلَكِنَّكَ الآنَ أَنْعَمْتَ عَلَيْنَا لِلَحْظَةٍ وَتَعَطَّفْتَ عَلَيْنَا فَأَنْجَيْتَ لَنَا بَقِيَّةً لِتُعْطِيَنَا مَوْطِئَ قَدَمٍ فِي مَكَانِكَ الْمُقَدَّسِ حَتَّى تُنِيرَ أَعْيُنَنَا وَتَمْنَحَنَا بَعْضَ الحَيَاةِ فِي عُبُودِيَّتِنَا. 9 وَمَعَ أَنَّنَا عَبِيدٌ لَمْ تَتَخَلَّ عَنَّا فِي عُبُودِيَّتِنَا، بَلْ ظَلَّلْتَنَا بِالرَّحْمَةِ أَمَامَ مُلُوكِ فَارِسَ وَمَنَحْتَنَا حَيَاةً لِنَبْنِيَ هَيْكَلاً وَنُرَمِّمَ خَرَائِبَهُ وَنَتَمَتَّعَ بِالْحِمَايَةِ فِي يَهُوذَا وَفِي أُورُشَلِيمَ. 10 فَمَاذَا نَقُولُ بَعْدَ كُلِّ مَا حَدَثَ؟ لَقَدْ نَبَذْنَا وَصَايَاكَ. 11 الَّتِي أَمَرْتَنَا بِها عَلَى لِسَانِ عَبِيدِكَ الأَنْبِيَاءِ قَائِلاً: إِنَّ الأَرْضَ الَّتِي تَدْخُلُونَ لِتَرِثُوهَا هِيَ أَرْضٌ نَجَّسَتْهَا شُعُوبُهَا بِرَجَاسَاتِهِمْ، مِنْ أَقْصَاهَا إِلَى أَقْصَاهَا. 12 وَالآنَ لَا تُزَوِّجُوا بَنَاتِكُمْ مِنْ بَنِيهِمْ، وَلا تُزَوِّجُوا أَبْنَاءَكُمْ مِنْ بَنَاتِهِمْ، وَلا تَسْعَوْا فِي سَبِيلِ أَمْنِهِمْ وَخَيْرِهِمْ، لِكَيْ تَتَرَسَّخَ قُوَّتُكُمْ وَتَأْكُلُوا خَيْرَ الأَرْضِ وَتُوَرِّثُوهَا لأَبْنَائِكُمْ إِلَى الأَبَدِ. 13 وَالآنَ بَعْدَ كُلِّ مَا جَرَى عَلَيْنَا مِنْ جَرَّاءِ أَعْمَالِنَا السَّيِّئَةِ وَآثَامِنَا الْعَظِيمَةِ، نَعْلَمُ أَنَّكَ عَاقَبْتَنَا يَا إِلَهَنَا بِأَقَلَّ مِنْ آثَامِنَا، وَوَهَبْتَنَا نَجَاةً مِثْلَ هَذِهِ. 14 أَنَعُودُ بَعْدَ ذَلِكَ وَنَتَعَدَّى عَلَى وَصَايَاكَ وَنُنَاسِبُ الأُمَمَ الَّذِينَ يَرْتَكِبُونَ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ؟ أَلا تَسْخَطُ عَلَيْنَا آنَئِذٍ حَتَّى تُفْنِيَنَا فَلا تَبْقَى مِنَّا بَقِيَّةٌ وَلا تَكُونُ لَنَا نَجَاةٌ؟ 15 أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ، أَنْتَ عَادِلٌ لأَنَّنَا مَازِلْنَا بَقِيَّةً نَاجِيَةً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ، وَهَا نَحْنُ نَمْثُلُ أَمَامَكَ فِي آثَامِنَا، مَعَ أَنَّهُ لَا حَقَّ لَنَا فِي ذَلِكَ».
1 وَفِيمَا كَانَ عِزْرَا يُصَلِّي وَيَعْتَرِفُ بَاكِياً وَمُنْطَرِحاً أَمَامَ هَيْكَلِ اللهِ، اجْتَمَعَ إِلَيْهِ حَشْدٌ غَفِيرٌ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالأَوْلادِ، لأَنَّ الشَّعْبَ بَكَى بِمَرَارَةٍ.
2 وَقَالَ شَكَنْيَا بْنُ يَحِيئِيلَ مِنْ بَنِي عِيلامَ لِعِزْرَا: «لَقَدْ خُنَّا إِلَهَنَا وَتَزَوَّجْنَا مِنْ نِسَاءٍ غَرِيبَاتٍ مِنْ أُمَمِ الأَرْضِ، وَلَكِنْ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ هَذَا فَلا يَزَالُ هُنَاكَ رَجَاءٌ لإِسْرَائِيلَ. 3 لِذَلِكَ، لِنُبْرِمْ عَهْداً مَعَ إِلَهِنَا، بِأَنْ نُخْرِجَ كُلَّ النِّسَاءِ الْغَرِيبَاتِ، وَمَنْ أَنْجَبْنَ مِنْ أَبْنَاءٍ بِمُوْجِبِ رَأْيِ سَيِّدِي وَمَشُورَةِ سَائِرِ الَّذِينَ يُطِيعُونَ وَصَايَا اللهِ مُطَبِّقِينَ بِذَلِكَ نَصَّ الشَّرِيعَةِ. 4 فَانْهَضِ الآنَ فَإِنَّ عِبْءَ هَذَا الأَمْرِ هُوَ مَسْؤولِيَّتُكَ؛ وَلَكِنَّنَا مَعَكَ. تَشَجَّعْ وَتَصَرَّفْ».
5 فَقَامَ عِزْرَا وَاسْتَحْلَفَ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ وَاللّاوِيِّينَ وَسَائِرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُنَفِّذُوا الْعَهْدَ. فَحَلَفُوا. 6 ثُمَّ نَهَضَ عِزْرَا مِنْ أَمَامِ هَيْكَلِ اللهِ وَمَضَى إِلَى مُخْدَعِ يَهُوحَانَانَ بْنِ أَلِيَاشِيبَ، وَمَكَثَ هُنَاكَ لَا يَأْكُلُ خُبْزاً وَلا يَشْرَبُ مَاءً، نُوَاحاً عَلَى خِيَانَةِ الْعَائِدِينَ مِنَ السَّبْيِ. 7 وَأَطْلَقُوا دَعْوَةً فِي أَرْجَاءِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ لِيَجْتَمِعَ جَمِيعُ الْعَائِدِينَ مِنَ السَّبْيِ فِي أُورُشَلِيمَ. 8 وَكُلُّ مَنْ يَمْتَنِعُ عَنِ الْحُضُورِ فِي ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، بِمُقْتَضَى أَمْرِ الرُّؤَسَاءِ والشُّيُوخِ، يُحَرَّمُ مَالُهُ وَيُنْبَذُ مِنْ بَيْنِ أَهْلِ السَّبْيِ.
9 فَحَضَرَ كُلُّ رِجَالِ يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي غُضُونِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، وَعَقَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اجْتِمَاعاً فِي الْيَوْمِ الْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ التَّاسِعِ (كَانُونِ الأَوَّلِ – دِيسَمْبَرَ) فِي سَاحَةِ هَيْكَلِ اللهِ. وَقَدْ جَلَسُوا مُرْتَعِدِينَ مِنْ هَوْلِ الأَمْرِ وَمِنَ الأَمْطَارِ الْغَزِيرَةِ الْهَاطِلَةِ. 10 عِنْدَئِذٍ قَامَ عِزْرَا الْكَاهِنُ وَخَاطَبَهُمْ: «لَقَدْ خُنْتُمْ عَهْدَ الرَّبِّ وَتَزَوَّجْتُمْ مِنْ نِسَاءٍ غَرِيبَاتٍ لِتَزِيدُوا مِنْ وَطْأَةِ إِثْمِ إِسْرَائِيلَ. 11 فَاعْتَرِفُوا الآنَ لِلرَّبِّ إِلَهِ آبَائِكُمْ وَاطْلُبُوا مَرْضَاتَهُ، وَانْفَصِلُوا عَنْ أُمَمِ الأَرْضِ وَعَنِ النِّسَاءِ الْغَرِيبَاتِ». 12 فَأَجَابَتِ الْجمَاعَةُ كُلُّهَا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «سَنَفْعَلُ مَا طَالَبْتَنَا بِهِ، 13 إِلّا أَنَّ الشَّعْبَ غَفِيرٌ، وَالْفَصْلَ فَصْلُ أَمْطَارٍ، وَلا طَاقَةَ لَنَا عَلَى الْوُقُوفِ خَارِجاً مُدَّةً طَوِيلَةً تَحْتَ الأَمْطَارِ، وَلاسِيَّمَا أَنَّ الْعَمَلَ يَسْتَغْرِقُ أَكْثَرَ مِنْ يَوْمٍ وَاحِدٍ أَوِ اثْنَيْنِ، لأَنَّنَا تَوَرَّطْنَا بِارْتِكَابِ هَذَا الإِثْمِ تَوَرُّطاً عَظِيماً. 14 لِذَلِكَ فَلْيَقْضِ كُلُّ رُؤَسَائِنَا لِكُلِّ الْجَمَاعَةِ، وَلْيَأْتِ مِنْ مُدُنِنَا كُلُّ مَنْ تَزَوَّجَ مِنِ امْرَأَةٍ غَرِيبَةٍ، فِي أَوْقَاتٍ مُعَيَّنَةٍ، بِرِفْقَةِ شُيُوخِ مَدِينَتِهِ وَقُضَاتِهَا، فَيَرْتَدَّ عَنَّا احْتِدَامُ غَضَبِ إِلَهِنَا مِنْ جَرَّاءِ خَطِيئَتِنَا». 15 وَلَمْ يَعْتَرِضْ عَلَى هَذَا الأَمْرِ سِوَى يُونَاثَانَ بْنِ عَسَائِيلَ وَيَحْزِيَا بْنِ تِقْوَةَ، وَأَيَّدَهُمَا فِي ذَلِكَ مَشُلّامُ وَشَبْتَايُ اللّاوِيَّانِ. 16 وَنَفَّذَ الْعَائِدُونَ مِنَ السَّبْيِ هَذَا الأَمْرَ، وَاخْتَارَ عِزْرَا الْكَاهِنُ رُؤَسَاءَ الْعَائِلاتِ بِأَسْمَائِهِمْ وَفْقاً لِعَشَائِرِهِمْ، فَانْفَصَلُوا عَنِ الْجَمَاعَةِ وَجَلَسُوا فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ الْعَاشِرِ (مُنْتَصَفِ كَانُونِ الأَوَّلِ – دِيسَمْبَرَ) لِلْقَضَاءِ فِي الأَمْرِ. 17 وَتَمَّ الْفَصْلُ فِي قَضَايَا كُلِّ الرِّجَالِ الَّذِينَ تَزَوَّجُوا مِنْ نِسَاءٍ غَرِيبَاتٍ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ (آذَارَ – مَارِسَ).
18 فَوُجِدَ بَيْنَ الْكَهَنَةِ مِمَّنْ تَزَوَّجُوا مِنْ نِسَاءٍ غَرِيبَاتٍ: مِنْ بَنِي يَشُوعَ بْنِ يُوصَادَاقَ وَإِخْوَتِهِ: مَعْشِيَا وَأَلِيعَزَرُ وَيَارِيبُ وَجَدَلْيَا. 19 هَؤُلاءِ تَعَهَّدُوا بِإِخْرَاجِ نِسَائِهِمِ الْغَرِيبَاتِ مُقَرِّبِينَ كَبْشَ غَنَمٍ تَكْفِيراً عَنْ إِثْمِهِمْ. 20 وَمِنْ بَنِي إِمِّيرَ: حَنَانِي وَزَبْدِيَا. 21 وَمِنْ بَنِي حَارِيمَ: مَعْسِيَا وَإِيلِيَّا وَشَمْعِيَا وَيَحِيئِيلُ وَعُزِّيَّا. 22 وَمِنْ بَنِي فَشْحُورَ: أَلْيُوعِينَايُ وَمَعْسِيَا وَإِسْمعِيلُ وَنَثَنْئِيلُ وَيُوزَابَادُ وَأَلْعَاسَةُ. 23 وَمِنَ اللّاوِيِّينَ: يُوزَابَادُ، وَشِمْعِي، وَقَلايَا (أَيْ قَلِيطَا)، وَفَتَحْيَا وَيَهُوذَا وَأَلِيعَزَرُ. 24 وَمِنَ الْمُغَنِّينَ: أَلْيَاشِيبُ. وَمِنْ حُرَّاسِ أَبْوَابِ الْهَيْكَلِ: شَلُّومُ وَطَالَمُ وَأُورِي. 25 وَمِنْ إِسْرَائِيلَ مِنْ بَنِي فَرْعُوشَ: رَمْيَا وَيِزِّيَّا وَمَلْكِيَا وَمَيَّامِينُ وَأَلِعَازَارُ وَمَلْكِيَّا وَبَنَايَا. 26 وَمِنْ بَنِي عِيلامَ: مَتَّنْيَا وَزَكَرِيَّا وَيَحِيئِيلُ وَعَبْدِي وَيَرِيمُوثُ وَإِيلِيَّا. 27 بَنِي زَتُّو: أَلْيُوعِينَايُ وَأَلْيَاشِيبُ وَمَتَّنْيَا وَيَرِمُوثُ وَزَابَادُ وَعَزِيزَا. 28 وَمِنْ بَنِي بَابَايَ: يَهُوحَانَانُ وَحَنَنْيَا وَزَبَايُ وَعَثْلايُ. 29 وَمِنْ بَنِي بَانِي: مَشُلّامُ وَمَلُّوخُ وَعَدَايَا وَيَاشُوبُ وَشَآلُ وَرَامُوثُ. 30 وَمِنْ بَنِي فَحَثَ مُوآبَ: عَدْنَا وَكَلالُ وَبَنَايَا وَمَعْسِيَا وَمَتَّنْيَا وَبَصَلْئِيلُ وَبَنُّويُ وَمَنَسَّى. 31 وَمِنْ بَنِي حَارِيمَ: أَلِيعَزَرُ وَيِشِّيَّا وَمَلْكِيَّا وَشِمْعِيَا وَشِمْعُونُ، 32 وَبَنْيَامِينُ وَملُّوخُ وَشَمَرْيَا. 33 وَمِنْ بَنِي حَشُومَ: مَتَّنَايُ وَمَتَّاثَا وَزَابَادُ وَأَلِيفَلَطُ وَيَرِيمَايُ وَمَنَسَّى وَشِمْعِي. 34 وَمِنْ بَنِي بَانِي: مَعْدَايُ وَعَمْرَامُ وَأُوئِيلُ، 35 وَبَنَايَا وَبِيدْيَا وَكَلُوهِي، 36 وَوَنْيَا وَمَرِيمُوثُ وَأَلْيَاشِيبُ، 37 وَمَتَّنْيَا وَمَتَّنَايُ وَيَعْسُو، 38 وَبَانِي وَبَنُّويُ وَشِمْعِي، 39 وَشَلَمْيَا وَنَاثَانُ وَعَدَايَا، 40 وَمَكْنَدْبَايُ وَشَاشَايُ وَشَارَايُ، 41 وَعَزَرْئِيلُ وَشَلَمْيَا وَشَمَرْيَا، 42 وَشَلُّومُ وَأَمَرْيَا وَيُوسُفُ، 43 وَمِنْ بَنِي نَبُو: يَعِيئِيلُ وَمَتَّثْيَا وَزَابَادُ وَزَبِينَا وَيَدُّو وَيُوئِيلُ وَبَنَايَا. 44 وَقَدْ تَزَوَّجَ جَمِيعُ هَؤُلاءِ مِنْ نِسَاءٍ غَرِيبَاتٍ، أَنْجَبَتْ بَعْضُهُنَّ لَهُمْ أَبْنَاءً.
1 مِنْ حَدِيثِ نَحَمْيَا بْنِ حَكَلْيَا، قَالَ: «فِي شَهْرِ كَسْلُو (أَي كَانُونَ الأَوَّلِ – دِيسَمْبَرَ) فِي السَّنَةِ الْعِشْرِينَ مِنْ حُكْمِ أَرْتَحْشَشْتَا، بَيْنَمَا كُنْتُ فِي الْعَاصِمَةِ شُوشَنَ، 2 أَقْبَلَ إِلَيَّ حَنَانِي، أَحَدُ أَقْرِبَائِي، بِرِفْقَةِ بَعْضِ رِجَالٍ قَادِمِينَ مِنْ يَهُوذَا. فَسَأَلْتُهُمْ عَنِ الْيَهُودِ النَّاجِينَ الْعَائِدِينَ مِنَ السَّبْيِ وَعَنْ أُورُشَلِيمَ، 3 فَقَالُوا لِي: ’إِنَّ النَّاجِينَ الَّذِينَ بَقُوا مِنَ السَّبْيِ، مِمَّنْ رَجَعُوا إِلَى هُنَاكَ، يُقَاسُونَ مِنْ شَقَاءٍ عَظِيمٍ وَعَارٍ. فَسُورُ أُورُشَلِيمَ مُنْهَدِمٌ وَأَبْوَابُهَا مَحْرُوقَةٌ بِالنَّارِ‘. 4 فَلَمَّا سَمِعْتُ هَذِهِ الأَخْبَارَ جَلَسْتُ وَبَكَيْتُ وَنُحْتُ أَيَّاماً، وَصُمْتُ وَصَلَّيْتُ أَمَامَ إِلَهِ السَّمَاءِ، 5 قَائِلاً: أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُ السَّمَاءِ، أَيُّهَا الإِلَهُ الْعَظِيمُ الْمَرْهُوبُ، الَّذِي يُحَافِظُ عَلَى عَهْدِ رَحْمَتِهِ لِمُحِبِّيهِ وَحَافِظِي وَصَايَاهُ، 6 أَرْهِفْ أُذُنَيْكَ وَافْتَحْ عَيْنَيْكَ لِتَسْمَعَ صَلاةَ عَبْدِكَ الَّذِي يَبْتَهِلُ إِلَيْكَ الآنَ نَهَاراً وَلَيْلاً، لأَجْلِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَبِيدِكَ، وَيَعْتَرِفُ بِآثَامِهِمِ الَّتِي ارْتَكَبْنَاهَا، نَحْنُ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، بِحَقِّكَ، وَمِنْ جُمْلَتِهِمْ أَنَا وَبَيْتُ أَبِي، إِذْ قَدْ أَخْطَأْنَا إِلَيْكَ. 7 لَقَدِ اقْتَرَفْنَا الشَّرَّ فِي حَقِّكَ، وَلَمْ نُطِعِ الْوَصَايَا وَالْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ الَّتِي أَمَرْتَ بِها عَبْدَكَ مُوسَى. 8 اذْكُرْ تَحْذِيرَكَ الَّذِي أَنْذَرْتَ بِهِ عَبْدَكَ مُوسَى قَائِلاً: إِنْ خُنْتُمْ عَهْدِي فَإِنِّي أُشَتِّتُ شَمْلَكُمْ بَيْنَ الشُّعُوبِ. 9 وَإِنْ رَجَعْتُمْ إِلَيَّ وَأَطَعْتُمْ وَصَايَايَ وَمَارَسْتُموُهَا، فَإِنِّي أَجْمَعُ الْمَنْفِيِّينَ حَتَّى مِنْ أَقَاصِي السَّمَاوَاتِ، وَآتِي بِهِمْ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي اخْتَرْتُهُ لأُسْكِنَ اسْمِي فِيهِ. 10 فَهُمْ عَبِيدُكَ وَشَعْبُكَ الَّذِي افْتَدَيْتَهُ بِقُدْرَتِكَ الْعَظِيمَةِ وَيَدِكَ الْقَوِيَّةِ، 11 فَلْتُصْغِ أُذْنُكَ يَا سَيِّدُ إِلَى صَلاةِ عَبْدِكَ وَتَضَرُّعَاتِ عَبِيدِكَ الَّذِينَ يَبْتَهِجُونَ بِتَوْقِيرِ اسْمِكَ. وَهَبْ عَبْدَكَ الْيَوْمَ النَّجَاحَ، وَامْنَحْهُ رَحْمَةً أَمَامَ الْمَلِكِ». لأَنِّي كُنْتُ سَاقِياً لِلْمَلِكِ.
1 وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ نِيسَانَ، فِي السَّنَةِ الْعِشْرِينَ مِنْ حُكْمِ أَرْتَحْشَشْتَا الْمَلِكِ، حِينَ أُحْضِرَتِ الْخَمْرُ لِلْمَلِكِ فَتَنَاوَلْتُهَا وَقَدَّمْتُهَا لَهُ بِوَجْهٍ مُكَمَّدٍ. وَلَمْ يَسْبِقْ لِي أَنْ مَثَلْتُ أَمَامَهُ مَغْمُوماً 2 فَسَأَلَنِي الْمَلِكُ: «مَالِي أَرَى وَجْهَكَ مُكَمَّداً وَأَنْتَ غَيْرُ مَرِيضٍ؟ هَذَا لَيْسَ سِوَى كَآبَةِ قَلْبٍ». فَسَاوَرَنِي خَوْفٌ عَظِيمٌ. 3 وَقُلْتُ لِلْمَلِكِ: «لِيَحْيَ الْمَلِكُ إِلَى الأَبَدِ! كَيْفَ لَا يَنْقَبِضُ وَجْهِي، وَالْمَدِينَةُ الَّتِي دُفِنَ فِيهَا آبَائِي قَدْ صَارَتْ خَرَاباً، وَأَبْوَابُهَا قَدِ الْتَهَمَتْهَا النِّيرَانُ؟» 4 فَسَأَلَنِي الْمَلِكُ: «أَيَّ شَيْءٍ تَطْلُبُ؟» فَصَلَّيْتُ إِلَى إِلَهِ السَّمَاءِ، 5 وَأَجَبْتُ الْمَلِكَ: «إِذَا طَابَ لِلْمَلِكِ، وَحَظِيَ عَبْدُكَ بِرِضَاكَ، فَإِنَّنِي أَلْتَمِسُ أَنْ تُرْسِلَنِي إِلَى يَهُوذَا، إِلَى الْمَدِينَةِ الَّتِي دُفِنَ فِيهَا آبَائِي فَأَبْنِيَهَا». 6 فَسَأَلَنِي الْمَلِكُ الَّذِي كَانَتِ الْمَلِكَةُ تَجْلِسُ إِلَى جِوَارِهِ: «كَمْ تَطُولُ غَيْبَتُكَ، وَمَتَى تَرْجِعُ؟» فَحَدَّدْتُ لَهُ مَوْعِدَ رُجُوعِي، إذْ طَابَ لَهُ أَنْ يُرْسِلَنِي. 7 وَقُلْتُ: «إِنِ اسْتَحْسَنَ الْمَلِكُ فَلْيَبْعَثْ مَعِي رَسَائِلَ إِلَى وُلاةِ عَبْرِ نَهْرِ الْفُرَاتِ، لِيَسْمَحُوا لِي بِاجْتِيَازِ أَرَاضِيهِمْ حَتَّى أَصِلَ إِلَى يَهُوذَا، 8 وَرِسَالَةً إِلَى آسَافَ الْمَسْؤولِ عَنْ غَابَاتِ الْمَلِكِ لِيُعْطِيَنِي أَخْشَاباً أَصْنَعُ مِنْهَا دَعَائِمَ بَوَّابَاتِ الْقَلْعَةِ الْمُجَاوِرَةِ لِلْهَيْكَلِ، وَسُورِ الْمَدِينَةِ، وَالدَّارِ الَّتِي سَأُقِيمُ فِيهَا». فَوَافَقَ الْمَلِكُ عَلَى طَلَبِي بِفَضْلِ رِعَايَةِ إِلَهِي الصَّالِحَةِ لِي.
9 فَجِئْتُ إِلَى وُلاةِ عَبْرِ النَّهْرِ، وَسَلَّمْتُهُمْ رَسَائِلَ الْمَلِكِ. وَكَانَ الْمَلِكُ قَدْ أَمَرَ بَعْضَ ضُبَّاطِ الْجَيْشِ وَالْفُرْسَانِ بِمُرَافَقَتِي. 10 وَعِنْدَمَا عَلِمَ سَنْبَلَّطُ الْحُورُونِيُّ وَطُوبِيَّا الْعَبْدُ الْعَمُّونِيُّ بِوُصُولِي، سَاءَهُمَا جِدّاً أَنْ يَأْتِيَ رَجُلٌ يَسْعَى لِخَيْرِ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
11 وَبعْدَ أَنْ وَصَلْتُ أُورُشَلِيمَ مَكَثْتُ هُنَاكَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، 12 ثُمَّ قُمْتُ لَيْلاً بِرُفْقَةِ نَفَرٍ قَلِيلٍ مِنَ الرِّجَالِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ أُطْلِعَ أَحَداً عَمَّا أَثْقَلَ إِلَهِي بِهِ قَلْبِي لأَصْنَعَهُ فِي أُورُشَلِيمَ. وَلَمْ يَكُنْ مَعِي بَهِيمَةٌ سِوَى الْبَهِيمَةِ الَّتِي أَمْتَطِيهَا. 13 فَتَسَلَّلْتُ لَيْلاً مِنْ بَابِ الْوَادِي، نَحْوَ عَيْنِ التِّنِّينِ، حَتَّى وَصَلْتُ إِلَى بَوَّابَةِ الدِّمْنِ. وَشَرَعْتُ أَتَفَرَّسُ فِي أَسْوَارِ أُورُشَلِيمَ الْمُنْهَدِمَةِ وَأَبْوَابِهَا الْمُحْتَرِقَةِ، 14 ثُمَّ اجْتَزْتُ إِلَى بَابِ الْعَيْنِ، وَمِنْهُ إِلَى بِرْكَةِ الْمَلِكِ، حَيْثُ لَمْ يَكُنْ مَوْضِعٌ تَعْبُرُ عَلَيْهِ الْبَهِيمَةُ الَّتِي أَمْتَطِيهَا. 15 ثُمَّ تَابَعْتُ صُعُودِي لَيْلاً بِمُحَاذَاةِ الْوَادِي، وَرُحْتُ أَتَأَمَّلُ فِي السُّورِ، ثُمَّ عُدْتُ رَاجِعاً عَبْرَ بَابِ الْوَادِي 16 وَلَمْ يَعْرِفِ الْوُلاةُ وَسِوَاهُمْ مِنَ الْيَهُودِ وَالْكَهَنَةِ وَالأَشْرَافِ وَبَاقِي الْعُمَّالِ إِلَى أَيْنَ ذَهَبْتُ، وَلا مَا أَنَا مُزْمِعٌ فِعْلَهُ، لأَنَّنِي لَمْ أُطْلِعْ أَحَداً عَلَى شَيْءٍ.
17 ثُمَّ قُلْتُ لَهُمْ: أَنْتُمْ تَشْهَدُونَ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ مِنْ ضِيقٍ، فَأُورُشَلِيمُ خَرِبَةٌ وَأَبْوَابُهَا مُحْتَرِقَةٌ، فَهَيَّا بِنَا نَبْنِي سُورَ أُورُشَلِيمَ فَلا نُقَاسِي بَعْدُ مِنَ الْعَارِ. 18 وَأَطْلَعْتُهُمْ عَمَّا رَعَانِي بِهِ إِلَهِي مِنْ عِنَايَةٍ صَالِحَةٍ، وَعَلَى حَدِيثِ الْمَلِكِ الَّذِي خَاطَبَنِي بِهِ، فَقَالُوا: لِنَقُمْ وَنَبْنِ السُّورَ وَتَضَافَرُوا جَمِيعاً لِلْقِيَامِ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ.
19 وَعِنْدَمَا عَرَفَ سَنْبَلَّطُ الْحُورُونِيُّ وَطُوبِيَّا الْعَبْدُ الْعَمُّونِيُّ وَجَشَمٌ الْعَرَبِيُّ بِمَا نَنْوِي عَمَلَهُ، سَخِرُوا بِنَا وَاحْتَقَرُونَا قَائِلِينَ: أَيُّ أَمْرٍ أَنْتُمْ عَازِمُونَ عَلَيْهِ؟ أَتَتَمَرَّدُونَ عَلَى الْمَلِكِ؟ 20 عِنْدَئِذٍ أَجَبْتُهُمْ: إِلَهُ السَّمَاءِ يُكَلِّلُ عَمَلَنَا بِالنَّجَاحِ، وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلا نَصِيبَ لَكُمْ وَلا حَقَّ وَلا ذِكْرَ فِي أُورُشَلِيمَ.
1 وَقَامَ أَلِيَاشِيبُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَبَنَى بَابَ الضَّأْنِ بِمُؤَازَرَةِ إِخْوَتِهِ الْكَهَنَةِ. ثُمَّ قَدَّسُوهُ وَثَبَّتُوا مَصَارِيعَهُ، وَثَابَرُوا عَلَى الْبِنَاءِ حَتَّى بَلَغُوا بُرْجَ الْمِئَةِ وَبُرْجَ حَنَنْئِيلَ. 2 وَقَامَ رِجَالُ أَرِيحَا إِلَى جِوَارِهِمْ يَبْنُونَ جُزءاً مِنَ السُّورِ، وَإِلَى جِوَارِهِمْ بَنَى زَكُّورُ بْنُ إِمْرِي، 3 وَبَنَى بَنُو هَسْنَاءَةَ بَابَ السَّمَكِ، وَسَقَفُوهُ وَنَصَبُوا مَصَارِيعَهُ وَأَقْفَالَهُ وَعَوَارِضَهُ. 4 وَإِلَى جِوَارِهِمْ رَمَّمَ مَرِيمُوثُ بنُ أُورِيَّا بْنِ هَقُّوصَ قِسْماً مِنَ السُّورِ، كَمَا قَامَ إِلَى جِوَارِهِمْ مَشُلّامُ بْنُ بَرَخْيَا بْنِ مَشِيزَبْئِيلَ بِالتَّرْمِيمِ، وَإِلَى جَانِبِهِ رَمَّمَ صَادُوقُ بْنُ بَعْنَا. 5 وَإِلَى جِوَارِهِمْ رَمَّمَ التَّقُوعِيُّ 6 وَرَمَّمَ يُويَادَاعُ بْنُ فَاسِيحَ وَمَشُلّامُ بْنُ بَسُودْيَا الْبَابَ الْعَتِيقَ، وَسَقَفَاهُ وَنَصَبَا مَصَارِيعَهُ وَأَقْفَالَهُ وَعَوَارِضَهُ. 7 وَإِلَى جِوَارِهِمَا قَامَ مَلَطْيَا الْجِبْعُونِيُّ وَيَادُونُ الْمِيرُونُوثِيُّ مِنْ أَهْلِ جِبْعُونَ وَالْمِصْفَاةِ بِالتَّرْمِيمِ، حَتَّى وَصَلَ إِلَى قْصْر حَاكِمِ مِنْطَقَةِ غَرْبِيِّ الْفُرَاتِ. 8 وَرَمَّمَ إِلَى جِوَارِهِمَا عُزِّيئِيلُ بْنُ حَرْهَايَا الصَّائِغُ. وَإِلَى جَانِبِهِ رَمَّمَ حَنَنْيَا الْعَطَّارُ وَتَرَكُوا تَرْمِيمَ أُورُشَلِيمَ إِلَى السُّورِ الْعَرِيضِ. 9 وَإِلَى جِوَارِهِمْ رَمَّمَ رَفَايَا بْنُ حُورٍ، رَئِيسُ نِصْفِ دَائِرَةِ أُورُشَلِيمَ، جُزْءاً مِنَ السُّورِ. 10 كَمَا رَمَّمَ إِلَى جِوَارِهِمْ يَدَايَا بْنُ حَرُومَافَ القِسْمَ الْمُقَابِلَ لِبَيْتِهِ. وَإِلَى جَانِبِهِ رَمَّمَ حَطُّوشُ بْنُ حَشَبْنِيَا. 11 وَرَمَّمَ مَلْكِيَّا بْنُ حَارِيمَ وَحَشُّوبُ بْنُ فَحَثَ مُوآبَ قِسْماً ثَانِياً، بِالإِضَافَةِ إِلَى بُرْجِ التَّنَانِيرِ. 12 وَقَامَ إِلَى جَانِبِهِ شَلُّومُ بْنُ هَلُّوحِيشَ رَئِيسُ نِصْفِ دَائِرَةِ أُورُشَلِيمَ هُوَ وَبَنَاتُهُ بِالتَّرْمِيمِ. 13 وَرَمَّمَ حَانُونُ وَسُكَّانُ زَانُوحَ بَابَ الْوَادِي، وَنَصَبُوا مَصَارِيعَهُ وَأَقْفَالَهُ وَعَوَارِضَهُ، فَضْلاً عَنْ أَلْفِ ذِرَاعٍ (خَمْسِ مِئَةِ مِتْرٍ) مِنَ السُّورِ حَتَّى بَابِ الدِّمْنِ. 14 وَرَمَّمَ مَلْكِيَّا بْنُ رَكَابَ رَئِيسُ دَائِرَةِ بَيْتِ هَكَّارِيمَ بَابَ الدِّمْنِ وَنَصَبَ مَصَارِيعَهُ وَأَقْفَالَهُ وَعَوَارِضَهُ. 15 كَمَا رَمَّمَ شَلُّونُ بْنُ كَلْحُوزَةَ رَئِيسُ دَائِرَةِ الْمِصْفَاةِ بَابَ الْعَيْنِ وَسَقَفَهُ وَنَصَبَ مَصَارِيعَهُ وَأَقْفَالَهُ وَعَوَارِضَهُ، وَأَعَادَ بِنَاءَ سُورِ بِرْكَةِ سِلُوَامَ عِنْدَ حَدِيقَةِ الْمَلِكِ حَتَّى الدَّرَجِ الْمُنْحَدِرِ مِنْ مَدِينَةِ دَاوُدَ. 16 وَبَعْدَهُ رَمَّمَ نَحَمْيَا بْنُ عَزْبُوقَ رَئِيسُ نِصْفِ دَائِرَةِ بَيْتِ صُورَ جُزْءاً مِنَ السُّورِ حَتَّى مُقَابِلِ مَدَافِنِ دَاوُدَ، فَالْبِرْكَةِ الاصْطِنَاعِيَّةِ إِلَى بَيْتِ الأَبْطَالِ. 17 وَإِلَى جِوَارِهِ قَامَ اللّاوِيُّونَ بِالتَّرْمِيمِ: رَحُومُ بْنُ بَانِي، وَإِلَى جَانِبِهِ قَامَ حَشَبْيَا رَئِيسُ نِصْفِ دَائِرَةِ قَعِيلَةَ بِتَرْمِيمِ الْجُزْءِ الَّذِي يَقَعُ فِي قِسْمِهِ. 18 ثُمَّ رَمَّمَ إِخْوَتُهُمْ بِإِشْرَافِ بَوَّايَ بْنِ حِينَادَادَ رَئِيسِ نِصْفِ دَائِرَةِ قَعِيلَةَ قِسْماً. 19 كَمَا رَمَّمَ إِلَى جِوَارِهِ عَازَرُ بْنُ يَشُوعَ رَئِيسُ الْمِصْفَاةِ قِسْماً ثَانِياً، مِنْ أَمَامِ عَقَبَةِ مَخْزَنِ السِّلاحِ عِنْدَ الزَّاوِيَةِ. 20 وَتَلاهُ بَارُوخُ بْنُ زَبَّايَ فَرَمَّمَ بِحَمَاسٍ قِسْماً ثَانِياً، مِنَ الزَّاوِيَةِ حَتَّى مَدْخَلِ بَيْتِ أَلِيَاشِيبَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. 21 وَأَعْقَبَهُ مَرِيمُوثُ بْنُ أُورِيَّا بْنِ هَقُّوصَ، فَرَمَّمَ قِسْماً ثَانِياً مِنْ مَدْخَلِ بَيْتِ أَلِيَاشِيبَ إِلَى نِهَايَتِهِ. 22 ثُمَّ بَعْدَهُ قَامَ الْكَهَنَةُ أَهْلُ الْغَوْرِ بِالتَّرْمِيمِ. 23 وَبَعْدَهُمْ رَمَّمَ بَنْيَامِينُ وَحَشُّوبُ قُبَالَةَ بَيْتِهِمَا. كَمَا رَمَّمَ عَزَرْيَا بْنُ مَعْسِيَا بْنِ عَنَنْيَا بِجَانِبِ بَيْتِهِ. 24 وَإِلَى جِوَارِهِ رَمَّمَ بَنُّويُ بْنُ حِينَادَادَ قِسْماً ثَانِياً، ابْتِدَاءً مِنْ بَيْتِ عَزَرْيَا إِلَى الزَّاوِيَةِ فَالْعَطْفَةِ. 25 وَرَمَّمَ فَالالُ بْنُ أُوزَايَ مِنْ مُقَابِلِ الزَّاوِيَةِ، وَالْبُرْجِ الْقَائِمِ خَارِجَ قَصْرِ الْمَلِكِ الأَعْلَى، عِنْدَ فِنَاءِ السِّجْنِ. وَأَعْقَبَهُ فَدَايَا بْنُ فَرْعُوشَ. 26 وَرَمَّمَ خُدَّامُ الْهَيْكَلِ السَّاكِنُونَ فِي الأَكَمَةِ حَتَّى مُقَابِلِ بَابِ الْمَاءِ شَرْقاً، وَالْبُرْجِ الْخَارِجِيِّ. 27 كَذَلِكَ رَمَّمَ التَّقُوعِيُّونَ قِسْماً ثَانِياً فِي مُقَابِلِ الْبُرْجِ الْكَبِيرِ الْخَارِجِيِّ حَتَّى سُورِ الأَكَمَةِ. 28 وَرَمَّمَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْكَهَنَةِ الْجُزْءَ الْوَاقِعَ أَمَامَ بَيْتِهِ مِنَ الْقِسْمِ الْمُمْتَدِّ مِنْ بَابِ الْخَيْلِ. 29 وَإِلَى جَانِبِهِمْ رَمَّمَ صَادُوقُ بْنُ إِمِّيرَ مُقَابِلَ بَيْتِهِ. وَإِلَى جِوَارِهِ قَامَ شَمَعْيَا بْنُ شَكَنْيَا حَارِسُ بَابِ الشَّرْقِ بِالتَّرْمِيمِ. 30 ثُمَّ رَمَّمَ حَنَنْيَا بْنُ شَلَمْيَا، وَحَانُونُ الابْنُ السَّادِسُ لِصَالافَ، قِسْماً ثَانِياً. كَمَا رَمَّمَ بِقُرْبِهِمَا مَشُلّامُ بْنُ بَرَخْيَا مُقَابِلَ مُخْدَعِهِ. 31 وَإِلَى جَانِبِهِ رَمَّمَ مَلْكِيَّا بْنُ الصَّائِغِ حَتَّى بَيْتِ خُدَّامِ الْهَيْكَلِ، وَبَهْوِ التُّجَّارِ مُقَابِلَ بَابِ الْعَدِّ فَعَقَبَةِ الْعَطْفَةِ. 32 ثُمَّ رَمَّمَ الصَّاغَةُ وَالتُّجَّارُ مَا بَيْنَ عَقَبَةِ الْعَطْفَةِ إِلَى بَابِ الضَّأْنِ.
1 وَعِنْدَمَا عَلِمَ سَنْبَلَّطُ أَنَّنَا قَائِمُونَ بِبِنَاءِ السُّورِ امْتَلأَ غَضَباً وَغَيْظاً، وَأَخَذَ يَسْخَرُ بِالْيَهُودِ. 2 وَتَسَاءَلَ أَمَامَ أَقْرِبَائِهِ وَجَيْشِ السَّامِرَةِ: «أَيُّ شَيْءٍ يَفْعَلُهُ هَؤُلاءِ الْيَهُودُ الضُّعَفَاءُ؟ هَلْ فِي وُسْعِهِمْ أَنْ يُعِيدُوا بِنَاءَ السُّورِ؟ هَلْ يَعُودُونَ لِتَقْرِيبِ الذَّبَائِحِ؟ هَلْ يُكْمِلُونَ الْبِنَاءَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ؟ هَلْ يُحْيُونَ الْحِجَارَةَ مِنْ أَكْوَامِ الرُّكَامِ وَهِيَ مُحْتَرِقَةٌ؟» 3 وَكَانَ طُوبِيَّا الْعَمُّونِيُّ وَاقِفاً إِلَى جِوَارِهِ، فَقَالَ: «إِنَّ مَا يَبْنُونَهُ إِذَا صَعِدَ عَلَيْهِ ثَعْلَبٌ فَإِنَّهُ يَهْدِمُ حِجَارَةَ سُورِهِمْ». 4 فَصَلَّيْتُ إِلَى الرَّبِّ: «اسْتَمِعْ يَا إِلَهَنَا، لأَنَّنَا قَدْ أَصْبَحْنَا مَثَارَ احْتِقَارٍ، وَاجْعَلْ تَعْيِيرَهُمْ يَرْتَدُّ عَلَى رُؤُوسِهِمْ وَلْيَصِيرُوا غَنِيمَةً فِي أَرْضِ السَّبْيِ. 5 وَلا تَسْتُرْ آثَامَهُمْ، وَلا تَمْحُ خَطِيئَتَهُمْ مِنْ أَمَامِكَ، لأَنَّهُمْ أَثَارُوا غَضَبَكَ أَمَامَ الْقَائِمِينَ بِالْبِنَاءِ». 6 وَهَكَذَا قُمْنَا بِإِعَادَةِ بِنَاءِ كُلِّ السُّورِ حَتَّى نِصْفِ ارْتِفَاعِهِ. وَكَانَ الشَّعْبُ يَعْمَلُ بِقَلْبٍ وَاحِدٍ.
7 وَلَمَّا سَمِعَ سَنْبَلَّطُ وَطُوبِيَّا وَالْعَرَبُ وَالْعَمُّونِيُّونَ وَالأَشْدُودِيُّونَ أَنَّ أَسْوَارَ أُورُشَلِيمَ قَدْ رُمِّمَتْ، وَالثُّغْرَاتِ قَدْ سُدَّتْ، احْتَدَمَ غَضَبُهُمْ، 8 وَتَآمَرُوا جَمِيعُهُمْ عَلَى مُهَاجَمَةِ أُورُشَلِيمَ وَمُحَارَبَتِهَا لإِيقَاعِ الضَّرَرِ بِها. 9 فَتَضَرَّعْنَا إِلَى إِلَهِنَا وَأَقَمْنَا حُرَّاساً ضِدَّهُمْ نَهَاراً وَلَيْلاً حَذَراً مِنْهُمْ.
10 وَقَالَ أَبْنَاءُ يَهُوذَا: «لَقَدْ وَهَنَتْ قُوَى الْحَمَّالِينَ، وَأَكْوَامُ الأَنْقَاضِ كَثِيرَةٌ، وَنَحْنُ لَا يُمْكِنُنَا بِنَاءَ السُّورِ. 11 وَقَدْ قَالَ أَعْدَاؤُنَا: إِنَّنَا سَنُفَاجِئُهُمْ فَلا يَدْرُونَ وَلا يُبْصِرُونَ إِلّا وَنَحْنُ قَدْ أَصْبَحْنَا فِي وَسَطِهِمْ، فَنَقْتُلُهُمْ وَنُعَطِّلُ الْعَمَلَ! 12 وَعِنْدَمَا جَاءَ الْيَهُودُ السَّاكِنُونَ إِلَى جُوَارِهِمْ حَذَّرُونَا عَشْرَ مَرَّاتٍ قَائِلِينَ: إِنَّهُمْ سَيَزْحَفُونَ عَلَيْكُمْ مِنْ جَمِيعِ الأَمَاكِنِ الَّتِي يُقِيمُونَ فِيهَا». 13 لِذَلِكَ أَقَمْتُ حُرَّاساً مِنَ الشَّعْبِ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ، مُتَسَلِّحِينَ بِالسُّيُوفِ وَالرِّمَاحِ وَالْقِسِيِّ فِي الْمُنْخَفَضَاتِ وَرَاءَ السُّورِ وَعَلَى الْمُرْتَفَعَاتِ. 14 وَتَأَمَّلْتُ حَوْلِي، ثُمَّ وَقَفْتُ وَقُلْتُ لِلْعُظَمَاءِ وَالوُلاةِ وَبَقِيَّةِ الشَّعْبِ: «لا تَخَافُوهُمْ، بَلْ تَذَكَّرُوا السَّيِّدَ الْعَظِيمَ الْمَرْهُوبَ، وَحَارِبُوا مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِكُمْ وَأَبْنَائِكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَنِسَائِكُمْ وَبُيُوتِكُمْ».
15 وَعِنْدَمَا أَدْرَكَ أَعْدَاؤُنَا أَنَّنَا كَشَفْنَا مُؤَامَرَاتِهِمْ، وَأَحْبَطَ اللهُ تَدْبِيرَاتِهِمْ، رَجَعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا إِلَى عَمَلِهِ فِي السُّورِ. 16 وَمُنْذُ ذَلِكَ الْحِينِ أَخَذَ نِصْفُ رِجَالِي يَعْمَلُونَ، وَالنِّصْفُ الآخَرُ يُمْسِكُونَ بِالرِّمَاحِ وَالأَتْرَاسِ وَالْقِسِيِّ وَالدُّرُوعِ. وَآزَرَ الرُّؤَسَاءُ أَبْنَاءَ يَهُوذَا 17 الَّذِينَ كَانُوا يَبْنُونَ السُّورَ. أَمَّا حَامِلُو الأَحْمَالِ فَكَانُوا يَعْمَلُونَ بِالْيَدِ الْوَاحِدَةِ وَيُمْسِكُونَ السِّلاحَ بِالْيَدِ الأُخْرَى. 18 وَتَقَلَّدَ كُلُّ بَانٍ سَيْفاً عَلَى جَنْبِهِ، بَيْنَمَا وَقَفَ نَافِخُ الْبُوقِ إِلَى جِوَارِي. 19 فَقُلْتُ لِلأَشْرَافِ وَالْوُلاةِ وَلِبَقِيَّةِ الشَّعْبِ: «الْعَمَلُ كَثِيرٌ مُمْتَدٌّ فِي رُقْعَةٍ وَاسِعَةٍ فِي الأَرْضِ، وَنَحْنُ مُتَفَرِّقُونَ عَلَى السُّورِ وَمُتَبَاعِدُونَ عَنْ بَعْضِنَا. 20 فَعَلَيْكُمْ أَنْ تَتَجَمَّعُوا فِي الْمَكَانِ الَّذِي يُدَوِّي مِنْهُ نَفِيرُ الْبُوقِ، وَلْيُحَارِبْ إِلَهُنَا عَنَّا». 21 وَهَكَذَا كُنَّا نَحْنُ نَقُومُ بِالْعَمَلِ، بَيْنَمَا نِصْفُنَا الآخَرُ يَتَقَلَّدُ الرِّمَاحَ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ حَتَّى بُزُوغِ النُّجُومِ. 22 وَأَمَرْتُ الشَّعْبَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ: «لِيَبِتْ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ خَادِمِهِ فِي أُورُشَلِيمَ، فَيَكُونُوا لَنَا حُرَّاساً فِي اللَّيْلِ وَعُمَّالاً فِي النَّهَارِ». 23 وَلَمْ أَخْلَعْ ثِيَابِي طَوَالَ تِلْكَ الْفَتْرَةِ، لَا أَنَا وَلا إِخْوَتِي وَلا خُدَّامِي وَلا الْحُرَّاسُ التَّابِعُونَ لِي، بِلْ ظَلَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا مُتَأَهِّباً بِسِلاحِهِ حَتَّى عِنْدَ ذِهَابِهِ إِلَى الْمَاءِ.
1 وَارْتَفَعَ صُرَاخُ الشَّعْبِ وَنِسَائِهِمْ بِالشَّكْوَى احْتِجَاجاً عَلَى إِخْوَتِهِمِ الْيَهُودِ الْمُسْتَغِلِّينَ، 2 فَمِنْ قَائِلٍ: إِنَّنَا رُزِقْنَا بَنِينَ وَبَنَاتٍ كَثِيرِينَ، دَعْنَا نَأْخُذُ قَمْحاً حَتَّى نَأْكُلَ وَنَحْيَا. 3 وَمِنْ قَائِلٍ: إِنَّا رَهَنَّا حُقُولَنَا وَكُرُومَنَا وَبُيُوتَنَا لِقَاءَ الْحِنْطَةِ لِنَدْفَعَ عَنَّا الْجُوعَ. 4 وَمِنْ قَائِلٍ: إِنَّنَا اسْتَقْرَضْنَا فِضَّةً لِنَدْفَعَ خَرَاجَ الْمَلِكِ عَلَى حُقُولِنَا وَكُرُومِنَا، 5 وَمَعَ أَنَّ لَحْمَنَا مِنْ لَحْمِ إِخْوَتِنَا وَأَوْلادَنَا كَأَوْلادِهِمْ، فَإِنَّ عَلَيْنَا أَنْ نُخْضِعَ أَبْنَاءَنَا وَبَنَاتِنَا لِلْعُبُودِيَّةِ، بَلْ إِنَّ بَعْضَ بَنَاتِنَا مُسْتَعْبَدَاتٌ، وَلَيْسَ بِيَدِنَا حِيلَةٌ، لأَنَّ حُقُولَنَا وَكُرُومَنَا مَرْهُونَةٌ لِلآخَرِينَ.
6 وَحِينَ سَمِعْتُ صُرَاخَ شَكْوَاهُمْ وَكَلامَهُمْ غَضِبْتُ جِدّاً. 7 وَبَعْدَ أَنْ تَدَبَّرْتُ الأَمْرَ فِي نَفْسِي عَنَّفْتُ الأَشْرَافَ وَالوُلاةَ قَائِلاً: «إِنَّكُمْ تَأْخُذُونَ الرِّبَا مِنْ إِخْوَتِكُمْ». ثُمَّ عَقَدْتُ اجْتِمَاعاً عَظِيماً لِمُقَاضَاتِهِمْ. 8 وَقُلْتُ لَهُمْ: «إِنَّنَا بِحَسَبِ طَاقَتِنَا افْتَدَيْنَا بِالأَمْوَالِ إِخْوَتَنَا الْيَهُودَ الَّذِينَ بِيعُوا لِلأُمَمِ، وَهَا أَنْتُمْ تَبِيعُونَ إِخْوَتَكُمْ لَهُمْ، وَهُمْ يَعُودُونَ فَيَبِيعُونَهُمْ لَنَا». فَسَكَتُوا وَلَمْ يَجِدُوا جَوَاباً. 9 ثُمَّ اسْتَطْرَدْتُ: «هَذَا تَصَرُّفٌ سَيِّئٌ. أَلا تَسْلُكُونَ فِي خَوْفِ إِلَهِنَا تَفَادِياً لِتَعْيِيرِ الأُمَمِ أَعْدَائِنَا؟ 10 لَقَدْ أَقْرَضْتُ أَنَا وَغِلْمَانِي الشَّعْبَ أَيْضاً فِضَّةً وَقَمْحاً، فَلْنَمْتَنِعْ عَنْ تَقَاضِي الرِّبَا. 11 رُدُّوا لَهُمْ هَذَا الْيَوْمَ حُقُولَهُمْ وَكُرُومَهُمْ وَزَيْتُونَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ، وَالنِّسْبَةَ الْمِئَوِيَّةَ مِنَ الرِّبَا الَّتِي تَتَقَاضَوْنَهَا عَلَى الْفِضَّةِ وَالْقَمْحِ وَالْخَمْرِ وَالزَّيْتِ». 12 فَأَجَابُوا: «نَرُدُّ وَلا نُطَالِبُهُمْ بِرِبَا، صَانِعِينَ كُلَّ مَا قُلْتَ». فَاسْتَدْعَيْتُ الْكَهَنَةَ وَاسْتَحْلَفْتُهُمْ أَنْ يَعْمَلُوا بِمُقْتَضَى هَذَا التَّعَهُّدِ، 13 ثُمَّ نَفَضْتُ حِجْرِي قَائِلاً: «هَكَذَا يَنْفُضُ اللهُ كُلَّ إِنْسَانٍ لَا يُنَفِّذُ هَذَا التَّعَهُّدَ فِي بَيْتِهِ وَفِي عَمَلِهِ، فَيُصْبِحُ شَرِيداً مُعْدَماً». فَأَجَابَتْ كُلُّ الْجَمَاعَةِ: «آمِين». وَسَبَّحَتِ الرَّبَّ. وَنَفَّذَ الشَّعْبُ نَصَّ هَذَا التَّعَهُّدِ.
14 كَمَا أَنَّنِي مُنْذُ أَنْ عُيِّنْتُ وَالِياً فِي أَرْضِ يَهُوذَا، مِنْ مُسْتَهَلِّ السَّنَةِ الْعِشْرِينَ مِنْ حُكْمِ أَرْتَحْشَشْتَا الْمَلِكِ، إِلَى السَّنَةِ الثَّانِيَةِ وَالثَّلاثِينَ، أَيْ طَوَالَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً لَمْ آخُذْ مِنَ الشَّعْبِ الضَّرَائِبَ الْمُخَصَّصَةَ لِنَفَقَاتِ الْوَالِي لأَعِيشَ مِنْهَا أَنَا وَمُوَظَّفِيَّ، 15 عَلَى نَقِيضِ الْوُلاةِ السَّابِقِينَ الَّذِينَ ثَقَّلُوا الضَّرَائِبَ عَلَى الشَّعْبِ، وَابْتَزُّوا مِنْهُمْ خُبْزاً وَخَمْراً، فَضْلاً عَنْ أَرْبَعِينَ شَاقِلاً مِنَ الْفِضَّةِ (نَحْوِ أَرْبَعِ مِئَةٍ وَثَمَانِينَ جِرَاماً). كَمَا تَسَلَّطَ رِجَالُهُمْ عَلَى الشَّعْبِ. أَمَّا أَنَا فَلَمْ أَفْعَلْ هَكَذَا مِنْ خَوْفِ اللهِ، 16 وَبَدَلاً مِنْ ذَلِكَ كَرَّسْتُ نَفْسِي لِلْعَمَلِ فِي بِنَاءِ هَذَا السُّورِ، فَلَمْ أَشْتَرِ حَقْلاً، وَتَضَافَرَ رِجَالِي هُنَاكَ لِلْعَمَلِ عَلَى إِعَادَةِ إِنْشَائِهِ. 17 كَمَا شَارَكَنِي عَلَى مَائِدَتِي مِئَةٌ وَخَمْسُونَ رَجُلاً مِنَ الْيَهُودِ وَالْمُوَظَّفِينَ، فَضْلاً عَنِ الْوُفُودِ الْقَادِمَةِ إِلَيْنَا مِنَ الأُمَمِ الْمُجَاوِرَةِ، 18 فَكَانَ يُعَدُّ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ ثَوْرٌ وَسِتَّةٌ مِنْ خِيَارِ الْغَنَمِ عَلاوَةً عَلَى الطَّيْرِ، وَكَمِّيَّةٌ كَبِيرَةٌ مِنْ جَمِيعِ أَصْنَافِ الْخُمُورِ كُلَّ عَشَرَةِ أَيَّامٍ، وَمَعَ هَذَا لَمْ آخُذِ الضَّرَائِبَ الْمُخَصَّصَةَ لِنَفَقَاتِ الْوَالِي، لأَنَّ وَطْأَةَ الضَّرَائِبِ كَانَتْ ثَقِيلَةً عَلَى هَذَا الشَّعْبِ. 19 فَاذْكُرْ لِي يَا إِلَهِي مَا صَنَعْتُهُ مِنْ خَيْرٍ لِهَذَا الشَّعْبِ، وَأَحْسِنْ إِلَيَّ.
1 وَعِنْدَمَا عَلِمَ سَنْبَلَّطُ وَطُوبِيَّا وَجَشَمٌ الْعَرَبِيُّ وَسَائِرُ أَعْدَائِنَا أَنِّي قَدِ اسْتَكْمَلْتُ بِنَاءَ السُّورِ، وَلَمْ تَبْقَ فِيهِ ثُغْرَةٌ، وَإِنْ لَمْ أَكُنْ حَتَّى هَذَا الْوَقْتِ قَدْ نَصَبْتُ مَصَارِيعَ الأَبْوَابِ، 2 أَرْسَلَ إِلَيَّ سَنْبَلَّطُ وَجَشَمٌ قَائِلَيْنِ: «تَعَالَ لِنَجْتَمِعَ مَعاً فِي إِحْدَى قُرَى سَهْلِ أُونُو». وَكَانَا يُرِيدَانِ أَنْ يُوْقِعَا بِيَ الأَذَى. 3 فَبَعَثْتُ إِلَيْهِمَا رُسُلاً قَائِلاً: «أَنَا مُنْهَمِكٌ فِي الْقِيَامِ بِعَمَلٍ عَظِيمٍ، فَلا أَسْتَطِيعُ الْحُضُورَ إِلَيْكُمَا. فَلِمَاذَا يَتَوَقَّفُ الْعَمَلُ فِي أَثْنَاءِ غِيَابِي وَتَوَجُّهِي إِلَيْكُمَا؟» 4 وَأَرْسَلا إِلَيَّ يَسْتَدْعِيَانِنِي لِلْحُضُورِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَكُنْتُ أَرُدُّ عَلَيْهِمْا بِنَفْسِ الْجَوَابِ. 5 وَأَخِيراً بَعَثَ إِلَيَّ سَنْبَلَّطُ دَعْوَةً لِلِّقَاءِ لِلْمَرَّةِ الْخَامِسَةِ مَعَ خَادِمِهِ، مُرْفَقَةً بِرِسَالَةٍ مَفْتُوحَةٍ وَرَدَ فِيهَا: 6 «قَدْ ذَاعَ بَيْنَ الأُمَمِ، وَجَشَمٌ يُؤَكِّدُ صِحَّةَ الْخَبَرِ، أَنَّكَ أَنْتَ وَالْيَهُودَ عَازِمُونَ عَلَى التَّمَرُّدِ، لِهَذَا قُمْتَ بِبِنَاءِ السُّورِ لِتُعْلِنَ نَفْسَكَ عَلَيْهِمْ مَلِكاً، حَسَبَ مَا جَاءَ فِي هَذِهِ الأَخْبَارِ. 7 وَقَدْ نَصَبْتَ لِنَفْسِكَ أَنْبِيَاءَ لِيُنَادُوا فِي أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ: هُنَاكَ مَلِكٌ فِي يَهُوذَا! وَلابُدَّ أَنْ يَبْلُغَ الْخَبَرُ مَسَامِعَ الْمَلِكِ، فَتَعَالَ لِنَتَدَاوَلَ مَعاً». 8 فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ قَائِلاً: «لا شَيْءَ مِمَّا تَقُولُهُ صَحِيحٌ، بَلْ أَنْتَ تَخْتَلِقُ هَذِهِ الأَخْبَارَ مِنْ نَفْسِكَ». 9 وَكَانَ جَمِيعُهُمْ يُحَاوِلُونَ أَنْ يُوْقِعُوا الرُّعْبَ فِي قُلُوبِنَا، حَتَّى نَتَوَقَّفَ عَنِ الْعَمَلِ فَلا يُسْتَكْمَلَ بِنَاءُ السُّورِ. وَلَكِنِّي صَلَّيْتُ: يَا إِلَهِي قَوِّ مِنْ عَزِيمَتِي.
10 ثُمَّ تَوَجَّهْتُ إِلَى بَيْتِ شَمْعِيَا بْنِ دَلايَا بْنِ مَهِيطَبْئِيلَ وَكَانَ مُغْلَقاً عَلَيْهِ فِي بَيْتِهِ. فَقَالَ: «هَيَّا بِنَا نَلْجَأُ إِلَى وَسَطِ هَيْكَلِ اللهِ وَنُقْفِلُ أَبْوَابَهُ عَلَيْنَا، لأَنَّهُمْ قَادِمُونَ فِي اللَّيْلِ لاغْتِيَالِكَ». 11 فَأَجَبْتُهُ: «أَرَجُلٌ مِثْلِي يَهْرُبُ؟ أَمِثْلِي مَنْ يَعْتَصِمُ بِالْهَيْكَلِ كَيْ يَنْجُوَ؟ لَا أَدْخُلُ!» 12 وَأَدْرَكْتُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُرْسَلاً مِنَ اللهِ، وَإِنَّمَا تَنَبَّأَ كَذِباً عَلَيَّ، لأَنَّ طُوبِيَّا وَسَنْبَلَّطَ دَفَعَا لَهُ رِشْوَةً، 13 لِيَبُثَّ الرُّعْبَ فِيَّ، فَأُخْطِىءَ إِذْ أَفْعَلُ وَفْقَ رَأْيِهِ، فَتَشِيعَ عَنِّي سُمْعَةٌ سَيِّئَةٌ يُعَيِّرَانِنِي بِها. 14 فَاذْكُرْ يَا إِلَهِي مَا يَقُومُ بِهِ طُوبِيَّا وَسَنْبَلَّطُ مِنْ أَعْمَالٍ، وَكَذَلِكَ نُوعَدْيَةُ النَّبِيَّةُ وَسَائِرُ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ عَلَى إِرْهَابِي.
15 وَتَمَّ بِنَاءُ السُّورِ فِي الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ أَيْلُولَ بَعْدَ اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ يَوْماً. 16 وَعِنْدَمَا سَمِعَ هَذَا جَمِيعُ أَعْدَائِنَا، وَشَهِدَتْ كُلُّ الأُمَمِ الْمُجَاوِرَةِ ذَلِكَ، سَقَطَ أَعْدَاؤُنَا فِي أَعْيُنِ أَنْفُسِهِمْ، وَأَدْرَكُوا أَنَّ إِنْجَازَ هَذَا الْعَمَلِ كَانَ بِمَعُونَةِ إِلَهِنَا. 17 وَفِي خِلالِ تِلْكَ الْفَتْرَةِ أَكْثَرَ عُظَمَاؤُنَا مِنْ تَبَادُلِ الرَّسَائِلِ مَعَ طُوبِيَّا 18 لأَنَّ كَثِيرِينَ مِنْ أَهْلِ يَهُوذَا كَانُوا مُتَحَالِفِينَ مَعَهُ، لأَنَّهُ كَانَ صِهْرَ شَكَنْيَا بْنِ آرَحَ، كَمَا تَزَوَّجَ يَهُوحَانَانُ ابْنُهُ مِنِ ابْنَةِ مَشُلّامَ بْنِ بَرَخْيَا. 19 وَلَمْ يَكُفُّوا عَنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ أَمَامِي وَالْوِشَايَةِ بِي إِلَيْهِ. وَكَانَ طُوبِيَّا يَبْعَثُ إِلَيَّ بِرَسائِلِ تَهْدِيدٍ لِيُخِيفَنِي.
1 وَبَعْدَ أَنِ اكْتَمَلَ بِنَاءُ السُّورِ، وَأَقَمْتُ الْمَصَارِيعَ، وَتَمَّ تَعْيِينُ الْبَوَّابِينَ وَالْمُغَنِّينَ، وَاللّاوِيِّينَ، 2 عَهِدْتُ بِتَدْبِيرِ شُؤُونِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَخِي حَنَانِي، وَإِلَى حَنَنْيَا رَئِيسِ الْقَصْرِ، لأَنَّهُ كَانَ رَجُلاً أَمِيناً يَتَّقِي اللهَ أَكْثَرَ مِنْ سِوَاهُ. 3 وَقُلْتُ لَهُمَا: «لا تَسْمَحَا بِفَتْحِ أَبْوَابِ أُورُشَلِيمَ قَبْلَ اشْتِدَادِ حَرَارَةِ الشَّمْسِ، وَلْيَتِمَّ إِغْلاقُ مَصَارِيعِهَا وَأَقْفَالِهَا، وَحُرَّاسُ الأَبْوَابِ مَازَالُوا يَقُومُونَ بِنَوْبَةِ حِرَاسَتِهِمْ». وَعَيَّنْتُ حُرَّاساً مِنْ أَهْلِ أُورُشَلِيمَ، وَقَفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مُقَابِلَ بَيْتِهِ.
4 وَكَانَتِ الْمَدِينَةُ وَاسِعَةَ الأَرْجَاءِ وَعَظِيمَةً، وَلا يَقْطُنُهَا سِوَى شَعْبٍ قَلِيلٍ، لأَنَّ الْبُيُوتَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعِيدَ بِنَاؤُهَا.
5 فَأَلْهَمَنِي إِلَهِي أَنْ أَجْمَعَ الأَشْرَافَ وَالْوُلاةَ وَالشَّعْبَ لِتَسْجِيلِ أَنْسَابِهِمْ حَسَبَ عَائِلاتِهِمْ، فَعَثَرْتُ عَلَى سِجِلِّ أَنْسَابِ الَّذِينَ جَاءُوا أَوَّلاً مِنَ السَّبْيِ، وَوَجَدْتُ مُدَوَّناً فِيهِ:
6 هَؤُلاءِ هُمْ أَبْنَاءُ الْبِلادِ الَّذِينَ رَجَعُوا مِنْ سَبْيِ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ: 7 الَّذِينَ وَفَدُوا مَعَ زَرُبَّابِلَ وَيَشُوعَ وَنَحَمْيَا وَعَزَرْيَا وَرَعَمْيَا وَنَحْمَانِي وَمُرْدَخَايَ وَبِلْشَانَ وَمِسْفَارَثَ وَبِغْوَايَ وَنَحُومَ وَبَعْنَةَ. وَهَذَا بَيَانٌ بِعَدَدِ رِجَالِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ: 8 بَنُو فَرْعُوشَ: أَلْفَانِ وَمِئَةٌ وَاثْنَانِ وَسَبْعُونَ. 9 بَنُو شَفَطْيَا: ثَلاثُ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَسَبْعُونَ. 10 بَنُو آرَحَ: سِتُّ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَخَمْسُونَ. 11 بَنُو فَحَثَ مُوآبَ مِنْ نَسْلِ يَشُوعَ وَيُوآبَ: أَلْفَانِ وَثَمَانِي مِئَةٍ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ. 12 بَنُو عِيلامَ: أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَأَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ. 13 بَنُو زَتُّو: ثَمَانِي مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ. 14 بَنُو زَكَّايَ: سَبْعُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ. 15 بَنُو بَنُّوِي: سِتُّ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةٌ وَأَرْبَعُونَ. 16 بَنُو بَابَايَ: سِتُّ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ. 17 بَنُو عَزْجَدَ: أَلْفَانِ وَثَلاثُ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ. 18 بَنُو أَدُونِيقَامَ: سِتُّ مِئَةٍ وَسَبْعَةٌ وَسِتُّونَ. 19 بَنُو بِغْوَايَ: أَلْفَانِ وَسَبْعَةٌ وَسِتُّونَ. 20 بَنُو عَادِينَ: سِتُّ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَخَمْسُونَ. 21 بَنُو أَطِّيرَ مِنْ نَسْلِ حَزَقِيَّا: ثَمَانِيَةٌ وَتِسْعُونَ. 22 بَنُو حَشُومَ: ثَلاثُ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ. 23 بَنُو بِيصَايَ: ثَلاثُ مِئَةٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ. 24 بَنُو حَارِيفَ: مِئَةٌ وَاثْنَا عَشَرَ.
25 (وَقَدْ عَادَ مِنْ أَهْلِ الْمُدْنِ التَّالِيَةِ الَّتِي عَاشَ آبَاؤُهُمْ فِيهَا) مِنْ أَهْلِ جِبْعُونَ: خَمْسَةٌ وَتِسْعُونَ. 26 مِنْ أَهْلِ بَيْتِ لَحْمٍ وَنَطُوفَةَ: مِئَةٌ وَثَمَانِيَةٌ وَثَمَانُونَ. 27 مِنْ أَهْلِ عَنَاثُوثَ: مِئَةٌ وَثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ. 28 مِنْ أَهْلِ بَيْتِ عَزْمُوتَ: اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ. 29 مِنْ أَهْلِ قَرْيَةِ يَعَارِيمَ كَفِيرَةَ وَبَئِيرُوتَ: سَبْعُ مِئَةٍ وَثَلاثَةٌ وَأَرْبَعُونَ. 30 مِنْ أَهْلِ الرَّامَةِ وَجَبَعَ: سِتُّ مِئَةٍ وَوَاحِدٌ وَعِشْرُونَ. 31 مِنْ أَهْلِ مِخْمَاسَ: مِئَةٌ وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ. 32 مِنْ أَهْلِ بَيْتِ إِيلَ وَعَايَ: مِئَةٌ وَثَلاثَةٌ وَعِشْرُونَ. 33 مِنْ أَهْلِ نَبُو الأُخْرَى: اثْنَانِ وَخَمْسُونَ. 34 مِنْ أَهْلِ عِيلامَ الآخَرِ: أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَأَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ. 35 مِنْ أَهْلِ حَارِيمَ: ثَلاثُ مِئَةٍ وَعِشْرُونَ. 36 مِنْ أَهْلِ أَرِيحَا: ثَلاثُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ. 37 مِنْ أَهْلِ لُودَ وَحَادِيدَ وَأُونُو: سَبْعُ مِئَةٍ وَوَاحِدٌ وَعِشْرُونَ. 38 مِنْ أَهْلِ سَنَاءَةَ: ثَلاثَةُ آلافٍ وَتِسْعُ مِئَةٍ وَثَلاثُونَ.
39 وَهَذِهِ عَشَائِرُ الْكَهَنَةِ الْعَائِدِينَ مِنَ السَّبْيِ: مِنْ بَنِي يَدْعِيَا مِنْ نَسْلِ يَشُوعَ: تِسْعُ مِئَةٍ وَثَلاثَةٌ وَسَبْعُونَ. 40 بَنُو إِمِّيرَ: أَلْفٌ وَاثْنَانِ وَخَمْسُونَ. 41 بَنُو فَشْحُورَ: أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَسَبْعَةٌ وَأَرْبَعُونَ. 42 بَنُو حَارِيمَ: أَلْفٌ وَسَبْعَةَ عَشَرَ.
43 أَمَّا عَشَائِرُ اللّاوِيِّينَ فَهُمْ: بَنُو يَشُوعَ مِنْ نَسْلِ قَدْمِيئِيلَ مِنْ أَحْفَادِ هُودُويَا: أَرْبَعَةٌ وَسَبْعُونَ. 44 الْمُغَنُّونَ مِنْ بَنِي آسَافَ: مِئَةٌ وَثَمَانِيَةٌ وَأَرْبَعُونَ.
45 حُرَّاسُ أَبْوَابِ الْهَيْكَلِ مِنْ بَنِي شَلُّومَ، وَأَطِيرَ وَطَلْمُونَ وَعَقُّوبَ وَحَطِيطَا وَشُوبَايَ: مِئَةٌ وَثَمَانِيَةٌ وَثَلاثُونَ.
46 خُدَّامُ الْهَيْكَلِ: بَنُو صِيحَا وَحَسُوفَا وَطَبَاعُوتَ، 47 وَقِيرُوسَ وَسِيعَا وَفَادُونَ، 48 وَلَبَانَةَ وَحَجَابَا وَسَلْمَايَ، 49 وَحَانَانَ وَجَدِيلَ وَجَاحَرَ، 50 وَرَآيَا وَرَصِينَ وَنَقُودَا، 51 وَجَزَامَ وَعَزَا وَفَاسِيحَ، 52 وَبِيسَايَ وَمَعُونِيمَ وَنَفِيشَسِيمَ، 53 وَبَقْبُوقَ وَحَقُوفَا وَحَرْحُورَ، 54 وَبَصْلِيتَ وَمَحِيدَا وَحَرْشَا، 55 وَبَرْقُوسَ وَسِيسَرَا وَتَامَحَ، 56 وَنَصِيحَ وَحَطِيفَا.
57 وَمِنْ نَسْلِ رِجَالِ سُلَيْمَانَ الْعَائِدِينَ مِنَ السَّبْيِ: بَنُو سُوطَايَ، وَسُوفَرَثَ وَفَرِيدَا، 58 وَيَعْلا وَدَرْقُونَ وَجَدِيلَ، 59 وَشَفَطْيَا وَحَطِّيلَ وَفُوخَرَةِ الظِّبَاءِ وَآمُونَ. 60 فَكَانَتْ جُمْلَةُ عَدَدِ الْعَائِدِينَ مِنْ بَنِي خُدَّامِ الْهَيْكَلِ وَرِجَالِ سُلَيْمَانَ ثَلاثَ مِئَةٍ وَاثْنَيْنِ وَتِسْعِينَ رَجُلاً.
61 وَهَذَا بَيَانٌ بِعَشَائِرِ الْعَائِدِينَ مِنْ تَلِّ مِلْحٍ وَتَلِّ حَرْشَا كَرُوبَ وَأَدُونَ وَإِمِّيرَ مِمَّنْ أَخْفَقُوا فِي إِثْبَاتِ انْتِمَاءِ بُيُوتِ آبَائِهِمْ وَنَسْلِهِمْ إِلَى إِسْرَائِيلَ: 62 بَنُو دَلايَا وَطُوبِيَّا وَنَقُودَا: سِتُّ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ. 63 وَمِنَ الْكَهَنَةِ: بَنُو حَبَابَا وَهَقُّوصَ وَبَرْزِلّايَ الَّذِي تَزَوَّجَ مِنْ بَنَاتِ بَرْزِلّايَ الْجِلْعَادِيِّ وَانْتَسَبَ إِلَيْهِمْ. 64 هَؤُلاءِ مُنِعُوا مِنْ مُمَارَسَةِ خِدْمَةِ الْكَهَنُوتِ، إِذْ لَمْ تُوْجَدْ أَنْسَابُهُمْ مُدَوَّنَةً فِي سِجِلاتِ الْكَهَنَةِ، 65 لِذَلِكَ أَمَرَهُمُ الْحَاكِمُ أَلّا يَتَنَاوَلُوا مِنْ طَعَامِ الْكَهَنَةِ إِلَى أَنْ يَحْضُرَ كَاهِنٌ يَقْدِرُ أَنْ يَسْتَخْدِمَ الأُورِيمَ وَالتُّمِّيمَ (لِيَفْصِلَ فِي الأَمْرِ). 66 فَكَانَتْ جُمْلَةُ الْعَائِدِينَ مِنَ السَّبْيِ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ أَلْفاً وَثَلاثَ مِئَةٍ وَسِتِّينَ رَجُلاً، 67 فَضْلاً عَنْ عَبِيدِهِمْ وَإِمَائِهِمْ الَّذِينَ بَلَغَ مَجْمُوعُهُمْ سَبْعَةَ آلافٍ وَثَلاثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاثِينَ. أَمَّا الْمُغَنُّونَ وَالْمُغَنِّيَاتُ فَكَانُوا مِئَتَيْنِ وَخَمْسَةً وَأَرْبَعِينَ. 68 وَكَانَ مَعَهُمْ مِنَ الْخَيْلِ سَبْعُ مِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ، وَمِنَ الْبِغَالِ مِئَتَانِ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ. 69 وَمِنَ الْجِمَالِ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَثَلاثُونَ، وَمِنَ الْحَمِيرِ سِتَّةُ آلافٍ وَسَبْعُ مِئَةٍ وَعِشْرُونَ.
70 وَتَبَرَّعَ بَعْضُ الرُّؤَسَاءِ بِأَمْوَالٍ لِلْعَمَلِ فِي بَيْتِ الرَّبِّ، فَتَبَرَّعَ الْحَاكِمُ لِلْخَزِينَةِ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ مِنَ الذَّهَبِ وَخَمْسِينَ مِنْضَحَةً وَخَمْسِ مِئَةٍ وَثَلاثِينَ قَمِيصاً لِلْكَهَنَةِ. 71 وَقَدَّمَ بَعْضُ رُؤَسَاءِ الْعَائِلاتِ لِخَزِينَةِ الْعَمَلِ رِبْوَتَيْنِ (نَحْوَ مِئَةٍ وَسَبْعِينَ كِيلُو جِرَاماً) مِنَ الذَّهَبِ، وَأَلْفَيْنِ وَمِئَتَيْ مَناً (نَحْوَ طُنٍّ وَثُلْثِ الطُّنِّ) مِنَ الْفِضَّةِ. 72 وَأَمَّا مَا قَدَّمَهُ بَقِيَّةُ الشَّعْبِ فَكَانَ سِتَّ رِبْوَاتٍ (نَحْوَ خَمْسِ مِئَةٍ وَعَشْرِ كِيلُو جِرَاماً) مِنَ الذَّهَبِ، وَأَلْفَيْ مَناً (نَحْوَ طُنٍّ وَرُبْعِ الطُّنِّ) مِنَ الْفِضَّةِ وَسَبْعَةً وَسِتِّينَ قَمِيصاً لِلْكَهَنَةِ. 73 وَسَكَنَ الْكَهَنَةُ وَاللّاوِيُّونَ وَحَرَسُ الأَبْوَابِ وَالْمُغَنُّونَ وَبَعْضُ الشَّعْبِ وَخُدَّامُ الْهَيْكَلِ وَسَائِرُ إِسْرَائِيلَ فِي مُدُنِهِمْ. وَمَا إِنْ أَهَلَّ الشَّهْرُ السَّابِعُ (سِبْتَمْبَر – أَيْلُولُ) حَتَّى كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ قَدِ اسْتَقَرُّوا فِي مُدُنِهِمْ.
1 ثُمَّ اجْتَمَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ فِي السَّاحَةِ الْوَاقِعَةِ أَمَامَ بَوَّابَةِ الْمَاءِ، وَطَلَبُوا مِنْ عِزْرَا الْكَاتِبِ أَنْ يَأْتِيَ بِسِفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى الَّتِي أَمَرَ بِها الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ. 2 فَأَخْرَجَ عِزْرَا الْكَاتِبُ سِفْرَ الشَّرِيعَةِ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ السَّابِعِ، وَنَشَرَهُ أَمَامَ الْجَمَاعَةِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَكُلِّ مَنْ يَفْهَمُ مَا يَسْمَعُ، 3 وَقَرَأَ مِنْهُ أَمَامَ السَّاحَةِ الْوَاقِعَةِ قُبَالَةَ بَوَّابَةِ الْمَاءِ مِنَ الصَّبَاحِ حَتَّى انْتِصَافِ النَّهَارِ، فِي حَضْرَةِ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْفَاهِمِينَ، الَّذِينَ أَرْهَفُوا آذَانَهُمْ لِلاسْتِمَاعِ إِلَى كَلِمَاتِ سِفْرِ الشَّرِيعَةِ. 4 وَوَقَفَ عِزْرَا الْكَاتِبُ عَلَى مِنْبَرٍ مِنْ خَشَبٍ أَعَدُّوهُ خِصِّيصاً لِهَذِهِ الْمُنَاسَبَةِ، وَوَقَفَ إِلَى جِوَارِهِ عَنْ يَمِينِهِ كُلٌّ مِنْ مَتَّثْيَا وَشَمَعَ وَعَنَايَا وَأُورِيَّا وَحِلْقِيَّا وَمَعْسِيَا، وَعَنْ شِمَالِهِ فَدَايَا وَمِيشَائِيلُ وَمَلْكِيَّا وَحَشُومُ وَحَشْبَدَّانَةُ وَزَكَرِيَّا وَمَشُلّامُ. 5 وَإِذْ كَانَ عِزْرَا الْكَاتِبُ يَقِفُ عَلَى مَكَانٍ مُرْتَفِعٍ بِحَيْثُ يَرَاهُ جَمِيعُ الْحَاضِرِينَ، فَتَحَ السِّفْرَ عَلَى مَرْأَى مِنْ كُلِّ الشَّعْبِ الَّذِينَ وَقَفُوا احْتِرَاماً. 6 وَبَارَكَ عِزْرَا الرَّبَّ الإِلَهَ الْعَظِيمَ، وَأَجَابَ الشَّعْبُ كُلُّهُ: «آمِين، آمِين» بِأَيْدٍ مَرْفُوعَةٍ. ثُمَّ أَكَبُّوا بِوُجُوهِهِمْ نَحْوَ الأَرْضِ سَاجِدِينَ لِلرَّبِّ. 7 وَشَرَعَ يَشُوعُ وَبَانِي وَشَرَبْيَا، وَيَامِينُ، وَعَقُّوبُ وَشَبْتَايُ وَهُودِيَّا وَمَعْسِيَا وَقَلِيطَا وَعَزَرْيَا وَيُوزَابَادُ وَحَنَانُ وَفَلايَا وَاللّاوِيُّونَ يَشْرَحُونَ لِلشَّعْبِ الشَّرِيعَةَ وَالشَّعْبُ وَاقِفٌ فِي أَمَاكِنِهِ، 8 وَقَرَأُوا مِنْ سِفْرِ شَرِيعَةِ اللهِ بِوُضُوحٍ، وَفَسَّرُوا مُحْتَوَيَاتِهِ، بِحَيْثُ فَهِمَ الشَّعْبُ مَا كَانَ يُقْرَأُ.
9 وَإِذْ بَكَى الشَّعْبُ لَدَى سَمَاعِهِمْ نَصَّ الشَّرِيعَةِ، خَاطَبَهُمْ نَحَمْيَا الْوَالِي وَعِزْرَا الْكَاتِبُ وَاللّاوِيُّونَ الَّذِينَ عَلَّمُوا الشَّعْبَ قَائِلِينَ: «لا تَنُوحُوا وَلا تَبْكُوا، فَهَذَا الْيَوْمُ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ» 10 ثُمَّ اسْتَطْرَدَ نَحَمْيَا: «اذْهَبُوا وَاحْتَفِلُوا آكِلِينَ أَطَايِبَ الطَّعَامِ، وَشَارِبِينَ حُلْوَ الشَّرَابِ، وَابْعَثُوا أَنْصِبَةً لِمَنْ لَمْ يُعَدَّ لَهُمْ. وَلا تَحْزَنُوا لأَنَّ هَذَا الْيَوْمَ مُقَدَّسٌ لِسَيِّدِنَا، فَفَرَحُ الرَّبِّ هُوَ قُوَّتُكُمْ». 11 وَأَخَذَ اللّاوِيُّونَ يُهَدِّئُونَ كُلَّ الشَّعْبِ قَائِلِينَ: «كُفُّوا، لأَنَّ الْيَوْمَ مُقَدَّسٌ فَلا تَحْزَنُوا». 12 فَمَضَى الشَّعْبُ كُلُّهُ لِيَأْكُلَ وَيَشْرَبَ وَيَبْعَثَ بِأَنْصِبَةٍ وَيَحْتَفِلَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ، لأَنَّهُ فَهِمَ نَصَّ الشَّرِيعَةِ الَّتِي عَلَّمُوهُ إِيَّاهَا.
13 وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي حَضَرَ رُؤَسَاءُ عَائِلاتِ جَمِيعِ الشَّعْبِ وَالْكَهَنَةِ وَاللّاوِيُّونَ إِلَى عِزْرَا الْكَاتِبِ لِيُفْهِمَهُمْ نَصَّ الشَّرِيعَةِ، 14 فَوَجَدُوا أَنَّهُ مُدَوَّنٌ فِي الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَمَرَ بِها الرَّبُّ عَلَى لِسَانِ مُوسَى أَنَّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ الإِقَامَةَ فِي مَظَلّاتٍ فِي الْعِيدِ الْوَاقِعِ فِي الشَّهْرِ السَّابِعِ، 15 وَالدَّعْوَةَ والمُنَادَاةَ فِي كُلِّ مُدُنِهِمْ وَأُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ: «انْطَلِقُوا إِلَى الْجَبَلِ وَاجْلِبُوا أَغْصَانَ زَيْتُونٍ عَادِيٍّ وَبَرِّيٍّ، وَأَغْصَانَ آسٍ وَنَخْلٍ، وَأَغْصَانَ أَشْجَارٍ كَثِيفَةِ الأَوْرَاقِ لِصُنْعِ مَظَلاتٍ»، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ. 16 فَانْطَلَقَ الشَّعْبُ إِلَى التِّلالِ وَجَلَبُوا الأَغْصَانَ، وَصَنَعُوا لأَنْفُسِهِمْ مَظَلّاتٍ أَقَامُوهَا عَلَى سُطُوحِ بُيُوتِهِمْ، وَفِي سَاحَاتِ دُورِهِمْ، وَفِي فِنَاءِ الْهَيْكَلِ، وَفِي سَاحَةِ بَوَّابَةِ الْمَاءِ، وَفِي سَاحَةِ بَوَّابَةِ أَفْرَايِمَ. 17 وَهَكَذَا صَنَعَ كُلُّ الرَّاجِعِينَ مِنَ السَّبْيِ مَظَلّاتٍ أَقَامُوا فِيهَا، لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَحْتَفِلُوا هَكَذَا مُنْذُ أَيَّامِ يَشُوعَ بْنِ نُونٍ إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَعَمَّهُمْ فَرَحٌ عَظِيمٌ جِدّاً. 18 أَمَّا سِفْرُ شَرِيعَةِ الرَّبِّ فَكَانَ يُتْلَى مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ طَوَالَ أَيَّامِ الْعِيدِ السَّبْعَةِ. وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ اعْتَكَفَ الشَّعْبُ بِمُوْجِبِ مَرَاسِيمِ شَرِيعَةِ مُوسَى.
1 وَفِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ ذَاتِهِ، اجْتَمَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ صَائِمِينَ وَمُرْتَدِينَ الْمُسُوحَ وَمُعَفَّرِي الرُّؤُوسِ بِالتُّرَابِ. 2 وَعَزَلَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَنْفُسَهُمْ عَنِ الْغُرَبَاءِ، وَوَقَفُوا مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ وَخَطَايَا آبَائِهِمْ، 3 وَمَكَثُوا فِي أَمَاكِنِهِمْ حَيْثُ تُلِيَ عَلَيْهِمْ مِنْ سِفْرِ شَرِيعَةِ الرَّبِّ إِلَهِهِمْ رُبْعَ النَّهَارِ، وَحَمَدُوا وَسَجَدُوا لَهُ فِي الرُّبْعِ الأَخِيرِ.
4 وَوَقَفَ يَشُوعُ وَبَانِي وَقَدْمِيئِيلُ وَشَبَنْيَا وَبُنِّي وَشَرَبْيَا وَبَانِي وَكَنَانِي عَلَى دَرَجِ اللّاوِيِّينَ، وَهَتَفُوا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِهِمْ. 5 وَنَادَى اللّاوِيُّونَ: يَشُوعُ وَقَدْمِيئِيلُ وَبَانِي وَحَشَبْنِيَا وَشَرَبْيَا وَهُودِيَّا وَشَبَنْيَا وَفَتَحْيَا قَائِلِينَ: «قُومُوا وَبَارِكُوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ مِنَ الأَزَلِ إِلَى الأَبَدِ، وَلْيَتَبَارَكِ اسْمُكَ الْمَجِيدُ الْمُتَعَالِي فَوْقَ كُلِّ بَرَكَةٍ وَتَسْبِيحٍ. 6 أَنْتَ وَحْدَكَ هُوَ الرَّبُّ. أَنْتَ صَانِعُ السَّمَاوَاتِ وَسَمَاءِ السَّمَاوَاتِ، وُكُلِّ كَوَاكِبِهَا، وَالأَرْضِ وَجَمِيعِ مَا عَلَيْهَا، وَالْبِحَارِ وَكُلِّ مَا فِيهَا. أَنْتَ تُحْيِيهَا، وُكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ يَسْجُدُونَ لَكَ. 7 أَنْتَ هُوَ الرَّبُّ الإِلَهُ الَّذِي اخْتَرْتَ أَبْرَامَ وَأَخْرَجْتَهُ مِنْ أُورِ الْكِلْدَانِيِّينَ وَدَعَوْتَهُ إِبْرَاهِيمَ، 8 وَقَدْ وَجَدْتَ قَلْبَهُ خَالِصَ الْوَلاءِ لَكَ، فَقَطَعْتَ لَهُ عَهْداً أَنْ تَهَبَهُ أَرْضَ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ فَيَرِثَهَا نَسْلُهُ. وَقَدْ حَقَّقْتَ وَعْدَكَ لأَنَّكَ صَادِقٌ. 9 أَنْتَ رَأَيْتَ مَذَلَّةَ آبَائِنَا فِي مِصْرَ وَاسْتَجَبْتَ إِلَى صُرَاخِهِمْ عِنْدَ الْبَحْرِ الأَحْمَرِ، 10 فَأَجْرَيْتَ عَجَائِبَ وَآيَاتٍ عَلَى فِرْعَوْنَ وَعَلَى سَائِرِ رِجَالِهِ وَعَلَى شَعْبِ أَرْضِهِ كُلِّهِ، لأَنَّكَ عَلِمْتَ أَنَّهُمْ تَجَبَّرُوا عَلَيْهِمْ، فَأَشْهَرْتَ بِهَذِهِ الْعَجَائِبِ اسْمَكَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ، 11 إِذْ فَلَقْتَ الْبَحْرَ أَمَامَ آبَائِنَا، فَاجْتَازُوا فِي وَسَطِهِ عَلَى الْيَابِسَةِ، وَطَرَحْتَ مُطَارِدِيهِمْ فِي الأَعْمَاقِ كَمَا يُطْرَحُ حَجَرٌ فِي مِيَاهٍ هَائِجَةٍ، 12 وَهَدَيْتَهُمْ بِعَمُودِ سَحَابٍ نَهَاراً، وَبِعَمُودِ نَارٍ لَيْلاً، لِتُضِيءَ لَهُمْ طَرِيقَهُمْ الَّتِي هُمْ فِيهَا سَالِكُونَ، 13 وَنَزَلْتَ عَلَى جَبَلِ سِينَاءَ وَخَاطَبْتَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ، وَأَعْطَيْتَهُمْ أَحْكَاماً مُسْتَقِيمَةً وَشَرَائِعَ صَادِقَةً وَفَرَائِضَ وَوَصَايَا صَالِحَةً، 14 وَلَقَّنْتَهُمْ حِفْظَ سَبْتِكَ الْمُقَدَّسِ، وَأَمَرْتَهُمْ بِمُمَارَسَةِ وَصَايَا وَفَرَائِضَ وَشَرَائِعَ عَلَى لِسَانِ مُوسَى عَبْدِكَ، 15 وَأَشْبَعْتَ جُوعَهُمْ بِخُبْزٍ مِنَ السَّمَاءِ، وَفَجَّرْتَ لَهُمْ مَاءً مِنَ الصَّخْرَةِ إِرْوَاءً لِعَطَشِهِمْ، وَأَمَرْتَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوا وَيَرِثُوا الأَرْضَ الَّتِي أَقْسَمْتَ أَنْ تَهَبَهَا لَهُمْ.
16 وَلَكِنَّ أَسْلافَنَا وَآبَاءَنَا طَغَوْا وَقَسَّوْا قُلُوبَهُمْ وَلَمْ يُطِيعُوا وَصَايَاكَ، 17 وَأَبَوْا أَنْ يَسْمَعُوا، وَتَجَاهَلُوا عَجَائِبَكَ الَّتِي أَجْرَيْتَهَا لَهُمْ، وَأَغْلَظُوا قُلُوبَهُمْ، ثُمَّ تَمَرَّدُوا وَنَصَبُوا عَلَيْهِمْ قَائِداً لِيَرْجِعُوا إِلَى عُبُودِيَّتِهِمْ، وَلَكِنَّكَ إِلَهٌ غَفُورٌ وَحَنَّانٌ وَرَحِيمٌ وَحَكِيمٌ وَكَثِيرُ الإِحْسَانِ، فَلَمْ تَتَخَلَّ عَنْهُمْ، 18 مَعَ أَنَّهُمْ سَبَكُوا لأَنْفُسِهِمْ عِجْلاً وَقَالُوا: ’هَذَا هُوَ إِلَهُكُمْ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ مِصْرَ‘ فَاقْتَرَفُوا بِذَلِكَ إِثْماً عَظِيماً. 19 فَأَنْتَ بِفَائِقِ رَحْمَتِكَ لَمْ تَنْبِذْهُمْ فِي الصَّحْرَاءِ، وَلَمْ يُفَارِقْهُمْ عَمُودُ السَّحَابِ الَّذِي هَدَاهُمْ فِي الطَّرِيقِ نَهَاراً، وَلا عَمُودُ النَّارِ الَّذِي أَضَاءَ لَهُمْ مَسَالِكَهُمْ الَّتِي يَسِيرُونَ فِيهَا لَيْلاً. 20 وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ بِرُوحِكَ الصَّالِحِ لِيُلَقِّنَهُمْ، وَلَمْ تَمْنَعْ مَنَّكَ عَنْ أَفْوَاهِهِمْ، وَوَفَّرْتَ لَهُمْ مَاءً لإِرْوَاءِ عَطَشِهِمْ. 21 وَعُلْتَهُمْ طَوَالَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي الصَّحْرَاءِ، فَلَمْ يُعْوِزْهُمْ شَيْءٌ، وَلَمْ تَبْلَ ثِيَابُهُمْ وَلا تَوَرَّمَتْ أَقْدَامُهُمْ، 22 وَوَهَبْتَ لَهُمْ مَمَالِكَ وَأُمَماً، وَوَزَّعْتَ عَلَيْهِمْ أَنْصِبَةً فِي أَقْصَى الْبِلادِ فَامْتَلَكُوا بِلادَ سِيحُونَ وَأَرْضَ مَلِكِ حَشْبُونَ وَدِيَارَ عُوجٍ مَلِكِ بَاشَانَ، 23 وَأَكْثَرْتَ نَسْلَهُمْ فَصَارُوا كَنُجُومِ السَّمَاءِ عَدَداً، وَأَتَيْتَ بِهِمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي وَعَدْتَ آباءَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا وَيَرِثُوهَا، 24 فَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا الأَبْنَاءُ وَوَرِثُوا الأَرْضَ بَعْدَ أَنْ أَخْضَعْتَ لَهُمْ سُكَّانَهَا الْكَنْعَانِيِّينَ، وَأَسْلَمْتَهُمْ لَهُمْ مَعَ مُلُوكِهِمْ وَأُمَمِ الْبِلادِ لِيَصْنَعُوا بِهِمْ حَسَبَ مَا يَطِيبُ لَهُمْ. 25 فَتَمَلَّكُوا مُدُناً حَصِينَةً وَأَرْضاً خَصِيبَةً، وَوَرِثُوا بُيُوتاً تَفِيضُ خَيْراً، وَآبَاراً مَحْفُورَةً، وَكُرُوماً وَزَيْتُوناً وَأَشْجَاراً مُثْمِرَةً كَثِيرَةً، فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا وَسَمِنُوا وَتَمَتَّعُوا بِخَيْرِكَ الْعَمِيمِ. 26 وَمَعَ ذَلِكَ ثَارُوا عَلَيْكَ وَتَمَرَّدُوا وَطَرَحُوا شَرِيعَتَكَ خَلْفَ ظُهُورِهِمْ، وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ الَّذِينَ حَذَّرُوهُمْ وَأَنْذَرُوهُمْ لِيَرْتَدُّوا إِلَيْكَ، وَارْتَكَبُوا الشُّرُورَ الْفَوَاحِشَ. 27 عِنْدَئِذٍ أَسْلَمْتَهُمْ لِمُضَايِقِيهِمْ، فَسَامُوهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ. وَفِي ضِيقِهِمِ اسْتَغَاثُوا بِكَ، فَاسْتَجَبْتَ مِنَ السَّمَاءِ. وَبِفَضْلِ مَرَاحِمِكَ الْغَزِيرَةِ بَعَثْتَ مَنْ أَنْقَذَهُمْ مِنْ يَدِ مُضَايِقِيهِمْ. 28 وَلَكِنْ مَا إِنِ اسْتَقَرَّ لَهُمُ الأَمْرُ حَتَّى رَجَعُوا يَرْتَكِبُونَ الشَّرَّ أَمَامَكَ، فَأَسْلَمْتَهُمْ إِلَى أَعْدَائِهِمِ الَّذِينَ تَسَلَّطُوا عَلَيْهِمْ، فَعَادُوا يَسْتَغِيثُونَ بِكَ، فَاسْتَمَعْتَ إِلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ وَأَنْقَذْتَهُمْ بِفَضْلِ مَرَاحِمِكَ الْوَفِيرَةِ، أَحْيَاناً كَثِيرَةً 29 وَأَنْذَرْتَهُمْ لِتَرُدَّهُمْ إِلَى شَرِيعَتِكَ. غَيْرَ أَنَّهُمْ طَغَوْا وَتَمَرَّدُوا عَلَى وَصَايَاكَ وَأَخْطَأُوا ضِدَّ أَحْكَامِكَ، الَّتِي إِنْ مَارَسَهَا إِنْسَانٌ يَحْيَا بِها، وَاعْتَصَمُوا بِعِنَادِهِمْ وَأَغْلَظُوا قُلُوبَهُمْ وَلَمْ يُطِيعُوا. 30 لَقَدْ تَحَمَّلْتَهُمْ سِنِينَ كَثِيرَةً، وَحَذَّرْتَهُمْ بِرُوحِكَ عَلَى لِسَانِ أَنْبِيَائِكَ فَلَمْ يُصْغُوا، فَأَسْلَمْتَهُمْ لِعُبُودِيَّةِ أُمَمِ الْبِلادِ. 31 وَلَكِنْ مِنْ أَجْلِ مَرَاحِمِكَ الْعَمِيمَةِ لَمْ تُبِدْهُمْ، وَلَمْ تَتَخَلَّ عَنْهُمْ، لأَنَّكَ إِلَهٌ حَنَّانٌ رَحِيمٌ.
32 وَالآنَ يَا إِلَهَنَا، أَيُّهَا الإِلَهُ الْعَظِيمُ الْجَبَّارُ الْمَرْهُوبُ حَافِظُ الْعَهْدِ وَمُغْدِقُ الرَّحْمَةِ، لَا تَسْتَصْغِرْ كُلَّ الْمَشَقَّاتِ الَّتِي أَصَابَتْنَا نَحْنُ وَمُلُوكَنَا وَرُؤَسَاءَنَا وَكَهَنَتَنَا وَأَنْبِيَاءَنَا وَآبَاءَنَا وَكُلَّ شَعْبِكَ، مُنْذُ أَيَّامِ مُلُوكِ أَشُّورَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ، 33 فَقَدْ كُنْتَ عَادِلاً فِي كُلِّ مَا حَلَّ بِنَا، لأَنَّكَ عَاقَبْتَنَا بِالْحَقِّ، وَنَحْنُ الَّذِينَ أَذْنَبْنَا. 34 وَلَمْ يُطِعْ مُلُوكُنَا وَرُؤَسَاؤُنَا وَكَهَنَتُنَا وَآبَاؤُنَا شَرِيعَتَكَ، وَلا اسْتَمَعُوا إِلَى وَصَايَاكَ وَتَحْذِيرَاتِكَ الَّتِي أَنْذَرْتَهُمْ بِها. 35 وَلَمْ يَعْبُدُوكَ فِي مُلْكِهِمْ، وَلا حِينَ كَانُوا يَتَمَتَّعُونَ بِخَيْرِكَ الْعَمِيمِ الَّذِي أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيْهِمْ، وَلا فِي أَرْضِهِمِ الشَّاسِعَةِ الْخَصِيبَةِ الَّتِي بَسَطْتَهَا أَمَامَهُمْ، وَلَمْ يَرْتَدُّوا عَنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِهِمْ. 36 وَهَا نَحْنُ الْيَوْمَ مُسْتَعْبَدُونَ فِي الأَرْضِ الَّتِي وَهَبْتَهَا لِآبَائِنَا لِيَأْكُلُوا أَثْمَارَهَا وَخَيْرَهَا. 37 تَذْهَبُ غَلَّاتُهَا الْوَفِيرَةُ إِلَى الْمُلُوكِ الَّذِينَ سَلَّطْتَهُمْ عَلَيْنَا مِنْ جَرَّاءِ مَعَاصِينَا، وَهُمْ يَتَحَكَّمُونَ فِي أَجْسَادِنَا وَبَهَائِمِنَا كَمَا يَطِيبُ لَهُمْ، بَيْنَمَا نَحْنُ فِي كَرْبٍ شَدِيدٍ.
38 فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كُلِّهِ هَا نَحْنُ نُبْرِمُ مَعَكَ مِيثَاقاً مَكْتُوباً يُوَقِّعُهُ رُؤَسَاؤُنَا وَلاوِيُّونَا وَكَهَنَتُنَا».
1 أَمَّا الَّذِينَ وَقَّعُوا عَلَى الْمِيثَاقِ فَهُمُ: الْحَاكِمُ نَحَمْيَا بْنُ حَكَلْيَا وَصِدْقِيَّا، 2 وَسَرَايَا وَعَزَرْيَا وَيِرْمِيَا، 3 وَفَشْحُورُ وَأَمَرْيَا وَمَلْكِيَّا، 4 وَحَطُّوشُ وَشَبَنْيَا وَمَلُّوخُ، 5 وَحَارِيمُ وَمَرِيمُوثُ وَعُوبَدْيَا، 6 وَدَانِيآلُ وَجِنْثُونُ وَبَارُوخُ، 7 وَمَشُلّامُ وَأَبِيَّا وَمِيَّامِينُ، 8 وَمَعَزْيَا وَبِلْجَايُ وَشَمَعْيَا. وَجَمِيعُهُمْ مِنَ الْكَهَنَةِ. 9 وَمِنَ اللّاوِيِّينَ: يَشُوعُ بْنُ أَزَنْيَا وَبِنُّويُ مِنْ بَنِي حِينَادَادَ وَقَدْمِيئِيلُ، 10 وَأَقْرِبَاؤُهُمْ: شَبَنْيَا وَهُودِيَّا وَقَلِيطَا وَفَلايَا وَحَانَانُ، 11 وَمِيخَا وَرَحُوبُ وَحَشَبْيَا، 12 وَزَكُّورُ وَشَرَبْيَا وَشَبَنْيَا، 13 وَهُودِيَّا وَبَانِي وَبَنِينُو، 14 وَمِنْ رُؤَسَاءِ الشَّعْبِ: فَرْعُوشُ وَفَحَثُ مُوآبَ وَعِيلامُ وَزَتُّو وَبَانِي، 15 وَبُنِّي وَعَزْجَدُ وَبِيبَايُ، 16 وَأَدُونِيَّا وَبِغْوَايُ وَعَادِينُ، 17 وَآطِيرُ وَحَزَقِيَّا وَعَزُّورُ، 18 وَهُودِيَّا وَحَشُومُ وَبِيصَايُ، 19 وَحَارِيفُ وَعَنَاثُوثُ وَنِيبَايُ، 20 وَمَجْفِيعَاشُ وَمَشُلّامُ وَحَزِيرُ، 21 وَمَشِيزَبْئِيلُ وَصَادُوقُ وَيَدُّوعُ، 22 وَفَلَطْيَا وَحَنَانُ وَعَنَايَا، 23 وَهُوشَعُ وَحَنَنْيَا وَحَشُوبُ، 24 وَهَلُوحِيشُ وَفِلْحَا وَشُوبِيقُ، 25 وَرَحُومُ وَحَشَبْنَا وَمَعْسِيَا، 26 وَأَخِيَّا وَحَانَانُ وَعَانَانُ، 27 وَمَلُّوخُ وَحَرِيمُ وَبَعْنَةُ.
28 أَمَّا بَاقِي الشَّعْبِ وَالْكَهَنَةِ وَاللّاوِيِّينَ وَحُرَّاسِ أَبْوَابِ الْهَيْكَلِ وَالْمُرَتِّلِينَ وَخُدَّامِ الْهَيْكَلِ، وَكُلِّ الَّذِينَ اعْتَزَلُوا شُعُوبَ الأَرَاضِي وَالْتَفُّوا حَوْلَ شَرِيعَةِ اللهِ مَعَ نِسَائِهِمْ، وَسَائِرِ ذَوِي الْمَعْرِفَةِ وَالْفَهْمِ، 29 فَقَدِ انْضَمُّوا إِلَى إِخْوَتِهِمْ وَأَشْرَافِهِمْ، وَتَعَهَّدُوا مُقْسِمِينَ بِالالْتِزَامِ بِالسَّيْرِ فِي شَرِيعَةِ اللهِ الَّتِي أَعْلَنَهَا عَلَى لِسَانِ مُوسَى عَبْدِهِ، وَبِالْمُحَافَظَةِ عَلَى جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ سَيِّدِنَا وَأَحْكَامِهِ وَفَرَائِضِهِ، 30 كَمَا تَمَّ التَّعَهُّدُ بِعَدَمِ تَزْوِيجِ بَنَاتِنَا مِنْ أُمَمِ الأَرْضِ، وَلا تَزْوِيجِ أَبْنَائِنَا مِنْ بَنَاتِهِمْ، 31 وَرَفْضِ الشِّرَاءِ مِنْ شُعُوبِ الأَرْضِ الَّذِينَ يَأْتُونَ لِبَيْعِ بَضَائِعِهِمْ وَحُبُوبِهِمْ فِي يَوْمِ السَّبْتِ أَوْ فِي أَيِّ يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ الْمُقَدَّسَةِ، وَأَنْ نَمْتَنِعَ عَنْ زِرَاعَةِ الأَرْضِ كُلَّ سَنَةٍ سَابِعَةٍ وَنُلْغِيَ فِيهَا كُلَّ الدُّيُونِ. 32 وَفَرَضْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا جِزْيَةً سَنَوِيَّةً قَدْرُهَا ثُلْثُ شَاقِلٍ (أَيْ أَرْبَعُ جِرَامَاتِ) فِضَّةٍ، نَدْفَعُهَا لِنَفَقَاتِ خِدْمَةِ هَيْكَلِ إِلَهِنَا. 33 وَلِتَوْفِيرِ خُبْزِ التَّقْدِمَةِ وَالتَّقْدِمَةِ الدَّائِمَةِ وَالْمُحْرَقَةِ الْيَوْمِيَّةِ وَقَرَابِينِ السُّبُوتِ وَمَطَالِعِ الشُّهُورِ وَالأَعْيَادِ وَالأَقْدَاسِ وَذَبَائِحِ الْخَطِيئَةِ، لِلتَّكْفِيرِ عَنْ إِسْرَائِيلَ، وَلِلْقِيَامِ بِصِيَانَةِ بَيْتِ إِلَهِنَا. 34 ثُمَّ، نَحْنُ الْكَهَنَةَ وَاللّاوِيِّينَ وَالشَّعْبَ، أَلْقَيْنَا الْقُرْعَةَ لِنُقَرِّرَ مَتَى يَتَحَتَّمُ عَلَى كُلِّ عَائِلَةٍ مِنْ عَائِلاتِنَا أَنْ تَجْلِبَ تَقْدِمَاتِهَا السَّنَوِيَّةَ مِنَ الْحَطَبِ إِلَى بَيْتِ اللهِ، لإِحْرَاقِهَا عَلَى مَذْبَحِ الرَّبِّ إِلَهِنَا، كَمَا نَصَّتِ الشَّرِيعَةُ، 35 كَمَا أَلْزَمْنَا أَنْفُسَنَا بِحَمْلِ بَاكُورَاتِ أَرْضِنَا مِنَ الْمَحَاصِيلِ أَوْ مِنْ أَثْمَارِ الأَشْجَارِ سَنَةً فَسَنَةً إِلَى هَيْكَلِ إِلَهِنَا 36 وَكَذَلِكَ أَبْكَارِ أَبْنَائِنَا وَبَهَائِمِنَا وَمَوَاشِينَا مِنْ بَقَرٍ وَغَنَمٍ، فَنُحْضِرُهَا إِلَى هَيْكَلِ إِلَهِنَا إِلَى الْكَهَنَةِ الْخَادِمِينَ، كَمَا نَصَّتْ عَلَيْهِ الشَّرِيعَةُ. 37 وَتَعَهَّدْنَا أَيْضاً أَنْ نَأْتِيَ بِأَوَائِلِ عَجِينِنَا وَقَرَابِينِنَا وَثَمَرِ كُلِّ شَجَرَةٍ وَأَوَائِلِ الْخَمْرِ وَالزَّيْتِ إِلَى الْكَهَنَةِ إِلَى مَخَازِنِ هَيْكَلِ إِلَهِنَا، وَبِعُشْرِ مَحَاصِيلِ أَرْضِنَا إِلَى اللّاوِيِّينَ، لأَنَّ اللّاوِيِّينَ هُمُ الَّذِينَ يَجْمَعُونَ الْعُشُورَ مِنْ جَمِيعِ مُدُنِنَا الرِّيفِيَّةِ. 38 وَيَكُونُ كَاهِنٌ مِنْ ذُرِّيَّةِ هرُونَ مَعَ اللّاوِيِّينَ حِينَ يَقُومُونَ بِجَمْعِ الْعُشُورِ، فَيُوْدِعُ اللّاوِيُّونَ عُشْرَ الأَعْشَارِ فِي مَخَازِنِ هَيْكَلِ إِلَهِنَا، 39 لأَنَّ الشَّعْبَ وَأَبْنَاءَ اللّاوِيِّينَ هُمُ الَّذِينَ يَأْتُونَ بِتَقْدِمَاتِ الْقَمْحِ وَالْخَمْرِ وَالزَّيْتِ إِلَى الْمَخَازِنِ، حَيْثُ تُوجَدُ آنِيَةُ الْقُدْسِ وَالْكَهَنَةُ والْقَائِمُونَ بِالْخِدْمَةِ وَحُرَّاسُ أَبْوَابِ الْهَيْكَلِ وَالْمُرَتِّلُونَ. وَهَكَذَا لَا نُهْمِلُ هَيْكَلَ إِلَهِنَا.
1 وَسَكَنَ رُؤَسَاءُ الشَّعْبِ فِي أُورُشَلِيمَ. وَأَلْقَى سَائِرُ الشَّعْبِ الْقُرْعَةَ لِيَخْتَارُوا وَاحِداً مِنْ بَيْنِ كُلِّ عَشَرَةٍ لِيُقِيمَ فِي أُورُشَلِيمَ مَدِينَةِ الْقُدْسِ بَيْنَمَا يَتَوَزَّعُ التِّسْعَةُ الأَعْشَارِ الْبَاقُونَ عَلَى الْمُدُنِ. 2 وَبَارَكَ الشَّعْبُ جَمِيعَ الرِّجَالِ الَّذِينَ تَطَوَّعُوا لِلسَّكَنِ فِي أُورُشَلِيمَ.
3 وَهَذَا بَيَانٌ بِأَسْمَاءِ رُؤَسَاءِ الْبِلادِ الَّذِينَ اسْتَقَرُّوا فِي أُورُشَلِيمَ، وَإِنْ كَانَ بَعْضُ الإِسْرَائِيلِيِّينَ وَالْكَهَنَةِ وَاللّاوِيِّينَ وَخُدَّامِ الْهَيْكَلِ وَنَسْلِ رِجَالِ سُلَيْمَانَ أَقَامُوا فِي مُدُنِهِمْ، كُلُّ وَاحِدٍ فِي مُلْكِهِ. 4 وَاسْتَوْطَنَ فِي أُورُشَلِيمَ بَعْضُ بَنِي يَهُوذَا وَبَنِي بِنْيَامِينَ. فَمِنْ بَنِي يَهُوذَا: عَثَايَا بْنُ عُزِّيَّا بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أَمَرْيَا بْنِ شَفَطْيَا بْنِ مَهْلَلْئِيلَ مِنْ نَسْلِ فَارِصَ، 5 وَمَعْسِيَا بْنُ بَارُوخَ بْنِ كَلْحُوزَةَ بْنِ حَزَايَا بْنِ عَدَايَا بْنِ يُويَارِيبَ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ الشِّيلُونِيِّ. 6 فَكَانَتْ جُمْلَةُ الْمُقِيمِينَ فِي أُورُشَلِيمَ مِنْ نَسْلِ فَارِصَ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةً وَسِتِّينَ مِنْ ذَوِي الْبَأْسِ.
7 وَمِنْ بَنِي بِنْيَامِينَ: سَلُّو بْنُ مَشُلّامَ بْنِ يُوعِيدَ بْنِ فَدَايَا بْنِ قُولايَا بْنِ مَعْسِيَا بْنِ إِيثِيئِيلَ بْنِ يَشَعْيَا، 8 وَيَتْلُوهُ جَبَّايُ وَسَلّايُ. فَكَانُوا فِي جُمْلَتِهِمْ تِسْعَ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ رَجُلاً. 9 وَكَانَ يُوئِيلُ بْنُ زِكْرِي نَاظِراً عَلَيْهِمْ، وَيَهُوذَا بْنُ هَسْنُوآةَ مُسَاعِداً لَهُ.
10 وَمِنَ الْكَهَنَةِ: يَدَعْيَا بْنُ يُويَارِيبَ وَيَاكِينُ، 11 وَسَرَايَا بْنُ حِلْقِيَّا بْنِ مَشُلّامَ بْنِ صَادُوقَ بْنِ مَرَايُوثَ بْنِ أَخِيطُوبَ، رَئِيسِ كَهَنَةِ بَيْتِ اللهِ، 12 وَأَقْرِبَاؤُهُمُ الْقَائِمُونَ بِأَعْمَالِ صِيَانَةِ الْهَيْكَلِ وَخِدْمَتِهِ، الْبَالِغُ عَدَدُهُمْ ثَمَانِي مِئَةٍ وَاثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ، وَعَدَايَا بْنُ يُروحَامَ بْنِ فَلَلْيَا بْنِ أَمْصِي بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ فَشْحُورَ بْنِ مَلْكِيَّا، 13 وَأَقْرِبَاؤُهُ رُؤَسَاءُ بُيُوتَاتِ آبَائِهِمْ الْبَالِغُ عَدَدُهُمْ مِئَتَيْنِ وَاثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ. وَعَمْشِسَايُ بْنُ عَزَرْئِيلَ بْنِ أَخْزَايَ بْنِ مَشْلِيمُوثَ بْنِ إِمِّيرَ، 14 وَأَقْرِبَاؤُهُمْ مِنْ ذَوِي الْبَأْسِ وَقَدْ بَلَغَ عَدَدُهُمْ مِئَةً وَثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ. وَكَانَ الْوَكِيلُ عَلَيْهِمْ زَبْدِيئِيلَ بْنَ هَجْدُولِيمَ.
15 وَمِنَ اللّاوِيِّينَ: شَمَعْيَا بْنُ حَشُوبَ بْنِ عَزْرِيقَامَ بْنِ حَشَبْيَا بْنِ بُونِّي، 16 وَشَبْتَايُ وَيُوزَابَادُ مِنْ رُؤَسَاءِ اللّاوِيِّينَ، وَكَانَا يُشْرِفَانِ عَلَى صِيَانَةِ الْقِسْمِ الْخَارِجِيِّ مِنْ هَيْكَلِ اللهِ. 17 وَمَتَّنْيَا بْنُ مِيخَا بْنِ زَبْدِي بْنِ آسَافَ قَائِدُ فِرْقَةِ التَّسْبِيحِ، وَالْبَادِئُ بِالتَّرَنُّمِ بِالْحَمْدِ عِنْدَ الصَّلاةِ، وَبَقْبُقْيَا الَّذِي يَحْتَلُّ الْمَرْتَبَةَ الثَّانِيَةَ بَيْنَ أَقْرِبَائِهِ اللّاوِيِّينَ، وَعَبْدَا بْنُ شَمُّوعَ بْنِ جَلالَ بْنِ يَدُوثُونَ. 18 فَكَانَتْ جُمْلَةُ اللّاوِيِّينَ الْمُقِيمِينَ فِي الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ مِئَتَيْنِ وَثَمَانِيَةً وَأَرْبَعِينَ.
19 أَمَّا حُرَّاسُ أَبْوَابِ الْهَيْكَلِ فَهُمْ: عَقُّوبُ وَطَلْمُونُ وَأَقْرِبَاؤُهُمَا وَجُمْلَتُهُمْ مِئَةٌ وَاثْنَانِ وَسَبْعُونَ.
20 وَسَكَنَ سَائِرُ الإِسْرَائِيلِيِّينَ وَالْكَهَنَةِ وَاللّاوِيِّينَ فِي بَقِيَّةِ مُدُنِ يَهُوذَا، كُلُّ وَاحِدٍ فِي مِيرَاثِهِ. 21 أَمَّا خُدَّامُ الْهَيْكَلِ فَأَقَامُوا فِي الأَكَمَةِ بِإِشْرَافِ صِيحَا وَجِشْفَا. 22 وَكَانَ عُزِّي بْنُ بَانِيَ بْنِ حَشَبْيَا بْنِ مَتَّنْيَا بْنِ مِيخَا مِنْ أَبْنَاءِ آسَافَ الْمُرَتِّلِينَ مَسْؤولاً عَنِ اللّاوِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ الْقَائِمِينَ بِعَمَلِ هَيْكَلِ اللهِ، 23 إِذْ كَانَ الْمَلِكُ قَدْ أَصْدَرَ أَمْراً بِشَأْنِهِمْ، فِيهِ يَتَقَرَّرُ عَمَلُ الْمُرَتِّلِينَ كُلَّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ. 24 كَمَا كَانَ فَتَحْيَا بْنُ مَشِيزَبْئِيلَ مِنْ بَنِي زَارَحَ بْنِ يَهُوذَا وَكِيلاً لِلْمَلِكِ لِيَفُضَّ كُلَّ أُمُورِ الشَّعْبِ.
25 وَسَكَنَ فِي الضِّيَاعِ وَحُقُولِهَا بَعْضُ أَبْنَاءِ يَهُوذَا فَأَقَامُوا فِي قَرْيَةِ أَرْبَعَ وَضِيَاعِهَا وَدِيبُونَ وَضِيَاعِهَا وَيَقَبْصَئِيلَ وَضِيَاعِهَا، 26 وَفِي يَشُوعَ وَمُولادَةَ وَبَيْتِ فَالَطَ، 27 وَفِي حَصَرَ شُوعَالَ وَبِئْرِ سَبْعٍ وَضِيَاعِهَا، 28 وَفِي صِقْلَغَ وَمَكُونَةَ وَضِيَاعِهَا، 29 وَفِي عَيْنِ رِمُّونَ وَصَرْعَةَ وَيِرْمُوثَ، 30 وَزَانُوحَ وَعَدُلّامَ وَضِيَاعِهَا، وَلَخِيشَ وَحُقُولِهَا، وَعَزِيقَةَ وَضِيَاعِهَا. وَهَكَذَا اسْتَوْطَنُوا مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ إِلَى وَادِي هِنُّومَ.
31 وَسَكَنَ بَنُو بِنْيَامِينَ مِنْ جَبَعَ إِلَى مِخْمَاسَ وَعَيَّا وَبَيْتِ إِيلَ وَضِيَاعِهَا، 32 وَعَنَاثُوثَ وَنُوبَ وَعَنَنْيَةَ، 33 وَحَاصُورَ وَرَامَةَ وَجِتَّايِمَ، 34 وَحَادِيدَ وَصَبُوعِيمَ وَنَبَلّاطَ، 35 وَلُودٍ وَأُونُوَ فِي وَادِي الصُّنَّاعِ. 36 وَانْتَقَلَ بَعْضُ اللّاوِيِّينَ الَّذِينَ كَانُوا يَسْكُنُونَ فِي يَهُوذَا لِيَسْكُنُوا فِي أَرْضِ سِبْطِ بِنْيَامِينَ.
1 وَهَذَا بَيَانٌ بِأَسْمَاءِ الْكَهَنَةِ وَاللّاوِيِّينَ الَّذِينَ عَادُوا مِنَ السَّبْيِ مَعَ زَرُبَّابِلَ بْنِ شَأَلْتِيئِيلَ وَيَشُوعَ: سَرَايَا وَيِرْمِيَا وَعِزْرَا، 2 وَأَمَرْيَا وَمَلُّوخُ وَحَطُّوشُ، 3 وَشَكَنْيَا وَرَحُومُ وَمَرِيمُوثُ، 4 وَعِدُّو وَجِنْتُويُ وَأَبِيَّا، 5 وَمِيَّامِينُ وَمَعَدْيَا وَبَلْجَةُ، 6 وَشَمَعْيَا وَيُويَارِيبُ وَيَدَعْيَا، 7 وَسَلُّو وَعَامُوقُ وَيَدَعْيَا. هَؤُلاءِ هُمْ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَأَقْرِبَاؤُهُمْ فِي أَيَّامِ يَشُوعَ.
8 ثُمَّ اللّاوِيُّونَ يَشُوعُ وَبِنُّويُ وَقَدْمِيئِيلُ وَشَرَبْيَا وَيَهُوذَا وَمَتَّنْيَا، الَّذِي كَانَ هُوَ وَبَقِيَّةُ أَقْرِبَائِهِ مَسْؤولِينَ عَنْ خِدْمَةِ التَّسْبِيحِ وَالْحَمْدِ. 9 بَيْنَمَا كَانَ بَقْبُقْيَا وَعُنِّي قَرِيبَاهُمْ يَقِفَانِ قُبَالَتَهُمْ يُشَارِكَانِ فِي الْخِدْمَةِ. 10 وَأَنْجَبَ يَشُوعُ يُويَاقِيمَ، وَيُويَاقِيمُ أَلِيَاشِيبَ، وَأَلِيَاشِيبُ يُويَادَاعَ، 11 وَيُويَادَاعُ يُونَاثانَ، وَيُونَاثَانُ يَدُّوعَ. 12 وَفِي عَهْدِ يُويَاقِيمَ تَوَلَّى الْكَهَنَةُ التَّالُونَ رَئَاسَةَ عَشَائِرِ آبَائِهِمْ: مَرَايَا رَئِيساً لِعَشِيرَةِ سَرَايَا، وَحَنَنْيَا رَئِيساً لِعَشِيرَةِ يِرْمِيَا، 13 وَمَشُلّامُ رَئِيساً لِعَشِيرَةِ عِزْرَا، وَيَهُوحَانَانُ رَئِيساً لِعَشِيرَةِ أَمَرْيَا، 14 وَيُونَاثَانُ رَئِيساً لِعَشِيرَةِ مَلِيكُو، وَيُوسُفُ رَئِيساً لِعَشِيرَةِ شَبْنِيَا، 15 وَعَدْنَا رَئِيساً لِعَشِيرَةِ حَرِيمَ، وَحَلْقَايُ رَئِيساً لِعَشِيرَةِ مَرَايُوثَ، 16 وَزَكَرِيَّا رَئِيساً لِعَشِيرَةِ عِدُّو، وَمَشُلّامُ رَئِيساً لِعَشِيرَةِ جِنَّثُونَ، 17 وَزِكْرِي رَئِيساً لِعَشِيرَةِ أَبِيَّا: وَفِلْطَايُ رَئِيساً لِعَشِيرَةِ مُوعَدْيَا وَمِنْيَامِينَ، 18 وَشَمُّوعُ رَئِيساً لِعَشِيرَةِ بِلْجَةَ، وَيَهُونَاثَانُ رَئِيساً لِعَشِيرَةِ شَمَعْيَا، 19 وَمَتْنَايُ رَئِيساً لِعَشِيرَةِ يُويَارِيبَ، وَعُزِّي رَئِيساً لِعَشِيرَةِ يَدَعْيَا، 20 وَقَلّايُ رَئِيساً لِعَشِيرَةِ سَلَّايَ، وَعَابِرُ رَئِيساً لِعَشِيرَةِ عَامُوقَ، 21 وَحَشَبْيَا رَئِيساً لِعَشِيرَةِ حِلْقِيَّا، وَنَثَنْئِيلُ رَئِيساً لِعَشِيرَةِ يَدَعْيَا.
22 وَقَدْ تَمَّ تَدْوِينُ أَسْمَاءِ رُؤَسَاءِ الْعَشَائِرِ مِنْ كَهَنَةٍ وَلاوِيِّينَ فِي سِجِلِّ الأَنْسَابِ فِي حُكْمِ دَارِيُوسَ الْفَارِسِيِّ فِي أَيَّامِ أَلِيَاشِيبَ وَيُويَادَاعَ وَيُوحَانَانَ وَيَدُّوعَ 23 وَكَانَتْ أَسْمَاءُ رُؤَسَاءِ عَشَائِرِ اللّاوِيِّينَ مُسَجَّلَةً فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ حَتَّى زَمَانِ يُوحَانَانَ بْنِ أَلِيَاشِيبَ. 24 وَكَانَ رُؤَسَاءُ اللّاوِيِّينَ حَشَبْيَا وَشَرَبْيَا وَيَشُوعُ بْنُ قَدْمِيئِيلَ وَأَقْرِبَاؤُهُمُ الْوَاقِفُونَ مُقَابِلَهُمْ يَقُومُونَ بِمَرَاسِمِ الْحَمْدِ وَالتَّسْبِيحِ، بِمُوْجِبِ أَمْرِ دَاوُدَ رَجُلِ اللهِ، فَكَانَتْ نَوْبَةٌ تَقِفُ فِي مُوَاجَهَةِ نَوْبَةٍ. 25 أَمَّا مَتَّنْيَا وَبَقْبُقْيَا وَعُوبَدْيَا وَمَشُلّامُ وَطَلْمُونُ وَعَقُّوبُ فَكَانُوا حُرَّاسَ أَبْوَابِ الْهَيْكَلِ يَحْرُسُونَ مَخَازِنَ الأَبْوَابِ. 26 هَؤُلاءِ خَدَمُوا فِي أَيَّامِ يُويَاقِيمَ بْنِ يَشُوعَ بْنِ صَادُوقَ وَفِي عَهْدِ نَحَمْيَا الْوَالِي وَعِزْرَا الْكَاهِنِ الْكَاتِبِ.
27 وَعِنْدَ تَدْشِينِ سُورِ أُورُشَلِيمَ اسْتَدْعَوْا اللّاوِيِّينَ مِنْ جَمِيعِ مَوَاطِنِهِمْ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِكَيْ يُدَشِّنُوا بِفَرَحٍ وَبِحَمْدٍ وَتَرْنِيمٍ بِالصُّنُوجِ وَالرَّبَابِ وَالْعِيدَانِ. 28 فَاحْتَشَدَ الْمُرَنِّمُونَ قَادِمِينَ مِنَ الضَّوَاحِي الْمُحِيطَةِ بِأُورُشَلِيمَ وَمِنْ ضِيَاعِ النَّطُوفَاتِيِّ، 29 وَمِنْ بَيْتِ الْجِلْجَالِ وَمِنْ حُقُولِ جَبَعَ وَعَزْمُوتَ لأَنَّ الْمُرَتِّلِينَ بَنَوْا لأَنْفُسِهِمْ ضِيَاعاً حَوْلَ أُورُشَلِيمَ. 30 وَتَقَدَّسَ الْكَهَنَةُ وَاللّاوِيُّونَ وَطَهَّرُوا الشَّعْبَ وَالأَبْوَابَ والسُّورَ، 31 وَأَصْعَدْتُ رُؤَسَاءَ يَهُوذَا عَلَى السُّورِ، وَأَقَمْتُ أَيْضاً فِرْقَتَيْنِ مِنَ الْمُرَتِّلِينَ بِالْحَمْدِ، فَانْطَلَقَتْ وَاحِدَةٌ فِي مَوْكِبٍ يَمِيناً فِي اتِّجَاهِ بَابِ الدِّمْنِ، 32 وَسَارَ وَرَاءَهَا هُوشَعْيَا وَنِصْفُ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، 33 وَعَزَرْيَا وَعِزْرَا وَمَشُلّامُ، 34 وَيَهُوذَا وَبَنْيَامِينُ وَشَمَعْيَا وَيِرْمِيَا، 35 وَمِنَ الْكَهَنَةِ النَّافِخِينَ بِالأَبْوَاقِ زَكَرِيَّا بْنُ يُونَاثَانَ بْنِ شَمَعْيَا بْنِ مَتَّنْيَا بْنِ مِيخَايَا بْنِ زَكُّورَ بْنِ آسَافَ، 36 وَأَقْرِبَاؤُهُ شَمَعْيَا وَعَزَرْئِيلُ وَمِلَلايُ وَجِلَلايُ وَمَاعَايُ وَنَثَنْئِيلُ وَيَهُوذَا وَحَنَانِي عَازِفِينَ عَلَى آلاتِ غِنَاءِ دَاوُدَ رَجُلِ اللهِ، يَتَقَدَّمُهُمْ عِزْرَا الْكَاتِبُ. 37 وَعِنْدَمَا وَصَلُوا إِلَى بَابِ الْعَيْنِ ارْتَقَوْا الدَّرَجَ الْمُؤَدِّيَ إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ بِمُوَازَاةِ مُرْتَقَى السُّورِ فَوْقَ قَصْرِ دَاوُدَ، وَاتَّجَهُوا نَحْوَ بَابِ الْمَاءِ شَرْقاً. 38 وَسَارَتِ الْفِرْقَةُ الثَّانِيَةُ مِنَ الْمُرَتِّلِينَ بِالْحَمْدِ مُقَابِلَهُمْ فِي مَوْكِبٍ، وَأَنَا وَرَاءَهَا فِي طَلِيعَةِ نِصْفِ الشَّعْبِ الَّذِي اكْتَظَّ بِهِ السُّورُ، مِنْ عِنْدِ بُرْجِ التَّنَانِيرِ إِلَى السُّورِ الْعَرِيضِ. 39 وَمِنْ فَوْقِ بَابِ أَفْرَايِمَ وَفَوْقَ الْبَابِ الْعَتِيقِ وَفَوْقَ بَابِ السَّمَكِ وَبُرْجِ حَنَنْئِيلَ وَبُرْجِ الْمِئَةِ إِلَى بَابِ الضَّأْنِ وَتَوَقَّفُوا عِنْدَ بَابِ السِّجْنِ. 40 ثُمَّ اجْتَمَعَتِ الْفِرْقَتَانِ الْمُرَتِّلَتَانِ بِالْحَمْدِ فِي هَيْكَلِ اللهِ، وَكَذَلِكَ أَنَا وَنِصْفُ الْقَادَةِ، 41 وَالْكَهَنَةُ أَلِيَاقِيمُ وَمَعْسِيَا وَمِنْيَامِينُ وَمِيخَايَا وَأَلْيُوعِينَايُ وَزَكَرِيَّا وَحَنَنْيَا مِنْ نَافِخِي الأَبْوَاقِ، 42 وَمَعْسِيَا وَشَمَعْيَا وَأَلِعَازَارُ وَعُزِّي وَيَهُوحَانَانُ وَمَلْكِيَّا وَعِيلامُ وَعَازَرُ، وَالْمُرَتِّلُونَ الَّذِينَ رَنَّمُوا بِقِيَادَةِ يِزْرَحْيَا. 43 وَذَبَحُوا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ قَرَابِينَ كَثِيرَةً وَفَرِحُوا لأَنَّ اللهَ مَلأَهُمْ بِغِبْطَةٍ عَظِيمَةٍ، وَابْتَهَجَ الأَوْلادُ وَالنِّسَاءُ أَيْضاً حَتَّى تَرَدَّدَتْ أَصْدَاءُ فَرَحِ أُورُشَلِيمَ عَنْ بُعْدٍ.
44 وَعُهِدَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ بِالْمَخَازِنِ وَالْخَزَائِنِ وَالرَّفَائِعِ وَأَوَائِلِ الْمَحَاصِيلِ وَالْعُشُورِ إِلَى أَشْخَاصٍ مُعَيَّنِينَ، لِيَجْمَعُوا فِيهَا مِنْ حُقُولِ الْمُدُنِ مَا نَصَّتْ عَلَيْهِ الشَّرِيعَةُ مِنْ مُخَصَّصَاتِ الْكَهَنَةِ وَاللّاوِيِّينَ، لأَنَّ أَبْنَاءَ سِبْطِ يَهُوذَا فَرِحُوا بِالْكَهَنَةِ وَاللّاوِيِّينَ الْقَائِمِينَ 45 بِخِدْمَةِ إِلَهِهِمْ، وَخَدَمَاتِ التَّطْهِيرِ، وَكَذَلِكَ بِالْمُرَتِّلِينَ وَحُرَّاسِ أَبْوَابِ الْهَيْكَلِ الْمُتَوَلِّينَ مَهَامَّهُمْ، بِمُقْتَضَى أَمْرِ دَاوُدَ وَابْنِهِ سُلَيْمَانَ. 46 فَقَدْ تَعَيَّنَ مُنْذُ أَيَّامِ دَاوُدَ وَآسَافَ فِي الْحِقَبِ الْغَابِرَةِ رُؤَسَاءُ مُرَتِّلِينَ لِقِيَادَةِ تَرَانِيمِ التَّسْبِيحِ وَالْحَمْدِ لِلهِ. 47 وَكَانَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي أَيَّامِ زَرُبَّابِلَ وَنَحَمْيَا يَقُومُونَ بِتَزْوِيدِ الْمُرَتِّلِينَ وَحُرَّاسِ أَبْوَابِ الْهَيْكَلِ وَاللّاوِيِّينَ بِالطَّعَامِ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَقُومُ اللّاوِيُّونَ بِتَقْدِيمِ جُزْءٍ مِمَّا يَتَلَقَّوْنَهُ مِنْ طَعَامٍ لِلْكَهَنَةِ.
1 وَتُلِيَ فِي نَفْسِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ سِفْرِ مُوسَى عَلَى مَسَامِعِ الشَّعْبِ، فَوَجَدُوا مَكْتُوباً فِيهِ أَنَّهُ يُحَظَّرُ عَلَى أَيِّ مُوآبِيٍّ أَوْ عَمُّونِيٍّ الانْضِمَامُ إِلَى جَمَاعَةِ اللهِ إِلَى الأَبَدِ، 2 لأَنَّهُمْ لَمْ يَسْتَقْبِلُوا بَنِي إِسْرَائِيلَ بِالْخُبْزِ وَالْمَاءِ، بَلِ اسْتَأْجَرُوا بَلْعَامَ لِكَيْ يَلْعَنَهُمْ، فَحَوَّلَ إِلَهُنَا اللَّعْنَةَ إِلَى بَرَكَةٍ. 3 وَعِنْدَمَا سَمِعُوا نَصَّ الشَّرِيعَةِ عَزَلُوا الْغُرَبَاءَ عَنْهُمْ.
4 وَقَبْلَ هَذِهِ الأُمُورِ كَانَ أَلْيَاشِيبُ الْكَاهِنُ الأَمِينُ عَلَى مَخَازِنِ هَيْكَلِ إِلَهِنَا ذَا عَلاقَةٍ حَمِيمَةٍ بِطُوبِيَّا، 5 فَهَيَّأَ لَهُ مُخْدَعاً عَظِيماً، حَيْثُ اعْتَادُوا سَابِقاً أَنْ يَخْزِنُوا التَّقْدِمَاتِ وَالْبَخُورَ وَالآنِيَةَ وَعُشْرَ الْقَمْحِ وَالْخَمْرِ وَالزَّيْتِ الْمُخَصَّصَةَ لِلّاوِيِّينَ وَالْمُرَتِّلِينَ وَحُرَّاسِ أَبْوَابِ الْهَيْكَلِ، وَحَيْثُ كَانَتْ تُخْزَنُ الْمُخَصَّصَاتُ الْمُقَدَّمَةُ إِلَى الْكَهَنَةِ. 6 وَلَمْ أَكُنْ فِي أُورُشَلِيمَ فِي أَثْنَاءِ ذَلِكَ، لأَنِّي فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ وَالثَّلاثِينَ مِنْ حُكْمِ أَرْتَحْشَشْتَا مَلِكِ بَابِلَ مَثَلْتُ أَمَامَهُ ثُمَّ اسْتَأْذَنْتُ مِنْهُ بَعْدَ أَيَّامٍ، 7 وَرَجَعْتُ إِلَى أُورُشَليِمَ وَاطَّلَعْتُ عَلَى مَا ارْتَكَبَهُ أَلْيَاشِيبُ مِنْ شَرٍّ عَظِيمٍ عِنْدَمَا أَعَدَّ لِطُوبِيَّا مُخْدَعاً فِي دِيَارِ هَيْكَلِ اللهِ. 8 فَسَاءَنِي الأَمْرُ جِدّاً حَتَّى إِنِّي طَرَحْتُ جَمِيعَ أَمْتِعَةِ طُوبِيَّا خَارِجَ الْمُخْدَعِ، 9 ثُمَّ أَصْدَرْتُ أَوَامِرِي بِتَطْهِيرِ الْمَخَادِعِ كُلِّهَا، وَرَدَدْتُ إِلَيْهَا آنِيَةَ هَيْكَلِ اللهِ مَعَ التَّقْدِمَةِ وَالْبَخُورِ.
10 وَعَلِمْتُ أَنَّ اللّاوِيِّينَ لَمْ يَتَسَلَّمُوا مُخَصَّصَاتِهِمْ، فَلَجَأُوا هُمْ وَالْمُغَنُّونَ الَّذِينَ قَامُوا بِالْعَمَلِ، إِلَى حُقُولِهِمْ. 11 فَأَنَّبْتُ الْمَسْؤولِينَ وَسَأَلْتُهُمْ: «لِمَاذَا تُرِكَ بَيْتُ اللهِ بِغَيْرِ رِعَايَةٍ؟» ثُمَّ جَمَعْتُ اللّاوِيِّينَ وَأَعَدْتُهُمْ إِلَى مَرَاكِزِهِمْ. 12 وَأَدَّى جَمِيعُ يَهُوذَا عُشْرَ الْحِنْطَةِ وَالْخَمْرِ وَالزَّيْتِ إِلَى الْمَخَازِنِ. 13 وَعَيَّنْتُ عَلَى أَمَانَةِ شُؤُونِ الْمَخَازِنِ شَلَمْيَا الْكَاهِنَ، وَصَادُوقَ الْكَاتِبَ، وَفَدَايَا مِنَ اللّاوِيِّينَ. كَمَا عَيَّنْتُ حَانَانَ بْنَ زَكُّورَ بْنِ مَتَّنْيَا لِمَا عُرِفَ عَنْهُمْ مِنْ أَمَانَةٍ، وَكَانَتْ مُهِمَّتُهُمْ تَوْزِيعَ الأَنْصِبَةِ عَلَى إِخْوَتِهِمْ. 14 فَاذْكُرْنِي يَا إِلَهِي مِنْ أَجْلِ هَذَا وَلا تَنْسَ حَسَنَاتِي الَّتِي بَذَلْتُهَا فِي خِدْمَةِ بَيْتِ إِلَهِي.
15 وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ شَاهَدْتُ فِي أَرْضِ يَهُوذَا قَوْماً يَدُوسُونَ الْمَعَاصِرَ فِي يَوْمِ السَّبْتِ، وَيَأْتُونَ بِأَكْيَاسِ الْحِنْطَةِ وَيُحَمِّلُونَهَا عَلَى الْحَمِيرِ، وَكَذَلِكَ بِأَحْمَالِ الْعِنَبِ وَالتِّينِ وَسِوَاهَا مِنَ الْمَحَاصِيلِ الَّتِي يَجْلِبُونَهَا إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي يَوْمِ السَّبْتِ، فَحَذَّرْتُهُمْ مِنْ بَيْعِ الطَّعَامِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ. 16 كَمَا رَأَيْتُ بَعْضَ أَهْلِ صُورَ مِمَّنْ يُقِيمُونَ فِي أُورُشَلِيمَ يَأْتُونَ بِالسَّمَكِ وَغَيْرِهِ مِنْ صُنُوفِ الْبَضَائِعِ لِبَيْعِهَا لِسُكَّانِ يَهُوذَا وَأَهْلِ أُورُشَلِيمَ فِي يَوْمِ السَّبْتِ. 17 عِنْدَئِذٍ خَاصَمْتُ أَشْرَافَ يَهُوذَا وَقُلْتُ لَهُمْ: «أَيُّ شَرٍّ تَرْتَكِبُونَهُ إِذْ تُدَنِّسُونَ يَوْمَ السَّبْتِ؟ 18 أَلَمْ يَتَصَرَّفْ آبَاؤُكُمْ هَكَذَا؟ أَلَمْ يَصُبَّ إِلَهُنَا كُلَّ غَضَبِهِ عَلَيْنَا وَعَلَى هَذِهِ الْمَدِينَةِ؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَإِنَّكُمْ تَجْلِبُونَ مَزِيداً مِنَ السُّخْطِ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِذْ تُدَنِّسُونَ يَوْمَ السَّبْتِ». 19 وَعِنْدَمَا زَحَفَ الظَّلامُ عَلَى أَبْوَابِ أُورُشَلِيمَ عِنْدَ حُلُولِ السَّبْتِ، أَمَرْتُ بِإِغْلاقِ الْبَوَّابَاتِ وَالامْتِنَاعِ عَنْ فَتْحِهَا حَتَّى انْقِضَاءِ يَوْمِ السَّبْتِ وَكَلَّفْتُ بَعْضَ رِجَالِي بِحِرَاسَةِ الْبَوَّابَاتِ لِئَلّا يَتِمَّ إِدْخَالُ بَعْضِ الأَحْمَالِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ، 20 فَبَاتَ التُّجَّارُ وَبَاعَةُ مُخْتَلَفِ الْبَضَائِعِ خَارِجَ أُورُشَلِيمَ مَرَّةً وَمَرَّتَيْنِ، 21 فَأَنْذَرْتُهُمْ قَائِلاً: «لِمَاذَا تَبِيتُونَ أَمَامَ السُّورِ؟ إِنْ عُدْتُمْ إِلَى ذَلِكَ فَإِنِّي أُلْقِي الْقَبْضَ عَلَيْكُمْ». وَمُنْذُ ذَلِكَ الْحِينِ كَفُّوا عَنِ الْمَجِيءِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ. 22 وَأَمَرْتُ اللّاوِيِّينَ أَنْ يَتَطَهَّرُوَا لِيَأْتُوا وَيَقُومُوا بِحِرَاسَةِ الْبَوَّابَاتِ لِيُقَدِّسُوا يَوْمَ السَّبْتِ. فَاذْكُرْنِي يَا إِلَهِي مِنْ أَجْلِ هَذَا أَيْضاً، وَأَحْسِنْ إِلَيَّ بِحَسَبِ مَرَاحِمِكَ الْكَثِيرَةِ.
23 وَفِي ذَلِكَ الزَّمَنِ شَاهَدْتُ يَهُوداً مِمَّنْ تَزَوَّجُوا مِنْ نِسَاءٍ أَشْدُودِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَمُوآبِيَّاتٍ، 24 وَلاحَظْتُ أَنَّ نِصْفَ كَلامِ أَوْلادِهِمْ بِلُغَةِ أَشْدُودَ، أَوْ لُغَةِ بَعْضِ الشُّعُوبِ الأُخْرَى، وَيَجْهَلُونَ اللُّغَةَ الْيَهُودِيَّةَ، 25 فَأَنَّبْتُهُمْ وَلَعَنْتُهُمْ وَضَرَبْتُ مِنْهُمْ قَوْماً وَنَتَفْتُ شُعُورَهُمْ، وَاسْتَحْلَفْتُهُمْ بِاسْمِ اللهِ قَائِلاً: «إِيَّاكُمْ أَنْ تُزَوِّجُوا بَنَاتِكُمْ مِنْ بَنِيهِمْ، وَلا تَأْخُذُوا بَنَاتِهِمْ لأَبْنَائِكُمْ وَلا لَكُمْ. 26 أَلَيْسَ بِمِثْلِ هَذَا أَخْطَأَ سُلَيْمَانُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ، مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ نَظِيرٌ بَيْنَ مُلُوكِ شُعُوبٍ كَثِيرَةٍ؟ لَقَدْ كَانَ مَحْبُوباً عِنْدَ إِلَهِهِ، وَجَعَلَهُ اللهُ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَعَ ذَلِكَ أَغْوَتْهُ النِّسَاءُ الأَجْنَبِيَّاتُ عَلَى ارْتِكَابِ الإِثْمِ 27 فَهَلْ نَتَغَاضَى عَمَّا اقْتَرَفْتُمُوهُ مِنْ شَرٍّ عَظِيمٍ فِي حَقِّ إِلَهِنَا بِاتِّخَاذِكُمْ زَوْجَاتٍ غَرِيبَاتٍ؟ 28 وَكَانَ أَحَدُ أَبْنَاءِ يُويَادَاعَ بْنِ أَلْيَاشِيبَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ صِهْراً لِسَنْبَلَّطَ الْحُورُونِيِّ، فَطَرَدْتُهُ عَنِّي. 29 فَاذْكُرْهُمْ يَا إِلَهِي لأَنَّهُمْ دَنَّسُوا الْكَهَنُوتَ وَعَهْدَ الْكَهَنُوتِ وَاللّاوِيِّينَ، 30 وَهَكَذَا طَهَّرْتُهُمْ مِنْ كُلِّ مَا هُوَ غَرِيبٌ، وَعَيَّنْتُ لِلْكَهَنَةِ وَاللّاوِيِّينَ وَاجِبَاتِهِمْ، لِكُلٍّ بِمُقْتَضَى خِدْمَتِهِ، 31 كَمَا رَتَّبْتُ أَمْرَ جَلْبِ حَطَبِ التَّقْدِمَاتِ فِي مَوَاعِيدِهَا الْمُقَرَّرَةِ، وَكَذَلِكَ رَفْعِ أَوَائِلِ الْمَحَاصِيلِ. فَاذْكُرْنِي يَا إِلَهِي بِالْخَيْرِ».
1 وَحَدَثَ فِي أَيَّامِ أَحَشْوِيرُوشَ، الَّذِي امْتَدَّ حُكْمُهُ مِنَ الْهِنْدِ إِلَى كُوشٍ، فَمَلَكَ عَلَى مِئَةٍ وَسَبْعَةٍ وَعِشْرِينَ إِقْلِيماً، 2 أَنَّهُ جَلَسَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى عَرْشِ مُلْكِهِ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ، 3 فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ مِنْ عَهْدِهِ، وَأَقَامَ مَأْدُبَةً لِجَمِيعِ رُؤَسَاءِ جَيْشِ مَادِي وَفَارِسَ وَقَادَتِهِ، وَمَثَلَ أَمَامَهُ نُبَلاءُ الْمَمْلَكَةِ وَعُظَمَاؤُهَا. 4 وَظَلَّتِ الْوَلائِمُ قَائِمَةً طَوَالَ مِئَةٍ وَثَمَانِينَ يَوْماً، أَظْهَرَ فِيهَا الْمَلِكُ كُلَّ بَذَخٍ مِنْ غِنَى مُلْكِهِ وَعِزَّةِ جَلالِ عَظَمَتِهِ. 5 وَبَعْدَ أَنِ انْقَضَتْ هَذِهِ الأَيَّامُ، صَنَعَ الْمَلِكُ وَلِيمَةً لِجَمِيعِ الشَّعْبِ الْمُقِيمِ فِي شُوشَنَ الْعَاصِمَةِ، كِبَارِهِمْ وَصِغَارِهِمْ، اسْتَمَرَّتْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي دَارِ حَدِيقَةِ الْقَصْرِ. 6 الَّتِي زُيِّنَتْ بِأَنْسِجَةٍ بَيْضَاءَ وَخَضْرَاءَ وَزَرْقَاءَ، عُلِّقَتْ بِحِبَالٍ كَتَّانِيَّةٍ مُلَوَّنَةٍ فِي حَلَقَاتٍ فِضِّيَّةٍ وَأَعْمِدَةٍ رُخَامِيَّةٍ وَأَرَائِكَ ذَهَبِيَّةٍ وَفِضِّيَّةٍ، عَلَى أَرْضِيَّةٍ مَرْصُوفَةٍ بِرُخَامٍ أَبْيَضَ وَمَرْمَرٍ وَدُرٍّ وَرُخَامٍ أَسْوَدَ. 7 وَكَانَتِ الأَقْدَاحُ الَّتِي تُقَدَّمُ فِيهَا الْخُمُورُ مِنْ ذَهَبٍ، وَآنِيَةُ الْمَوَائِدِ مُخْتَلِفَةَ الأَشْكَالِ، أَمَّا الْخُمُورُ الْمَلَكِيَّةُ فَكَانَتْ وَفِيرَةً بِفَضْلِ كَرَمِ الْمَلِكِ. 8 وَأَصْدَرَ الْمَلِكُ أَمْرَهُ إِلَى كِبَارِ رِجَالِ قَصْرِهِ أَنْ يُقَدِّمُوا الْخُمُورَ حَسَبَ رَغْبَةِ كُلِّ مَدْعُوٍّ مِنْ غَيْرِ قُيُودٍ، 9 وَأَقَامَتْ وَشْتِي الْمَلِكَةُ وَلِيمَةً أُخْرَى لِلنِّسَاءِ فِي قَصْرِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ.
10 وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ عِنْدَمَا دَارَتِ الْخَمْرُ بِرَأْسِ الْمَلِكِ، أَمَرَ خِصْيَانَهُ السَّبْعَةَ مَهُومَانَ وَبِزْثَا وَحَرْبُونَا وَبِغْثَا وَأَبَغْثَا وَزِيثَارَ وَكَرْكَسَ الَّذِينَ كَانُوا يَخْدُمُونَ فِي حَضْرَتِهِ، 11 أَنْ يَأْتُوا بِالْمَلِكَةِ وَشْتِي لِتَمْثُلَ فِي حَضْرَتِهِ، وَعَلَى رَأْسِهَا تَاجُ الْمُلْكِ، لِيَرَى الْحَاضِرُونَ مِنَ الشَّعْبِ وَالْعُظَمَاءِ جَمَالَهَا، لأَنَّهَا كَانَتْ رَائِعَةَ الْفِتْنَةِ. 12 فَأَبَتِ الْمَلِكَةُ أَنْ تُطِيعَ أَمْرَ الْمَلِكِ الَّذِي نَقَلَهُ إِلَيْهَا الْخِصْيَانُ. فَاسْتَشَاطَ الْمَلِكُ غَيْظاً وَاشْتَعَلَ غَضَبُهُ فِي دَاخِلِهِ. 13 وَكَانَتْ عَادَةُ الْمَلِكِ أَنْ يَسْتَشِيرَ الْحُكَمَاءَ الْعَارِفِينَ بِالأَزْمِنَةِ وَالشَّرَائِعِ وَالْقَوَانِينِ، فَسَأَلَ 14 كَرْشَنَا وَشِيثَارَ وَأَدْمَاثَا وَتَرْشِيشَ وَمَرَسَ وَمَرْسَنَا وَمَمُوكَانَ، وَهُمْ سَبْعَةُ حُكَمَاءَ مُقَرَّبُونَ إِلَيْهِ مِنْ رُؤَسَاءِ مَادِي وَفَارِسَ، مِمَّنْ يَمْثُلُونَ دَائِماً أَمَامَ الْمَلِكِ، وَيَحْتَلُّونَ الْمَرَاتِبَ الأُولَى فِي الْمَمْلَكَةِ: 15 «أَيُّ شَيْءٍ تُعَاقَبُ بِهِ الْمَلِكَةُ، حَسَبَ نَصِّ الْقَانُونِ، لأَنَّهَا لَمْ تُنَفِّذْ أَمْرَ الْمَلِكِ الَّذِي نَقَلَهُ إِلَيْهَا الْخِصْيَانُ؟» 16 فَأَجَابَهُ مَمُوكَانُ فِي حَضْرَةِ الْعُظَمَاءِ: «إِنَّ الْمَلِكَةَ وَشْتِي لَمْ تُذْنِبْ فِي حَقِّ الْمَلِكِ وَحْدَهُ، بَلْ أَسَاءَتْ إِلَى جَمِيعِ الرُّؤَسَاءِ وَالأُمَمِ الْمُقِيمِينَ فِي تُخُومِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ، 17 فَمَا إِنْ يَذِيعُ خَبَرُ تَصَرُّفِ الْمَلِكَةِ بَيْنَ جَمِيعِ النِّسَاءِ، حَتَّى يَحْتَقِرْنَ أَزْوَاجَهُنَّ، إِذْ يَقُلْنَ: إِنَّ الْمَلِكَ أَحَشْوِيرُوشَ أَمَرَ أَنْ تَمْثُلَ الْمَلِكَةُ وَشْتِي أَمَامَهُ وَلَكِنَّهَا لَمْ تُنَفِّذْ أَمْرَهُ. 18 فَتَحْذُو فِي هَذَا الْيَوْمِ سَيِّدَاتُ فَارِسَ وَمَادِي، اللَّوَاتِي بَلَغَهُنَّ خَبَرُ الْمَلِكَةِ، حَذْوَهَا، مَعَ جَمِيعِ رُؤَسَاءِ الْمَلِكِ. وَمِثْلُ هَذَا يُثِيرُ كَثْرَةً مِنَ الاحْتِقَارِ وَالْغَضَبِ. 19 فَإِذَا رَاقَ لِلْمَلِكِ فَلْيُصْدِرْ أَمْراً مَلَكِيًّا، يُسَجَّلُ ضِمْنَ مَرَاسِيمِ مَادِي وَفَارِسَ الَّتِي لَا تَتَغَيَّرُ، يُحَظَّرُ فِيهِ عَلَى وَشْتِي الْمُثُولُ فِي حَضْرَةِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ. وَلْيُنْعِمِ الْمَلِكُ بِمُلْكِهَا عَلَى مَنْ هِيَ خَيْرٌ مِنْهَا. 20 وَهَكَذَا يَذِيعُ أَمْرُ الْمَلِكِ الصَّادِرُ عَنْهُ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ مَمْلَكَتِهِ الشَّاسِعَةِ، فَتُعَامِلُ جَمِيعُ النِّسَاءِ أَزْوَاجَهُنَّ صِغَاراً وَكِبَاراً بِاحْتِرَامٍ». 21 فَاسْتَصْوَبَ الْمَلِكُ وَعُظَمَاؤُهُ هَذَا الرَّأْيَ، وَعَمِلَ بِمَشُورَةِ مَمُوكَانَ، 22 فَبَعَثَ رَسَائِلَ إِلَى كُلِّ أَرْجَاءِ الْمَمْلَكَةِ، مَكْتُوبَةً بِلُغَةِ أَقَالِيمِهَا وَبِلَهْجَةِ شُعُوبِهَا، يَأْمُرُ فِيهَا أَنْ يَكُونَ كُلُّ رَجُلٍ السَّيِّدَ الْمُطَاعَ فِي بَيْتِهِ وَأَوْصَى أَنْ يُذَاعَ هَذَا الأَمْرُ حَسَبَ لُغَةِ كُلِّ شَعْبٍ.
1 وَبَعْدَ ذَلِكَ خَمَدَتْ حِدَّةُ غَضَبِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ، فَذَكَرَ وَشْتِي وَمَا فَعَلَتْهُ، وَالْقَرَارَ الَّذِي صَدَرَ ضِدَّهَا. 2 فَقَالَ لَهُ رِجَالُهُ الْقَائِمُونَ عَلَى خِدْمَتِهِ: «لِيُجْرَ بَحْثٌ عَنْ فَتَيَاتٍ عَذَارَى بَارِعَاتِ الْجَمَالِ مِنْ أَجْلِ الْمَلِكِ، 3 وَلْيَعْهَدِ الْمَلِكُ إِلَى وُكَلائِهِ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ مَمْلَكَتِهِ حَتَّى يَجْمَعُوا كُلَّ الْفَتَيَاتِ الْعَذَارَى الْفَاتِنَاتِ إِلَى جَنَاحِ الْحَرِيمِ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ، لِيَكُنَّ تَحْتَ إِشْرَافِ هَيْجَايَ خَصِيِّ الْمَلِكِ وَحَارِسِ النِّسَاءِ، حَيْثُ تُقَدَّمُ إِلَيْهُنَّ الدُّهُونُ الْمُعَطَّرَةُ. 4 وَالْفَتَاةُ الَّتِي تَرُوقُ لِلْمَلِكِ تُصْبِحُ مَلِكَةً مَحَلَّ وَشْتِي». فَاسْتَحْسَنَ الْمَلِكُ هَذَا الْكَلامَ وَعَمِلَ بِهِ.
5 وَكَانَ يُقِيمُ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ رَجُلٌ يَهُودِيٌّ يُدْعَى مُرْدَخَايَ بْنَ يَائِيرَ بْنِ شَمْعِي بْنِ قَيْسٍ، مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ، 6 قَدْ سُبِيَ مِنْ أُورُشَلِيمَ مَعَ جُمْلَةِ الْمَسْبِيِّينَ الَّذِينَ أَسَرَهُمْ نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ، مَعَ يَكُنْيَا مَلِكِ يَهُوذَا. 7 هَذَا أَشْرَفَ عَلَى تَرْبِيَةِ ابْنَةِ عَمِّهِ أَسْتِيرَ الْمَدْعُوَّةَ هَدَسَّةَ، لأَنَّهَا كَانَتْ يَتِيمَةَ الأَبَوَيْنِ. وَكَانَتِ الْفَتَاةُ رَائِعَةَ الْجَمَالِ، جَمِيلَةَ الطَّلْعَةِ تَبَنَّاهَا مُرْدَخَايُ عِنْدَ وَفَاةِ وَالِدَيْهَا. 8 فَلَمَّا بَلَغَهُ أَمْرُ الْمَلِكِ وَحُكْمُهُ، وَشَرَعُوا فِي جَمْعِ فَتَيَاتٍ كَثِيرَاتٍ إِلَى شُوشَنَ الْقَصْرِ حَيْثُ عُهِدَ بِهِنَّ إِلَى هَيْجَايَ، أُخِذَتْ أَسْتِيرُ إِلَى قَصْرِ الْمَلِكِ إِلَى هَيْجَايَ حَارِسِ الْحَرِيمِ، 9 فَحَظِيَتِ الْفَتَاةُ بِإِعْجَابِ هَيْجَايَ وَنَالَتْ رِضَاهُ، فَأَسْرَعَ يُقَدِّمُ إِلَيْهَا نَصِيبَهَا مِنَ الْعُطُورِ وَالأَطْعِمَةِ، وَخَصَّصَ لِخِدْمَتِهَا سَبْعَ فَتَيَاتٍ مِنْ قَصْرِ الْمَلِكِ، وَنَقَلَهَا مَعَ وَصِيفَاتِهَا إِلَى أَفْضَلِ مَكَانٍ فِي جَنَاحِ النِّسَاءِ. 10 وَكَتَمَتْ أَسْتِيرُ أَصْلَهَا وَجِنْسَهَا لأَنَّ مُرْدَخَايَ أَوْصَاهَا بِذَلِكَ. 11 وَرَاحَ مُرْدَخَايُ يَتَمَشَّى كُلَّ يَوْمٍ أَمَامَ فِنَاءِ جَنَاحِ النِّسَاءِ، لِيَتَحَرَّى عَنْ سَلامَةِ أَسْتِيرَ وَمَا يَحْدُثُ لَهَا.
12 وَكَانَ يَحِقُّ لِكُلِّ فَتَاةٍ جَاءَ دَوْرُهَا لِلْمُثُولِ أَمَامَ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ، بَعْدَ أَنْ يَكُونَ قَدِ انْقَضَى عَلَيْهَا اثْنَا عَشَرَ شَهْراً، حَسَبَ سُنَّةِ النِّسَاءِ، أَنْفَقَتْ سِتَّةَ أَشْهُرٍ مِنْهَا فِي التَّعَطُّرِ بِزَيْتِ الْمُرِّ، وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ بِالأَطْيَابِ وَالْعُطُورِ، وَهَكَذَا تَكْمُلُ أَيَّامُ تَعَطُّرِهِنَّ، 13 أَنْ يُعْطَى لَهَا عِنْدَمَا تَدْخُلُ لِلْمُثُولِ فِي حَضْرَةِ الْمَلِكِ كُلُّ مَا تَطْلُبُهُ مِنْ جَنَاحِ النِّسَاءِ لِتَنْقُلَهُ مَعَهَا إِلَى قَصْرِ الْمَلِكِ. 14 وَكَانَتِ الْفَتَاةُ تَدْخُلُ إِلَى الْمَلِكِ فِي الْمَسَاءِ، ثُمَّ تَرْجِعُ فِي الصَّبَاحِ إِلَى جَنَاحِ النِّسَاءِ الثَّانِي الَّذِي عُهِدَ بِهِ إِلَى شَعْشَغَازَ الْخَصِيِّ حَارِسِ الْمَحْظِيَّاتِ، وَتَمْكُثُ هُنَاكَ لَا تَدْخُلُ إِلَى الْمَلِكِ ثَانِيَةً إِلّا إِذَا حَظِيَتْ بِمَسَرَّتِهِ، وَدُعِيَتْ بِاسْمِهَا.
15 وَلَمَّا جَاءَ دَوْرُ أَسْتِيرَ ابْنَةِ أَبِيحَائِلَ عَمِّ مُرْدَخَايَ الَّذِي تَبَنَّاهَا لِلْمُثُولِ فِي حَضْرَةِ الْمَلِكِ، لَمْ تَطْلُبْ شَيْئاً إِلّا مَا أَشَارَ بِهِ عَلَيْهَا هَيْجَايُ خَصِيُّ الْمَلِكِ وَحَارِسُ الْحَرِيمِ. وَكَانَتْ أَسْتِيرُ تَحْظَى بِإِعْجَابِ كُلِّ مَنْ رَآهَا. 16 وَأُخِذَتْ أَسْتِيرُ إِلَى الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ فِي قَصْرِهِ فِي شَهْرِ طِيبِيتَ (أَيْ كَانُونَ الثَّانِي – يَنَايِرَ)، فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ لِحُكْمِهِ، 17 فَأَحَبَّ الْمَلِكُ أَسْتِيرَ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ النِّسَاءِ، وَحَظِيَتْ بِرِضَاهُ وَبِإِعْجَابِهِ أَكْثَرَ مِنْ بَقِيَّةِ الْعَذَارَى، حَتَّى إِنَّهُ وَضَعَ تَاجَ الْمُلْكِ عَلَى رَأْسِهَا، وَمَلَّكَهَا بَدَلاً مِنْ وَشْتِي. 18 وَأَقَامَ الْمَلِكُ مَأْدُبَةً عَظِيمَةً دَعَا إِلَيْهَا جَمِيعَ قَادَتِهِ وَرِجَالِهِ، احْتِفَاءً بِأَسْتِيرَ، وَأَعْفَى الْبِلادَ مِنَ الْجِزْيَةِ، وَوَزَّعَ الْهَدَايَا بِسَخَاءٍ مَلَكِيٍّ.
19 وَعِنْدَمَا جُمِعَتِ الْعَذَارَى لِلْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ. كَانَ مُرْدَخَايُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَدْ صَارَ حَاجِبَ الْمَلِكِ. 20 وَلَمْ تَكُنْ أَسْتِيرُ قَدْ كَشَفَتْ عَنْ جِنْسِهَا وَشَعْبِهَا كَمَا أَوْصَاهَا مُرْدَخَايُ، وَظَلَّتْ تَعْمَلُ بِوَصَايَا مُرْدَخَايَ وَكَأَنَّهَا مَا بَرِحَتْ فِي بَيْتِهِ تَحْتَ إِشْرَافِهِ.
21 وَذَاتَ يَوْمٍ تَآمَرَ بِغْثَانَا وَتَرَشُ خَصِيَّا الْمَلِكِ وَحَاجِبَاهُ لاِغْتِيَالِهِ لأَنَّهُمَا غَضِبَا مِنْهُ. وَكَانَ مُرْدَخَايُ آنَئِذٍ جَالِساً عِنْدَ بَابِ الْمَلِكِ، 22 فَعَرَفَ مُرْدَخَايُ الأَمْرَ وَأَبْلَغَ بِهِ أَسْتِيرَ الْمَلِكَةَ الَّتِي أَخْبَرَتِ الْمَلِكَ بِدَوْرِهَا، بَعْدَ أَنْ عَزَتِ الْخَبَرَ إِلَى مُرْدَخَايَ. 23 وَبَعْدَ تَقَصِّي الأَمْرِ وَالتَّحَقُّقِ مِنْ صِحَّتِهِ صُلِبَ الْخَصِيَّانِ عَلَى خَشَبَةٍ، وَتَمَّ تَسْجِيلُ وَقَائِعِ الْحَادِثِ فِي سِجِلَّاتِ الْمَمْلَكَةِ فِي حُضُورِ الْمَلِكِ.
1 وَبَعْدَ ذَلِكَ رَفَّعَ الْمَلِكُ أَحَشْوِيرُوشُ مِنْ مَقَامِ هَامَانَ بْنِ هَمَدَاثَا الأَجَاجِيِّ وَعَظَّمَهُ، وَجَعَلَ مَرْتَبَتَهُ فَوْقَ مَرَاتِبِ جَمِيعِ رُؤَسَائِهِ الآخَرِينَ، 2 فَصَارَ جَمِيعُ رِجَالِ الْمَلِكِ الْوَاقِفِينَ عِنْدَ بَابِ الْمَلِكِ يَنْحَنُونَ وَيسْجُدُونَ لِهَامَانَ بِمُوْجِبِ أَمْرِ الْمَلِكِ. أَمَّا مُرْدَخَايُ فَأَبَى أَنْ يَنْحَنِيَ أَمَامَهُ وَيَسْجُدَ لَهُ. 3 فَسَأَلَ رِجَالُ الْمَلِكِ الْوَاقِفُونَ بِبَابِ مُرْدَخَايَ: «لِمَاذَا تَتَمَرَّدُ عَلَى أَمْرِ الْمَلِكِ؟» 4 وَلَكِنَّهُ أَصَرَّ عَلَى رَفْضِهِ بِالرَّغْمِ مِنْ إِلْحَاحِهِمِ الْيَوْمِيِّ عَلَيْهِ، فَأَخْبَرُوا هَامَانَ بِأَمْرِهِ لِيَرَوْا إِنْ كَانَ تَصَرُّفُ مُرْدَخَايَ يُمْكِنُ تَبْرِيرُهُ، لأَنَّهُ قَالَ لَهُمْ إِنَّهُ يَهُودِيٌّ. 5 وَعِنْدَمَا تَثَبَّتَ هَامَانُ مِنْ أَنَّ مُرْدَخَايَ لَا يَنْحَنِي وَلا يَسْجُدُ لَهُ اسْتَشَاطَ غَضَباً، 6 وَاسْتَصْغَرَ أَنْ يُعَاقِبَ مُرْدَخَايَ وَحْدَهُ، بَعْدَ أَنْ أَخْبَرُوهُ عَنْ شَعْبِ مُرْدَخَايَ. فَعَزَمَ أَنْ يُفْنِيَ جَمِيعَ الْيَهُودِ، شَعْبِ مُرْدَخَايَ، الْمُقِيمِينَ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ مَمْلَكَةِ أَحَشْوِيرُوشَ.
7 وَفِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، أَيْ شَهْرِ نِيسَانَ، مِنَ السَّنَةِ الثَّانِيَةِ عَشْرَةَ لِحُكْمِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ، أَخَذُوا فِي إِلْقَاءِ الْقُرْعَةِ أَمَامَ هَامَانَ، يَوْماً بَعْدَ يَوْمٍ، وَشَهْراً بَعْدَ شَهْرٍ حَتَّى الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ، أَيْ شَهْرِ آذَارَ، وَكَانُوا يَدْعُونَ الْقُرْعَةَ «فُوراً». 8 فَقَالَ هَامَانُ لِلْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ: «هُنَاكَ شَعْبٌ مَا مُتَشَتِّتٌ وَمُتَفَرِّقٌ بَيْنَ الشُّعُوبِ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ مَمْلَكَتِكَ، تُغَايِرُ شَرَائِعُهُمْ شَرَائِعَ جَمِيعِ الأُمَمِ، وَهُمْ لَا يُنَفِّذُونَ سُنَنَ الْمَلِكِ. فَلا يَجْدُرُ بِالْمَلِكِ إِغْفَالُ أَمْرِهِمْ. 9 فَإِنْ طَابَ لِلْمَلِكِ، فَلْيُصْدِرْ أَمْراً بِإِبَادَتِهِمْ، وَأَنَا أَدْفَعُ عَشَرَةَ آلافِ وَزْنَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ (نَحْوَ ثَلاثِ مِئَةِ أَلْفِ كِيلُو جَرَامٍ) لِلْخَزِينَةِ الْمَلَكِيَّةِ لِتَغْطِيَةِ نَفَقَاتِ ذَلِكَ». 10 فَنَزَعَ الْمَلِكُ خَاتَمَهُ مِنْ أُصْبُعِهِ، وَأَعْطَاهُ لِهَامَانَ بْنِ هَمَدَاثَا الأَجَاجِيِّ عَدُوِّ الْيَهُودِ، إِعْرَاباً عَنْ مُوَافَقَتِهِ، 11 وَقَالَ لَهُ: «لَقَدْ وَهَبْتُكَ الْفِضَّةَ وَالشَّعْبَ أَيْضاً، فَافْعَلْ بِهِمْ مَا يَحْلُو لَكَ».
12 وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ اسْتُدْعِيَ كُتَّابُ الْمَلِكِ وَأُمْلِيَتْ عَلَيْهِمْ أَوَامِرُ هَامَانَ إِلَى وُلاةِ الْمَلِكِ وَإِلَى حُكَّامِ كُلِّ إِقْلِيمٍ بِإِقْلِيمِهِ، وَإِلَى رُؤَسَاءِ كُلِّ شَعْبٍ بِشَعْبِهِ، حَسَبَ لُغَةِ كُلِّ إِقْلِيمٍ وَلَهْجَةِ أَهْلِهَا، وَوَقَّعَ تِلْكَ الرَّسَائِلَ بِاسْمِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ وَخَتَمَهَا بِخَاتَمِهِ. 13 وَحَمَلَ السُّعَاةُ الرَّسَائِلَ إِلَى جَمِيعِ أَقَالِيمِ الْمَمْلَكَةِ، وَفِيهَا أَمْرٌ بِإِبَادَةِ وَقَتْلِ وَإِهْلاكِ جَمِيعِ الْيَهُودِ، شُبَّاناً وَشُيُوخاً وَأَطْفَالاً وَنِسَاءً فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، هُوَ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ، أَيْ شَهْرِ آذَارَ، وَالاسْتِيلاءِ عَلَى غَنَائِمِهِمْ.
14 وَكَانَ لابُدَّ مِنْ إِذَاعَةِ نُسْخَةٍ مِنْ نَصِّ هَذَا الْمَرْسُومِ فِي كُلِّ إِقْلِيمٍ لِتُصْبِحَ قَانُوناً يُعْمَلُ بِهِ، كَيْ يَتَأَهَّبَ الشَّعْبُ اسْتِعْدَاداً لِذَلِكَ الْيَوْمِ. 15 وَهَكَذَا انْطَلَقَ السُّعَاةُ مُسْرِعِينَ تَلْبِيَةً لأَمْرِ الْمَلِكِ، بَعْدَ أَنْ صَدَرَ الأَمْرُ فِي شُوشَنَ الْعَاصِمَةِ. وَجَلَسَ الْمَلِكُ وَهَامَانُ يَتَنَادَمَانِ عَلَى الشَّرَابِ. أَمَّا أَهْلُ شُوشَنَ فَقَدِ اعْتَرَتْهُمُ الْحَيْرَةُ!
1 وَعِنْدَمَا عَلِمَ مُرْدَخَايُ بِكُلِّ مَا حَدَثَ مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَارْتَدَى مِسْحاً، وَعَفَّرَ رَأْسَهُ بِالرَّمَادِ، وَقَصَدَ إِلَى وَسَطِ الْمَدِينَةِ، لَا يَكُفُّ عَنِ الْعَوِيلِ وَالصُّرَاخِ الْمَرِيرِ، 2 وَوَقَفَ أَمَامَ مَدْخَلِ بَابِ الْمَلِكِ، إِذْ يُحَظَّرُ عَلَى أَيِّ وَاحِدٍ دُخُولُ بَابِ الْمَلِكِ وَهُوَ مُرْتَدٍ مُسُوحاً. 3 وَعَمَّتِ الْمَنَاحَةُ الْعَظِيمَةُ يَهُودَ كُلِّ إِقْلِيمٍ ذَاعَ فِيهِ أَمْرُ الْمَلِكِ، فَأَخَذَ الْيَهُودُ فِي الصَّوْمِ وَالْبُكَاءِ وَالنَّحِيبِ، وَافْتِرَاشِ الْمُسُوحِ وَذَرِّ الرَّمَادِ عَلَى الرُّؤُوسِ.
4 وَدَخَلَتْ وَصِيفَاتُ أَسْتِيرَ وَخِصْيَانُهَا وَأَخْبَرُوهَا بِأَمْرِ مُرْدَخَايَ، فَسَاوَرَهَا الْغَمُّ الشَّدِيدُ وَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ ثِيَاباً لِيَرْتَدِيَهَا بَدَلَ الْمُسُوحِ، فَلَمْ يَقْبَلْ. 5 فَاسْتَدْعَتْ أَسْتِيرُ هَتَاخَ، أَحَدَ خِصْيَانِ الْمَلِكِ الَّذِي كَلَّفَهُ الْمَلِكُ بِخِدْمَتِهَا، وَطَلَبَتْ إِلَيْهِ أَنْ يَذْهَبَ لِلاسْتِخْبَارِ عَمَّا يُزْعِجُ مُرْدَخَايَ. 6 فَانْطَلَقَ هَتَاخُ إِلَى سَاحَةِ الْمَدِينَةِ الوَاقِعَةِ أَمَامَ بَابِ الْمَلِكِ إِلَى مُرْدَخَايَ، وَسَأَلَهُ عَنْ أَمْرِهِ. 7 فَأَخْبَرَهُ مُرْدَخَايُ بِكُلِّ مَا أَصَابَهُ، وَعَنْ مَبْلَغِ الْفِضَّةِ الَّذِي وَعَدَ هَامَانُ بِدَفْعِهِ إِلَى خَزِينَةِ الْمَلِكِ لِقَاءَ إِبَادَةِ الْيَهُودِ، 8 وَأَعْطَاهُ نُسْخَةً مِنَ الأَمْرِ الصَّادِرِ عَنِ الْعَاصِمَةِ بِإِفْنَاءِ الْيَهُودِ لِكَيْ يُطْلِعَ أَسْتِيرَ عَلَيْهَا، وَيُخْبِرَهَا بِمَا جَرَى، وَيُوْصِيَهَا أَنْ تَمْثُلَ أَمَامَ الْمَلِكِ وَتَتَوَسَّلَ إِلَيْهِ أَنْ يَعْفُوَ عَنْ شَعْبِهَا. 9 فَعَادَ هَتَاخُ إِلَى أَسْتِيرَ وَنَقَلَ إِلَيْهَا كَلامَ مُرْدَخَايَ.
10 فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ مَعَ هَتَاخَ ثَانِيَةً قَائِلَةً: 11 «إِنَّ كُلَّ حَاشِيَةِ الْمَلِكِ وَشُعُوبِ أَقَالِيمِ الْمَلِكِ يَعْلَمُونَ أَنَّ كُلَّ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ يَدْخُلُ إِلَى الْمَلِكِ فِي مُخْدَعِهِ الدَّاخِلِيِّ، مِنْ غَيْرِ دَعْوَةٍ، فَجَزَاؤُهُ حَتْماً الْمَوْتُ، إِلّا الَّذِي يَمُدُّ لَهُ الْمَلِكُ قَضِيبَ الذَّهَبِ فَإِنَّهُ يَحْيَا. وَأَنَا لَمْ أُدْعَ لِلْمُثُولِ بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ هَذِهِ الثَّلاثِينَ يَوْماً».
12 فَأُبْلِغَ مُرْدَخَايُ بِكَلامِ أَسْتِيرَ. 13 فَطَلَبَ أَنْ يُجِيبُوهَا: «لا يَخْطُرَنَّ بِبَالِكِ أَنَّكِ سَتَنْجِينَ مِنَ الْعَاقِبَةِ مِنْ دُونِ سَائِرِ الْيَهُودِ، لأَنَّكِ فِي قَصْرِ الْمَلِكِ. 14 لأَنَّكِ إِنْ لَزِمْتِ الصَّمْتَ فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ، فَإِنَّ الْفَرَجَ وَالنَّجَاةَ لابُدَّ أَنْ يَأْتِيَا لِلْيَهُودِ مِنْ مَصْدَرٍ آخَرَ، وَأَمَّا أَنْتِ وَبَيْتُ أَبِيكِ فَتَفْنَوْنَ. وَمَنْ يَدْرِي، فَلَرُبَّمَا قَدْ وَصَلْتِ إِلَى عَرْشِ الْمُلْكِ لِوَقْتٍ مِثْلِ هَذَا!»
15 عِنْدَئِذٍ طَلَبَتْ مِنْ مُبْلِغِيهَا أَنْ يَحْمِلُوا جَوَابَهَا إِلَى مُرْدَخَايَ: 16 «امْضِ اجْمَعْ كُلَّ الْيَهُودِ الْمُقِيمِينَ فِي شُوشَنَ، وَصُومُوا مِنْ أَجْلِي وَلا تَأْكُلُوا وَلا تَشْرَبُوا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ لَيْلاً وَنَهَاراً، وَسَأَصُومُ أَنَا وَوَصِيفَاتِي أَيْضاً مِثْلَكُمْ. ثُمَّ أَدْخُلُ إِلَى الْمَلِكِ مُخَالِفَةً الْعُرْفَ الْمُتَّبَعَ، فَإِذَا هَلَكْتُ، هَلَكْتُ». 17 فَانْصَرَفَ مُرْدَخَايُ وَنَفَّذَ كُلَّ مَا أَوْصَتْهُ بِهِ أَسْتِيرُ.
1 وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ ارْتَدَتْ أَسْتِيرُ ثِيَاباً مَلَكِيَّةً، وَوَقَفَتْ فِي الْقَاعَةِ الدَّاخِلِيَّةِ أَمَامَ الْبَهْوِ الْمَلَكِيِّ، الَّذِي يَجْلِسُ فِيهِ الْمَلِكُ عَلَى عَرْشِهِ. 2 فَعِنْدَمَا شَاهَدَ الْمَلِكُ أَسْتِيرَ وَاقِفَةً فِي الْقَاعَةِ، سَرَّهُ مَرْآهَا، وَمَدَّ لَهَا صَوْلَجَانَ الذَّهَبِ، فَاقْتَرَبَتْ مِنْهُ وَلَمَسَتْ رَأْسَ الصَّوْلَجَانِ، 3 فَسَأَلَهَا: «مَالَكِ أَيَّتُهَا الْمَلِكَةُ أَسْتِيرُ، وَمَا هِيَ طِلْبَتُكِ فَأَهَبَكِ إِيَّاهَا، حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ نِصْفَ الْمَمْلَكَةِ؟» 4 فَأَجَابَتْ أَسْتِيرُ: «إِنْ طَابَ لِلْمَلِكِ فَلْيَأْتِ الْيَوْمَ، وَفِي صُحْبَتِهِ هَامَانُ، إِلَى الْمَأْدُبَةِ الَّتِي أَقَمْتُهَا لَهُ». 5 فَقَالَ الْمَلِكُ: «هَيَّا أَسْرِعُوا بِهَامَانَ كَيْ يُلَبِّيَ دَعْوَةَ أَسْتِيرَ». وَهَكَذَا جَاءَ الْمَلِكُ وَهَامَانُ إِلَى الْمَأْدُبَةِ الَّتِي أَقَامَتْهَا أَسْتِيرُ. 6 وَفِيمَا كَانُوا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ قَالَ الْمَلِكُ لأَسْتِيرَ: «مَا هِيَ رَغْبَتُكِ، وَمَا هِيَ طِلْبَتُكِ فَأُلَبِّيَهَا، حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ نِصْفَ الْمَمْلَكَةِ؟»
7 فَأَجَابَتْ أَسْتِيرُ: «إِنَّ رَغْبَتِي وَطِلْبَتِي هِيَ: 8 إِنْ كُنْتُ قَدْ حَظِيتُ بِرِضَى الْمَلِكِ، وَإِنْ طَابَ لِلْمَلِكِ أَنْ يَقْضِيَ لِي طِلْبَتِي، فَلْيَأْتِ غَداً وَفِي صُحْبَتِهِ هَامَانُ إِلَى الْمَأْدُبَةِ الَّتِي أُقِيمُهَا لَهُمَا، وَمِنْ ثَمَّ أَرْفَعُ لَهُ طِلْبَتِي بِمُوْجِبِ أَمْرِهِ».
9 فَخَرَجَ هَامَانُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ لَدُنِهَا بِقَلْبٍ يَفِيضُ فَرَحاً وَانْشِرَاحاً، وَلَكِنْ عِنْدَمَا شَاهَدَ مُرْدَخَايَ فِي بَابِ الْمَلِكِ لَا يَقِفُ أَوْ يَنْحَنِي أَمَامَهُ، تَفَجَّرَ بِالْغَيْظِ عَلَى مُرْدَخَايَ، 10 إِلّا أَنَّهُ تَجَلَّدَ وَمَضَى إِلَى بَيْتِهِ، حَيْثُ اسْتَدْعَى الْمُقَرَّبِينَ إِلَيْهِ وَزَرَشَ زَوْجَتَهُ، 11 وَرَاحَ يُعَدِّدُ أَمَامَهُمْ مَا يَمْلِكُ مِنْ ثَرْوَاتٍ وَمِنْ بَنِينَ، وَكُلَّ مَا أَنْعَمَ عَلَيْهِ الْمَلِكُ بِهِ مِنْ عَظَمَةٍ وَجَاهٍ، حَتَّى صَارَتْ مَرْتَبَتُهُ فَوْقَ مَرْتَبَةِ جَمِيعِ رُؤَسَاءِ الْمَلِكِ وَرِجَالِهِ! 12 وَأَضَافَ: «حَتَى أَسْتِيرُ الْمَلِكَةُ لَمْ تَدْعُ مَعَ الْمَلِكِ إِلَى الْمَأْدُبَةِ الَّتِي أَقَامَتْهَا سِوَايَ، وَأَنَا مَدْعُوٌّ غَداً مَعَ الْمَلِكِ لِحُضُورِ مَأْدُبَةٍ ثَانِيَةٍ. 13 وَلَكِنَّ هَذَا كُلَّهُ لَا قِيمَةَ لَهُ عِنْدِي حِينَ أَرَى مُرْدَخَايَ الْيَهُودِيَّ جَالِساً أَمَامَ بَابِ الْمَلِكِ». 14 عِنْدَئِذٍ قَالَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ زَرَشُ وَسَائِرُ الْمُقَرَّبِينَ إِلَيْهِ: «لِيُجَهِّزُوا خَشَبَةً ارْتِفَاعُهَا خَمْسُونَ ذِرَاعاً (خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ مِتْراً)، وَاطْلُبْ مِنَ الْمَلِكِ فِي الصَّبَاحِ أَنْ يَأْمُرَ بِصَلْبِ مُرْدَخَايَ عَلَيْهَا، ثُمَّ اذْهَبْ مَعَ الْمَلِكِ إِلَى الْمَأْدُبَةِ سَعِيداً». فَاسْتَصْوَبَ هَامَانُ الرَّأْيَ، وَأَمَرَ بِتَجْهِيزِ الْخَشَبَةِ!
1 فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَرِقَ الْمَلِكُ، فَأَمَرَ أَنْ يَأْتُوا إِلَيْهِ بِكِتَابِ تَاريِخِ أَيَّامِ الْمَمْلَكَةِ، فَقُرِئَ عَلَى الْمَلِكِ، 2 وَإذَا مَكْتُوبٌ فِيهِ مَا كَشَفَهُ مُرْدَخَايُ عَنْ مُؤَامَرَةِ بِغْثَانَا وَتَرَشَ خَصِيَّيِ الْمَلِكِ وَحَاجِبَيِ الْبَابِ اللَّذَيْنِ خَطَّطَا لاِغْتِيَالِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ. 3 فَسَأَلَ الْمَلِكُ: «أَيَّةُ مُكَافَأَةٍ وَإِكْرَامٍ أَجْزَلْتُهُمَا لِمُرْدَخَايَ مِنْ أَجْلِ هَذَا؟» فَأَجَابَهُ رِجَالُهُ الْقَائِمُونَ عَلَى خِدْمَتِهِ: «لَمْ يُكَافَأْ بِشَيْءٍ». 4 فَقَالَ الْمَلِكُ: «مَنْ فِي سَاحَةِ الْقَصْرِ؟» وَكَانَ هَامَانُ قَدْ دَخَلَ سَاحَةَ قَصْرِ الْمَلِكِ الْخَارِجِيَّةَ لِيَطْلُبَ مِنَ الْمَلِكِ أَنْ يَأْمُرَ بِصَلْبِ مُرْدَخَايَ عَلَى الْخَشَبَةِ الَّتِي أَعَدَّهَا لَهُ. 5 فَأَجَابَ رِجَالُ الْمَلِكِ: «هَا هُوَ هَامَانُ وَاقِفٌ فِي السَّاحَةِ». فَقَالَ الْمَلِكُ: «لِيَدْخُلْ». 6 وَعِنْدَمَا مَثَلَ هَامَانُ أَمَامَهُ سَأَلَهُ الْمَلِكُ: «أَيَّةُ مُكَافَأَةٍ يَمْنَحُهَا الْمَلِكُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْرِزُ مَسَرَّتَهُ؟» فَقَالَ هَامَانُ فِي نَفْسِهِ: «مَنْ يَرْغَبُ الْمَلِكُ أَنْ يُكْرِمَهُ أَكْثَرَ مِنِّي؟» 7 ثُمَّ أَجَابَ الْمَلِكَ: «تُخْلَعُ عَلَى الرَّجُلِ الَّذِي يَرْغَبُ الْمَلِكُ فِي إِكْرَامِهِ 8 الثِّيَابُ الْمَلَكِيَّةُ الَّتِي يَرْتَدِيهَا الْمَلِكُ، وَيُؤْتَى بِالْفَرَسِ الَّذِي يَرْكَبُهُ الْمَلِكُ، وَالتَّاجِ الَّذِي يَضَعُهُ الْمَلِكُ عَلَى رَأْسِهِ، 9 وَلْيُعْهَدْ بِها جَمِيعِهَا إِلَى أَحَدِ أَشْرَافِ أُمَرَاءِ الْمَلِكِ فَيُلْبِسَهَا هَذَا الرَّجُلَ وَيُرْكِبَهُ عَلَى فَرَسِ الْمَلِكِ وَيَقُودَ مَوْكِبَهُ فِي جَمِيعِ أَنْحَاءِ الْمَدِينَةِ وَهُوَ يَهْتِفُ: ’هَكَذَا يُكَافَأُ الرَّجُلُ الَّذِي يَرْغَبُ الْمَلِكُ فِي إِكْرَامِهِ‘».
10 عِنْدَئِذٍ قَالَ الْمَلِكُ لِهَامَانَ: «حَسَناً، أَسْرِعْ وَخُذْ هَذِهِ الثِّيَابَ الْمَلَكِيَّةَ وَفَرَسِي وَافْعَلْ كُلَّ مَا اقْتَرَحْتَهُ لِمُرْدَخَايَ الْيَهُودِيِّ حَاجِبِ الْمَلِكِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَغْفَلَ شَيْئاً». 11 فَأَخَذَ هَامَانُ الثِّيَابَ الْمَلَكِيَّةَ وَأَلْبَسَهَا لِمُرْدَخَايَ وَأَرْكَبَهُ عَلَى فَرَسِ الْمَلِكِ، وَقَادَ مَوْكِبَهُ عَبْرَ شَوَارِعِ الْمَدِينَةِ هَاتِفاً: «هَكَذَا يُكَافِئُونَ الرَّجُلَ الَّذِي يَرْغَبُ الْمَلِكُ فِي إكْرَامِهِ».
12 ثُمَّ عَادَ مُرْدَخَايُ إِلَى عَمَلِهِ. أَمَّا هَامَانُ فَأَسْرَعَ إِلَى بَيْتِهِ يَجُرُّ وَرَاءَهُ أَذْيَالَ الْخِزْيِ 13 وَعِنْدَمَا سَرَدَ عَلَى زَوْجَتِهِ زَرَشَ وَعَلَى الْمُقَرَّبِينَ إِلَيْهِ مَا حَدَثَ لَهُ قَالَ لَهُ مُشِيرُوهُ وَزَوْجَتُهُ: «إِنْ كَانَ مُرْدَخَايُ الَّذِي أَخَذَ يَغْلِبُ عَلَيْكَ يَنْتَمِي إِلَى الْجِنْسِ اليَهُودِيِّ فَإِنَّكَ لَنْ تَتَمَكَّنَ مِنَ الْقَضَاءِ عَلَيْهِ بَلْ لابُدَّ أَنْ تَهْلِكَ أَمَامَهُ». 14 وَفِيمَا هُمْ يَتَدَاوَلُونَ فِي الأَمْرِ أَقْبَلَ رُسُلُ الْمَلِكِ يَسْتَدْعُونَ هَامَانَ لِيُسْرِعَ فِي الْحُضُورِ إِلَى المَأْدُبَةِ الَّتِي أَقَامَتْهَا أَسْتِيرُ.
1 وَحَضَرَ الْمَلِكُ وَهَامَانُ مَأْدُبَةَ أَسْتِيرَ الْمَلِكَةِ. 2 وَبَيْنَمَا كَانَا يَشْرَبَانِ الْخَمْرَ سَأَلَ الْمَلِكُ أَسْتِيرَ: «مَا هِيَ طِلْبَتُكِ يَا أَسْتِيرُ الْمَلِكَةُ فَتُوْهَبَ لَكِ؟ مَا هُوَ سُؤْلُكِ وَلَوْ إِلَى نِصْفِ الْمَمْلَكَةِ؟» 3 فَأَجَابَتِ الْمَلِكَةُ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ حَظِيتُ بِرِضَاكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ وَإِنْ طَابَ لِلْمَلِكِ فَإِنَّ طِلْبَتِي أَنْ تَحْفَظَ حَيَاتِي، وَسُؤْلِي أَنْ تُنْقِذَ شَعْبِي، 4 لأَنَّهُ قَدْ تَمَّ بَيْعِي أَنَا وَشَعْبِي لِلْهَلاكِ وَالْقَتْلِ وَالإِبَادَةِ. وَلَوْ أَنَّهُمْ بَاعُونَا عَبِيداً وَإِمَاءً لَكُنْتُ سَكَتُّ، لأَنَّ هَذَا الأَمْرَ لَا يُبَرِّرُ إِزْعَاجَ الْمَلِكِ». 5 فَقَالَ الْمَلِكُ أَحَشْوِيرُوشُ لِلْمَلِكَةِ أَسْتِيرَ: «مَنْ هُوَ هَذَا الَّذِي يَجْرُؤُ أَنْ يَرْتَكِبَ مِثْلَ هَذَا؟ أَيْنَ هُوَ؟»
6 فَأَجَابَتْ: «إِنَّ هَذَا الْخَصْمَ وَالْعَدُوَّ هُوَ هَامَانُ الشِّرِّيرُ». 7 فَارْتَاعَ هَامَانُ أَمَامَ الْمَلِكِ وَالْمَلِكَةِ. وَانْصَرَفَ الْمَلِكُ عَنِ الشُّرْبِ مُغْتَاظاً، وَمَضَى إِلَى حَدِيقَةِ الْقَصْرِ. وَوَقَفَ هَامَانُ يَتَوَسَّلُ إِلَى أَسْتِيرَ الْمَلِكَةِ حِفَاظاً عَلَى حَيَاتِهِ، لأَنَّهُ أَدْرَكَ أَنَّ الْمَلِكَ قَدْ قَرَّرَ مَصِيرَهُ الرَّهِيبَ. 8 وَعِنْدَمَا رَجَعَ الْمَلِكُ مِنْ حَدِيقَةِ الْقَصْرِ إِلَى قَاعَةِ الْمَأْدُبَةِ، وَجَدَ هَامَانَ مُنْطَرِحاً عَلَى الأَرِيكَةِ الَّتِي كَانَتْ أَسْتِيرُ تَجْلِسُ عَلَيْهَا. فَقَالَ الْمَلِكُ: «أَيَتَحَرَّشُ أَيْضاً بِالْمَلِكَةِ وَهِيَ مَعِي، وَفِي الْقَصْرِ؟» وَمَا إِنْ نَطَقَ الْمَلِكُ بِهَذِهِ الْعِبَارَةِ حَتَّى غَطَّوْا وَجْهَ هَامَانَ. 9 فَقَالَ حَرْبُونَا أَحَدُ الْخِصْيَانِ الْمَاثِلِينَ فِي حَضْرَةِ الْمَلِكِ: «هَا هِيَ الْخَشَبَةُ الَّتِي أَعَدَّهَا هَامَانُ لِصَلْبِ مُرْدَخَايَ، الَّذِي أَسْدَى لِلْمَلِكِ خَيْراً، مَنْصُوبَةٌ فِي بَيْتِ هَامَانَ، وَارْتِفَاعُهَا خَمْسُونَ ذِرَاعاً». فَقَالَ الْمَلِكُ: «اصْلِبُوهُ عَلَيْهَا». 10 فَصَلَبُوا هَامَانَ عَلَى الْخَشَبَةِ الَّتِي أَعَدَّهَا لِمُرْدَخَايَ. ثُمَّ هَدَأَتْ حِدَّةُ غَضَبِ الْمَلِكِ.
1 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَهَبَ الْمَلِكُ أَحَشْوِيرُوشُ لِلْمَلِكَةِ أَسْتِيرَ بَيْتَ هَامَانَ عَدُوِّ الْيَهُودِ. وَمَثَلَ مُرْدَخَايُ أَمَامَ الْمَلِكِ لأَنَّ أَسْتِيرَ أَطْلَعَتْهُ عَلَى قَرَابَتِهِ مِنْهَا، 2 فَنَزَعَ الْمَلِكُ خَاتَمَهُ الَّذِي اسْتَرَدَّهُ مِنْ هَامَانَ وَأَعْطَاهُ لِمُرْدَخَايَ، وَطَلَبَتْ أَسْتِيرُ مِنْ مُرْدَخَايَ أَنْ يُشْرِفَ عَلَى مُمْتَلَكَاتِ هَامَانَ.
3 ثُمَّ عَادَتْ أَسْتِيرُ وَكَلَّمَتِ الْمَلِكَ، وَانْطَرَحَتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ، وَتَوَسَّلَتْ إِلَيْهِ بَاكِيَةً لِيُبْطِلَ مُؤَامَرَةَ هَامَانَ الأَجَاجِيِّ وَتَدْبِيرَاتِهِ الَّتِي خَطَّطَهَا ضِدَّ الْيَهُودِ، 4 فَمَدَّ الْمَلِكُ لأَسْتِيرَ صَوْلَجَانَ الذَّهَبِ، فَنَهَضَتْ وَوَقَفَتْ أَمَامَهُ 5 وَقَالَتْ: «إِذَا طَابَ لِلْمَلِكِ وَحَظِيتُ بِرِضَاهُ، وَاسْتَصْوَبَ الْمَلِكُ الرَّأْيَ، وَرُقْتُ أَنَا فِي عَيْنَيْهِ، فَلْيُصْدِرِ الْمَلِكُ أَوَامِرَ تُلْغِي رَسَائِلَ تَدْبِيرَاتِ هَامَانَ بْنِ هَمَدَاثَا الأَجَاجِيِّ، الَّتِي بَعَثَ بِها لإِبَادَةِ الْيَهُودِ الْمُقِيمِينَ فِي كُلِّ أَقَالِيمِ الْمَلِكِ، 6 إِذْ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ أَرَى الشَّرَّ يَحِيقُ بِشَعْبِي؟ وَكَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ أَشْهَدَ هَلاكَ أَبْنَاءِ جِنْسِي؟»
7 فَقَالَ الْمَلِكُ أَحَشْوِيرُوشُ لِلْمَلِكَةِ أَسْتِيرَ وَلِمُرْدَخَايَ الْيَهُودِيِّ: «لَقَدْ أَعْطَيْتُ مُمْتَلَكَاتِ هَامَانَ لأَسْتِيرَ، وَصَلَبْتُهُ هُوَ عَلَى خَشَبَةٍ، لأَنَّهُ حَاوَلَ أَنْ يَمُسَّ الْيَهُودَ بِسُوءٍ. 8 فَاكْتُبَا أَنْتُمَا إِلَى الْيَهُودِ بِكُلِّ مَا تَرَيَانِهِ مُنَاسِباً بِاسْمِ الْمَلِكِ، وَاخْتُمَاهُ بِخَاتَمِهِ، لأَنَّ الْمَرَاسِيمَ الَّتِي تُسَنُّ بِاسْمِ الْمَلِكِ وَتُخْتَمُ بِخَاتَمِهِ لَا تُبْطَلُ».
9 فَاسْتُدْعِيَ كُتَّابُ الْمَلِكِ عَلَى التَّوِّ، فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ شَهْرِ سِيوَانَ، (تَمُّوزَ – يُولْيُو) وَكَتَبُوا مَا أَمْلاهُ عَلَيْهِمْ مُرْدَخَايُ إِلَى الْيَهُودِ وَالْحُكَّامِ وَالْوُلاةِ وَرُؤَسَاءِ الأَقَالِيمِ، الَّتِي تَمْتَدُّ مِنَ الْهِنْدِ إِلَى كُوشٍ، وَالْبَالِغُ عَدَدُهَا مِئَةً وَسَبْعَةً وَعِشْرِينَ إِقْلِيماً إِلَى كُلِّ إِقْلِيمٍ بِلُغَتِهِ وَلَهْجَةِ شَعْبِهِ، وَإِلَى الْيَهُودِ بِلُغَتِهِمْ وَلَهْجَتِهِمْ. 10 وَهَكَذَا كُتِبَتْ هَذِهِ الْمَرَاسِيمُ بِاسْمِ الْمَلِكِ، وَخُتِمَتْ بِخَاتَمِهِ، وَحَمَلَهَا رُكَّابُ الْجِيَادِ وَالْبِغَالِ عَلَى بَرِيدِ خَيْلِ الْمَلِكِ الأَصِيلَةِ، 11 وَفِيهَا خَوَّلَ الْمَلِكُ الْيَهُودَ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ أَنْ يَتَآزَرُوا لِلدِّفَاعِ عَنْ أَنْفُسِهِمْ، وَيُهْلِكُوا وَيَقْتُلُوا وَيَسْتَأْصِلُوا أَيَّةَ قُوَّةٍ مُسَلَّحَةٍ تَابِعَةٍ لأَيِّ شَعْبٍ أَوْ إِقْلِيمٍ تُهَاجِمُهُمْ مَعَ أَطْفَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ، وَأَنْ يَسْتَوْلُوا عَلَى غَنَائِمِهِمْ، 12 فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، هُوَ الْيَوْمُ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ، (آذَارَ – مَارِسَ)، وَذَلِكَ فِي جَمِيعِ أَقَالِيمِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ. 13 وَقَدْ وُزِّعَتْ نُسَخٌ مِنَ الْمَرْسُومِ الصَّادِرِ عَلَى كُلِّ أَرْجَاءِ الْبِلادِ، وَأُذِيعَتْ بَيْنَ كُلِّ الأُمَمِ، وَكَانَ عَلَى الْيَهُودِ أَنْ يَتَأَهَّبُوا لِهَذَا الْيَوْمِ لِلانْتِقَامِ مِنْ أَعْدَائِهِمْ. 14 فَحَمَلَ رُكَّابُ الْجِيَادِ وَالْبِغَالِ الْبَرِيدَ وَانْطَلَقُوا مُسْرِعِينَ يَحُثُّهُمْ أَمْرُ الْمَلِكِ، كَمَا أُذِيعَ الْمَرْسُومُ فِي الْعَاصِمَةِ شُوشَنَ.
15 وَخَرَجَ مُرْدَخَايُ مِنْ حَضْرَةِ الْمَلِكِ بِثِيَابٍ مُلَوَّنَةٍ بِأَلْوَانٍ زَرْقَاءَ وَبَيْضَاءَ، وَعَلَى هَامَتِهِ تَاجٌ ذَهَبِيٌّ عَظِيمٌ، وَعَلَى كَتِفَيْهِ عَبَاءَةٌ مِنْ كَتَّانٍ وَأُرْجُوَانٍ، وَغَمَرَتِ الْبَهْجَةُ وَالْفَرْحَةُ مَدِينَةَ شُوشَنَ، 16 وَعَمَّتِ الْيَهُودَ الْغِبْطَةُ وَالسَّعَادَةُ وَنُورُ الْفَرَحِ الْمُتَأَلِّقُ، وَنَالَهُمُ الإِكْرَامُ. 17 وَسَادَ الْفَرَحُ يَهُودَ كُلِّ بِلادِ الْمَمْلَكَةِ وَمُدُنِهَا عِنْدَمَا وَصَلَهُمْ مَرْسُومُ الْمَلِكِ وَأَمْرُهُ، فَأَقَامُوا الْوَلائِمَ وَاحْتَفَلُوا. وَكَثِيرُونَ مِنْ أَبْنَاءِ أُمَمِ الأَقَالِيمِ تَهَوَّدُوا لأَنَّ الْخَوْفَ مِنَ الْيَهُودِ طَغَى عَلَيْهِمْ.
1 وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ، (آذَارَ – مَارِسَ)، حِينَ آنَ أَوَانُ تَنْفِيذِ أَمْرِ الْمَلِكِ وَحُكْمِهِ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانَ فِيهِ أَعْدَاءُ الْيَهُودِ يَرْجُونَ التَّسَلُّطَ عَلَيْهِمِ، انْقَلَبَ المَوْقِفُ ضِدَّهُمْ، فَتَسَلَّطَ الْيَهُودُ عَلَى أَعْدَائِهِمْ. 2 وَتَجَمَّعَ الْيَهُودُ فِي مُدُنِهِمْ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ دِيَارِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ لِيُدَافِعُوا عَنْ أَنْفُسِهِمْ ضِدَّ السَّاعِينَ لإِيذَائِهِمْ، فَلَمْ يَجْرُؤْ أَحَدٌ عَلَى مُجَابَهَتِهِمْ لأَنَّ الرُّعْبَ مِنْهُمْ هَيْمَنَ عَلَى جَمِيعِ الأُمَمِ، 3 وَقَامَ رُؤَسَاءُ الأَقَالِيمِ وَالْحُكَّامُ وَالْوُلاةُ وَوُكَلاءُ الْمَلِكِ بِمُسَاعَدَةِ الْيَهُودِ خَوْفاً مِنْ مُرْدَخَايَ، 4 لأَنَّهُ أَصْبَحَ يَتَمَتَّعُ بِنُفُوذٍ عَظِيمٍ فِي قَصْرِ الْمَلِكِ، وَذَاعَ صِيتُهُ فِي كُلِّ الأَقَالِيمِ، بَعْدَ أَنْ تَزَايَدَتْ شُهْرَتُهُ وَعَظَمَتُهُ.
5 وَقَهَرَ الْيَهُودُ جَمِيعَ أَعْدَائِهِمْ وَقَتَلُوهُمْ بِالسَّيْفِ وَأَهْلَكُوهُمْ، وَفَعَلُوا بِهِمْ مَا شَاءُوا، 6 فَأَبَادُوا فِي الْعَاصِمَةِ شُوشَنَ خَمْسَ مِئَةِ رَجُلٍ.
7 كَمَا قَتَلُوا فَرْشَنْدَاثَا وَدَلْفُونَ وَأَسْفَاثَا، 8 وَفُورَاثَا وَأَدَلْيَا وَأَرِيدَاثَا، 9 وَفَرْمَشْتَا وَأَرِيسَايَ وَأَرِيدَايَ وَيِزَاثَا، 10 وَهُمْ عَشَرَةُ أَبْنَاءٍ لِهَامَانَ بْنِ هَمَداثَا عَدُوِّ الْيَهُودِ، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يُقْدِمُوا إِطْلاقاً عَلَى النَّهْبِ.
11 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ رُفِعَ تَقْرِيرٌ بِعَدَدِ الْقَتْلَى فِي الْعَاصِمَةِ شُوشَنَ إِلَى الْمَلِكِ، 12 فَقَالَ الْمَلِكُ لأَسْتِيرَ الْمَلِكَةِ: «إنْ كَانَ الْيَهُودُ قَدْ قَتَلُوا فِي الْعَاصِمَةِ شُوشَنَ وَحْدَهَا خَمْسَ مِئَةِ رِجُلٍ، فَضْلاً عَنْ أَبْنَاءِ هَامَانَ الْعَشَرَةِ، فَكَمْ قَتَلُوا فِي بَاقِي أَقَالِيمِ الْمَلِكِ؟ وَالآنَ مَا هُوَ سُؤْلُكِ فَأُلَبِّيَهُ، وَمَا هِيَ طِلْبَتُكِ فَأَقْضِيَهَا لَكِ؟» 13 فَأَجَابَتْ: «إِنْ طَابَ لِلْمَلِكِ فَلْيُؤْذَنْ لِلْيَهُودِ فِي شُوشَنَ الْعَاصِمَةِ أَنْ يَفْعَلُوا غَداً مَا فَعَلُوهُ الْيَوْمَ وَيَصْلِبُوا أَبْنَاءَ هَامَانَ الْعَشَرَةَ عَلَى خَشَبَةٍ». 14 فَأَمَرَ الْمَلِكُ بِتَنْفِيذِ الطَّلَبِ، وَأَصْدَرَ مَرْسُوماً بِذَلِكَ فِي شُوشَنَ الْعَاصِمَةِ، وَصَلَبُوا أَبْنَاءَ هَامَانَ الْعَشَرَةَ.
15 ثُمَّ اجْتَمَعَ الْيَهُودُ الْمُقِيمُونَ فِي الْعَاصِمَةِ شُوشَنَ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ أَيْضاً مِنْ شَهْرِ آذَارَ، وَقَتَلُوا ثَلاثَ مِئَةِ رَجُلٍ، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يُقْدِمُوا عَلَى النَّهْبِ.
16 كَمَا تَآزَرَ الْيَهُودُ الْبَاقُونَ الْمُنْتَشِرُونَ فِي أَقَالِيمِ الْمَلِكِ وَدَافَعُوا عَنْ أَنْفُسِهِمْ وَاسْتَرَاحُوا مِنْ أَعْدَائِهِمْ، بَعْدَ أَنْ قَتَلُوا خَمْسَةً وَسَبْعِينَ أَلْفاً مِنْهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يُقْدِمُوا عَلَى النَّهْبِ. 17 حَدَثَ هَذَا فِي الْيَوْمِ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ آذَارَ، وَاسْتَرَاحُوا فِي الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْهُ، حَيْثُ احْتَفَلُوا فِيهِ شَارِبِينَ فَرِحِينَ.
18 أَمَّا يَهُودُ شُوشَنَ الْعَاصِمَةِ فَقَدِ اجْتَمَعُوا لِلدِّفَاعِ عَنْ أَنْفُسِهِمْ فِي الْيَوْمَيْنِ الثَّالِثَ عَشَرَ وَالرَّابِعَ عَشَرَ مِنْهُ، ثُمَّ اسْتَرَاحُوا فِي الْيَوْمِ الْخَامِسِ عَشَرَ، حَيْثُ احْتَفَلُوا فِيهِ شَارِبينَ فَرِحِينَ. 19 لِهَذَا يَحْتَفِلُ الْيَهُودُ الْمُقِيمُونَ فِي مُدُنِ الْمَنَاطِقِ الرِّيفِيَّةِ بِالْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ آذَارَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ، فَيُقِيمُونَ الْوَلائِمَ وَيَبْتَهِجُونَ وَيَتَبَادَلُونَ الْهَدَايَا.
20 وَدَوَّنَ مُرْدَخَايُ هَذِهِ الأَحْدَاثَ، وَبَعَثَ بِرَسَائِلَ إِلَى جَمِيعِ الْيَهُودِ الْقَرِيبِينَ مِنْهُ وَالْبَعِيدِينَ، الْمُنْتَشِرِينَ فِي كُلِّ أَنْحَاءِ مَمْلَكَةِ فَارِسَ، 21 يَحُثُّهُمْ عَلَى الاحْتِفَالِ فِي كُلِّ سَنَةٍ فِي الْيَوْمَيْنِ الرَّابِعَ عَشَرَ وَالْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ آذَارَ. 22 وَهُمَا الْيَوْمَانِ اللَّذَانِ اسْتَراحَ فِيهِمَا الْيَهُودُ مِنْ أَعْدَائِهِمْ، وَهُوَ الشَّهْرُ الَّذِي تَحَوَّلَ عِنْدَهُمْ مِنْ شَهْرِ حُزْنٍ إِلَى شَهْرِ فَرَحٍ، وَمِنْ نُوَاحٍ إِلَى احْتِفَالٍ، فَيَجْعَلُونَهُمَا يَوْمَيْ شُرْبٍ وَفَرَحٍ وَتَبَادُلِ هَدَايَا وَإِحْسَانٍ إِلَى الْفُقَرَاءِ. 23 فَقَبِلَ الْيَهُودُ مَا عَرَضَهُ عَلَيْهِمْ مُرْدَخَايُ، وَاسْتَمَرُّوا يَحْتَفِلُونَ بِذَلِكَ الْيَوْمِ فِي كُلِّ سَنَةٍ، 24 تَذْكَاراً لِمُؤَامَرَةِ هَامَانَ بْنِ هَمَدَاثَا الأَجَاجِيِّ عَدُوِّ الْيَهُودِ، الَّذِي سَعَى لإِبَادَتِهِمْ، وَأَلْقَى الْقُرْعَةَ، أَيْ الْفُورَ لإِفْنَائِهِمْ وَإِهْلاكِهِمْ. 25 وَلَكِنْ حَالَمَا لَفَتَتْ أَسْتِيرُ انْتِبَاهَ الْمَلِكِ إِلَى الْمُؤَامَرَةِ أَصْدَرَ مَرْسُوماً ارْتَدَّ فِيهِ كَيْدُ هَامَانَ الَّذِي كَادَهُ لِلْيَهُودِ عَلَى رَأْسِهِ، وَتَمَّ صَلْبُهُ مَعَ أَبْنَائِهِ عَلَى خَشَبَةٍ. 26 لِهَذَا دُعِيَ هَذَانِ الْيَوْمَانِ فُورِيمَ عَلَى اسْمِ «الْفُورِ» مِنْ أَجْلِ مَا وَرَدَ فِي هَذِهِ الرِّسَالَةِ وَمِنْ جَرَّاءِ مَا شَاهَدُوهُ مِنْ ذَلِكَ وَمَا أَحْدَقَ بِهِمْ مِنْ خَطَرٍ، 27 وَوَافَقَ الْيَهُودُ عَلَى مُمَارَسَةِ هَذَا الاحْتِفَالِ فِي حَيَاتِهِمْ، وَإِحْيَائِهِ فِي ذُرِّيَّتِهِمْ وَفِي جَمِيعِ الْمُلْتَصِقِينَ بِهِمْ، لِيَظَلَّ تَذْكَاراً لَا يَزُولُ، فَيُعَيِّدُوا هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ وَفْقاً لِمَا هُوَ مَكْتُوبٌ وَفِي مَوْعِدِهُمَا الْمُحَدَّدِ مِنْ كُلِّ سَنَةٍ. 28 وَهَكَذَا يَخْلُدُ هَذَانِ الْيَوْمَانِ وَيُحْتَفَلُ بِهِمَا مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ، فِي كُلِّ عَشِيرَةٍ وَفِي كُلِّ إِقْلِيمٍ وَمَدِينَةٍ عَلَى مَرِّ الأَيَّامِ، فَلا يَزُولُ ذِكْرُهُمَا مِنْ بَيْنِ الْيَهُودِ وَلا يَفْنَى مِنْ ذُرِّيَّتِهِمْ.
29 ثُمَّ كَتَبَتِ الْمَلِكَةُ أَسْتِيرُ ابْنَةُ أَبِيحَائِلَ وَمُرْدَخَايُ الْيَهُودِيُّ بِكُلِّ سُلْطَانٍ رِسَالَةً ثَانِيَةً إِثْبَاتاً لِرِسَالَةِ الْفُورِيمِ، 30 وَبَعَثَتِ الرَّسَائِلَ إِلَى جَمِيعِ الْيَهُودِ الْمُقِيمِينَ فِي أَقَالِيمِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ الْمِئَةِ وَالسَّبْعِ وَالْعِشْرِينَ، مُحَمَّلَةً بِالسَّلامِ وَالصِّدْقِ، 31 وَفِيهَا حَضٌّ عَلَى الاحْتِفَالِ بِهَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ فِي مَوْعِدَيْهِمَا الْمُقَرَّرَيْنِ، كَمَا أَوْجَبَ عَلَيْهِمْ مُرْدَخَايُ الْيَهُودِيُّ وَالْمَلِكَةُ أَسْتِيرُ، وَكَمَا تَعَهَّدُوا هُمْ وَأَلْزَمُوا نَسْلَهُمْ بِمَوَاعِيدِ الصَّوْمِ وَالنُّوَاحِ، 32 فَأَوْجَبَ أَمْرُ أَسْتِيرَ مُمَارَسَةَ هَذِهِ الْمَرَاسِيمِ، وَتَمَّ تَدْوِينُهَا فِي دَرْجٍ.
1 وَفَرَضَ الْمَلِكُ أَحَشْوِيرُوشُ جِزْيَةً عَلَى الأَرْضِ وَجُزُرِ الْبَحْرِ، 2 أَمَّا مُنْجَزَاتُهُ وَمَآثِرُهُ وَمَا أَغْدَقَ عَلَى مُرْدَخَايَ مِنْ تَكْرِيمٍ حَتَّى ذَاعَ صِيتُهُ أَلَيْسَتْ هِيَ مُدَوَّنَةً فِي كِتَابِ تَارِيخِ أَخْبَارِ أَيَّامِ مُلُوكِ مَادِي وَفَارِسَ؟ 3 فَقَدِ احْتَلَّ مُرْدَخَايُ الْيَهُودِيُّ الْمَرْتَبَةَ الثَّانِيَةَ بَعْدَ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ، وَتَمَتَّعَ بِمَكَانَةٍ مَرْمُوقَةٍ بَيْنَ الْيَهُودِ، وَكَانَ يَحْظَى بِرِضَى أَغْلَبِيَّةِ أَبْنَاءِ قَوْمِهِ، فَهُوَ لَمْ يَدَّخِرْ جَهْداً مِنْ أَجْلِ خَيْرِ شَعْبِهِ وَالدِّفَاعِ عَنْ مَصَالِحِ أُمَّتِهِ.